في إطار الجهود التي تقوم بها نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بطنجة – أصيلة بتنسيق مع برنامج تدبير وحماية البيئة، وبعض المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، الرامية لتعميم التمدرس ، افتتح يوم السبت 20 دجنبر 2014 مركزا للتربية غير النظامية ومحاربة الأمية خاصا بالأطفال والراشدين العاملين بمطرح النفايات بطنجة. ويأتي افتتاح هذا المركز بعد سلسلة من اللقاءات التشاورية ، والدراسات الميدانية حول هذا المطرح ونوعية عمل العاملين به، وعددهم، والأخطار التي تتهددهم في سلامتهم الجسدية، وربما العقلية ، مما تطلب نوعا من الالتقائية بين برامج مجموعة من المتدخلين. فعلاوة على الشراكة التي التزمت بمقتضاها نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بطنجة – أصيلة بالتعويضات المالية للمنشطين والمشرفين العاملين في برامج التربية غير النظامية ومحاربة الأمية ، وتكوينهم وتتبع عملهم من جهة ، و إدماج الأطفال المستفيدين من هذا المركز في منظومة التربية والتكوين من جهة أخرى، حظي هذا المشروع بدعم خاص من طرف برنامج تدبير وحماية البيئة، الممول من طرف وزارة التعاون الألماني لبعض الجمعيات العاملة بمنطقة مغوغة، التي يوجد بها مطرح النفايات، كما حظي بتتبع خاص من طرف مندوبية وزارة الصحة والجماعة الحضرية ومكتب التكوين المهني بطنجة. ولقد تميز يوم الافتتاح بالكلمة التي ألقاها السيد عمدة مدينة طنجة بعين المكان ، والذي نوه من خلالها بالمجهودات التي بذلتها مختلف الأطراف ، وذكر بدور الجماعة الحضرية في هذا الإطار، كما ذكر بالإجراءات التي تقوم بها الجماعة الحضرية لنقل هذا المطرح خارج المدينة، وتحويل البقعة المخصصة له حاليا إلى منطقة خضراء. وإذا كان الجميع ينتظر تفعيل هذه المبادرة على أرض الواقع، فإن الأطفال والراشدين الذين يقتاتون من هذا المطرح، أصبحوا الآن وأكثر من أي وقت آخر ، في أمس الحاجة إلى تأهيلهم للإندماج في المجتمع عبر عدة برامج من بينها برامج التربية غير النظامية ومحاربة الأمية والتكوين المهني، وبرامج التربية الصحية . ولعل هذا ما جعل مختلف المصالح الخارجية المشاركة في هذا المشروع تتجند إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني من أجل تنفيذ مجموعة من العمليات والأنشطة الهادفة ، حيث قام بعض أعضاء مندوبية وزارة الصحة بحملة تحسيسية حول أخطار عمل الأطفال والراشدين بمطرح النفايات ، علاوة على القيام ببعض الفحوصات الطبية المجانية، وتوزيع مجموعة من الأدوية ، كما قامت منظمة '' GIZ '' بتوزيع عدة وقائية خاصة بهذا النوع من الأعمال. . كما عملت مختلف المصالح والفعاليات المشاركة في هذا اللقاء كل من موقعه ، على تقديم الشروحات اللازمة بخصوص الآفاق التي يمكن أن تفتحها برامج التربية والتكوين المهني للفئة المستهدفة في علاقتها بسوق الشغل. وفي هذا الإطار تعهدت نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتكوين منشطي المجتمع المدني لدعم قدراتهم في أفق تأهيل الفئات المستهدفة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن وفدا من التلاميذ الممدرسين بالمدرسة العمومية واكب أشغال هذا اليوم، وقام بمعاينة وضعية مطرح النفايات بطنجة، وباستجواب العاملين به من أطفال ونساء ورجال، كما قام هذا الوفد التلاميذي باستجواب ممثلي مختلف المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني المشاركة في هذه المبادرة، وذلك في إطار بحث خاص بنادي الصحافة بالمؤسسات التي ينتمي إليها هؤلاء التلاميذ.