اختار أبناء ساكنة الأحياء التي يمر بها شارع مولاي رشيد بطنجة ، الممتد من حي فال فلوري إلى أسواق السلام نصب هذه المجسمات المعبرة عن خطر الموت فوق الأعمدة الكهربائية على طول هذا الممر الذي أصبح بالنسبة لهم يمثل شارع الموت باستحقاق ، وذلك منذ قيام الجهات المسؤولة خلال الشهر الماضي بإزالة الحاجز الصخري الذي كان يتوسط الطريق ، فيجعل منه طريقا مزدوجا يفصل بين حركة الذهاب والإياب ، مما كان يسمح بتنظيم حركة السير والتخفيف من السرعة ، وبالتالي مساعدة الراجلين على العبور في أمان وسلام .. لكنه بالصيغة الجديدة التي رجحت التخلي عن الحاجز الذي كان عبارة عن شريط أخطر، من أجل تحقيق هدف واحد هو توسعة الطريق، فقد فتح المجال لفوضى حركة السير وتنظيم الراليات وأشكال السباق الجنوني من طرف أصحاب السيارات الذين لم يعد يهمهم قانون السير ، ولا مخففات السرعة، ولا حياة المواطنين ، وهو ما جعل الراجلين يتحركون بصعوبة حينما يتعذر عليهم كليا اجتياز الشارع العريض في غياب ممرات الراجلين ، وكذلك أضواء الإشارة المرورية أو كامرات مراقبة السرعة، حيث يشهد هذا الشارع سباقا مستمرا يشارك فيه أصحاب العربات وبالخصوص الخاصة بنقل العمال ، وسيارات الأجرة ، والسيارات الخاصة التي لا يراعي أصحابها الخط المتصل ولا معدل السرعة ولا هم يحزنون .. ونفس الأمر ينسحب على شارع مولاي إسماعيل من ساحة الجامعة العربية إلى مطار بوخالف ، الذي يشكو من نفس العيوب .. وللإشارة فإن رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين سبق لها إثارة هذه الملاحظة ضمن تقرير مفصل أنجزته خلال إنجاز هذه الأشغال، ودعت في حينه إلى تدارك الأخطاء قبل فوات الأوان ، لكن المسؤولين صموا آذانهم، تركوا الحبل على الغارب ، وظلوا ينتشون بالإنجاز المحقق بالرغم من السلبيات المحيطة به ، وفي مقدمتها خطر الموت الذي يهدد حياة المواطنين .