زوال يوم الأربعاء 29 فبراير من هذه السنة، كان الجزء القريب من المركب التجاري أسواق السلام في شارع مولاي رشيد، المعروف أكثر بطريق المطار، على موعد مع حادثة سير مروعة أودت بحياة سيدة كانت برفقة زوجها الذي أصيب كذلك بجروح وإصابات خطيرة، نقل على إثرها في حالة بين الحياة والموت إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة. وقبل هذا الحادث بنحو أربعة أشهر، أودت حادثة سير أخرى بحياة طفلة في ربيعها الثالث عشر، عندما كانت متوجهة نحو إعدادية بن رشد بحي فال فلوري، حيث تدرس، قبل أن تفاجئها شاحنة كانت تسير بسرعة مفرطة، حسب ما أكده شهود عيان. وبين هاتين الحادثتين، وقعت حوادث أخرى عديدة خلال الفترة ما بين التاريخين المذكورين، وكذلك قبل التاريخ الأول. وجميع هذه الحوادث لا تخرج أسبابها عن السرعة المفرطة وكذا غياب ضوابط السلامة الواقية من خطر الحوادث. السرعة المفرطة .. الحادثة التي قتلت السيدة البالغة من العمر 45 سنة بطريق المطار في فبراير الماضي، لم تكن نتيجة اصطدام سيارة من الخلف بالسيارة التي انقلبت بالقرب من مركب أسواق السلام التجاري، كما حاول البعض أن يشيعه. ولكن محاضر الشرطة القضائية تؤكد أن الجاني كان يقود عربته بسرعة جنونية فقد على إثرها السيطرة على القيادة مما أدى إلى وقوع الحادثة المميتة. وهو نفس الأمر الذي أكده شهود عيان. والسرعة المفرطة كانت أيضا هي السبب في مقتل الطفلة ذات الثالثة عشر من العمر في الحادثة التي وقعت صباح يوم الثلاثاء 4 أكتوبر من سنة 2011. وصبيحة يوم 29 من نفس الشهر، أودت السرعة المفرطة التي كان سائق عربة لنقل العمال يقود بها سيارته، بحياة ثلاثة أشخاص فيما أصيب آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة، بعدما انزلقت سيارة لنقل العمال كانت متجة إلى المنطقة الصناعية اكزناية على يمين الطريق بسبب الأمطار الغزيرة التي كانت تتساقط بغزارة في نفس اللحظة مما أدى إلى وفاة شخص في عين المكان فيما لفظ آخران بينهما امرأة، أنفاسهما لدى وصول سيارة الإسعاف إلى مستشفى محمد الخامس. غياب الضوابط.. بالإضافة إلى عامل السرعة الذي يتسبب في مثل هذه الحوادث المميتة بطريق المطار التي تسجل نسبا عالية في هذا الخصوص، فإن لا احد ينكر أن الطريق المذكورة تفتقر لضوابط السلامة الطرقية الكفيلة بحماية أرواح المواطنين. فحادثة الثلاثاء 4 أكتوبر من السنة الماضي، تعيد إلى الواجهة مسألة غياب الممرات الآمنة خصوصا لفئة التلاميذ، فضلا عن بعد المسافة عن المؤسسات التعليمية. فالمنطقة تعرف غيابا شبه كلي للمدارس القريبة من محال سكنى التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة ومحفوفة بالمخاطر من أجل طلب العلم. من بين تدابير السلامة التي يفقر إليها شارع مولاي رشيد، غياب الحواجز الواقية، حيث يسجل الجزء القريب من مدار الزياتن الذي كان مسرحا للحادثة المؤسفة التي راحت ضحيتها السيدة المشار إليها أعلاه، وقبله كان مسرحا للعديد من الحوادث المأساوية التي أودت بأرواح الكثيرين وتسببت في إصابات متفاوتة الخطورة. وعلى ذلك، فإن الجهات المعنية تظل مطالبة بتوفير ضمانات السلامة في هذه الطريق التي أصبح ينطبق عليها حقا "طريق الموت". كما أن المواطن مطالب كذلك بأخذ الحيطة والحذر قدر الإمكان إضافة إلى احترام نقاط المرور المتوفرة.