بسم الله الرحمان الرحيم: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المومنون.." صدق الله العظيم - دمقرطة الأجهزة و المؤسسات الرياضية، طريقنا نحو ممارسة منتجة وفعالة مرت خمس سنوات بالتمام و الكمال على حدث كبير، للأسف لم يتعامل معه البعض بما يستحق من اهتمام و لم يلتقطوا الإشارات الواردة فيه بالشكل الصحيح. حدث الرسالة الملكية الشهيرة بالصخيرات أكتوبر 2008،وهي الرسالة التي شكلت خارطة طريق نحو ممارسة نظيفة، وممارسة تربط المسؤولية بالمحاسبة،وهو الشيء الذي قفز عليه المسؤولون ومن تقلدوا زمام الأمور بمختلف القطاعات الرياضية ببلدنا الحبيب. اليوم و باقتراب موعد الجمع العام الذي تأخر كثيرا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم،بعد أن مرت أربعة أشهر كاملة وهي تشتغل خارج الشرعية و خارج إطارها القانوني، تارة بإسم غياب الترسانة القانونية و في أحيان أخرى كانوا يقدمون مبررات غير مقنعة، فإن الواقع و الظرف يفرض علينا الوقوف وقفة تأمل مع المرحلة و تشخيصها بدقة ومعرفة حجم الإختلالات التي رافقتها. جامعة الإخفاقات و الخيبات ولأننا في بلد ديمقراطي و بلد كان رائدا على مستوى دسترة الرياضة ومعها التشجيع على التعددية و نبذ الرأي الواحد،و الفكر الواحد،فإني و انطلاقا من قناعاتي الخاصة واحتراما لمبادئ تربيت عليها، و هي عدم التصفيق للفشل و عدم التهليل للإخفاقات أعلن ترشيحي لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم،ومعها أعلن عن موقف ثابت وموقف سيذكره التاريخ بغض النظر عن النتيجة النهائية و بغض النظر عن الشكل الذي سيرافق هذا الترشيح و الإكراهات التي سيصطدم بها،لأن هناك خلايا ولوبيات ترفض منطق التعددية و خلايا تجارب دمقرطة الاجهزة لأنها تربت على الإقتيات من الإبتعاد عن الشرعية والديمقراطية.. و لأنه لا يجب أن نفوت الفرصة في هذا اليوم التاريخي و الذي سنحاسب عليه جميعنا و سنحاسب بعده إن نحن تركنا الفرصة تمر دون محاسبة ودون تقديم كشف الحساب،لا بأس من التذكير بجملة من الإخفاقات و الخيبات التي رافقت عمل وتوجهات هذه الجامعة. * سوء تدبير واقع المنتخب الوطني الأول بالخروج من كأس العالم مرتين ( 2010 و 2014) وهذه حصيلة لا تشرف بلدا كرويا رائدا مثل المغرب طالما أنجب لاعبين من عيار ثقيل منهم من بلغ العالمية ومنهم من حاز الذهب القاري. * الخروج من الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا للأمم مرتين ( 2012 و 2013) و عدم التأهل لكأس إفريقيا 2010 ،وهي نتائج لا يمكن وصفها إلا بالكارثية و المهينة لبلد تراجع كثيرا في سلم التصنيف و الترتيب الإفريقي. * تخصيص موارد مالية باهظة للمنتخب الأول، على مستوى مصروف الجيب و الرحلات و استفادة أعضاء جامعيين رافقوه في مختلف التنقلات الخارجية،دون أن ترقى النتائج لما تم رصده من إمكانيات وهو ما يستوجب تقديم الحساب و الإعتراف بالفشل. * تخصيص السدة العالية بالله محمد السادس نصره الله موارد مالية جد محترمة و لم يسبق لها مثيل لإعادة تأهيل المنتخبات الوطنية،دون أن تظهر نتائج هذه المبادرة على أرض الواقع وهنا أيضا يفترض تقديم اعتذار للشعب المغربي ومعه تقديم استقالة جماعية و ترك المنصب بعد الحساب بطبيعة الحال. * فشل منتخب الشبان في التأهل لكأس العالم و إقصاؤه المبكر على الرغم من انتداب مشرف عام هولندي يكلف الجامعة أكثر من 100 مليون سنتيم . * التعاقد مع مدرب بلجيكي بلا خبرة و تقديمه على أساس أنه مدرب عالمي،و تخصيص راتب جرى تكتم كبير بشأنه دون أن يتم تقديم مبررات هذا التحفظ،و أيضا عدم توضيح مسألة خضوعه للضرائب كما يخضع لها المواطن المغربي الفقير و المحدود الدخل وكما تقتضيه الديمقراطية و النزاهة. * الانفصال عن المدرب البلجيكي و تقديم مقابل مالي كبير المفروض كشفه بوضوح للرأي العام، على الرغم من أنه لم ينجح في تحقيق الأهداف التي تعاقدت معه الجامعة لأجلها، وهو تدبير لا يمكن المرورعليه مرور الكرام كما لا يمكن تجاهله سيما و أن ما تم رصده لهذاالمدرب يندرج ضمن خانة المال العام. * التعاقد مع مدرب هولندي كلف الجامعة تعويضات خيالية فاقت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة أكثر من 12 مليار سنتيم،وهو ما لم يتحقق لمدرب مغربي طوال السنوات التي عاشت خلالها الكرة المغربية أفضل لحظاتها التاريخية وحققت إنجازات كبيرة قاريا و عالميا. *عجز المنتخب الأولمبي عن التأهل للدور الثاني بأولمبياد لندن ومع ذلك تم الإبقاء على المدرب فيربيك الذي انتقد الجامعة وأهان اللاعبين المغاربة و في كثير من الأحيان صدرت عنه أشياء كانت تقتضي محاسبته دون أن تقدم الجامعة على أي ردة فعل. * تدبير سيء للبطولة الوطنية على مستوى البرمجة و على مستوى التحكيم و الانتقادات الكبيرة التي رافقت الكثير من المحطات من فرق أعلنت تظلمها دون أن يتم إنصافها. *عدم التواصل بين الجامعة و الأندية و التجاهل الكبير لفرق الأقسام السفلى بالتركيز و تسخير الجهود كلها على القسم الأول و الفرق الكبيرة وهو ما تسبب في إقصاء القاعدة وهو واقع يعكس التدبير السيء وجهل بعض الأعضاء بأصول الممارسة. * حل المجموعة الوطنية ومجموعة الهواة اللتان تم انتخابهما بطريقة ديمقراطية ومعه فرض الأمر الواقع دون الرجوع للفرق و الأندية و تجاهل مطلق للمسيرين. * اختيار أربعة مدربين في تخريجة غريبة تحدث لأول مرة على مستوى العالم بالشكل الذي تسبب في إلحاق إهانة كبيرة بالمنتخب المغربي، دون تقديم مبررات بخصوص هذه البدعة و لا المسؤول عنها. *التدبير المهزوز لكثير من المجالات و سيطرة الإرتجال دون تقديم استراتيجية واضحة تمتد للأمد المتوسط و الأمد البعيد وهو ما يؤكد غياب رؤية شمولية للجهاز تسبب في تضييع الكثير من المكاسب على الكرة المغربية. * و لأن المجال يضيق هنا لحصر الإخفاقات و النكبات التي تسبب فيه التسيير السيء للجامعة الحالية على الرغم من توفرها على موارد كبيرة و على الرغم من كونها توفرت على اعتمادات مالية لم تتح للمكاتب الجامعية التي سبقتها، فإنه سأكتفي بهذه الوقائع التي يعرفها الجمهورالمغربي لكونها مرتبطة بالمنتخبات الوطنية التي تم التأكيد يوم انتخاب الرئيس المنتهية ولايته على أنه الورش الكبير الذي سيحقق فيها النجاحات،وهو خطأ استراتيجي و خطأ كبير باعتبار أن إقصاء العمل القاعدي غالبا ما كانت له نتائج عكسية. هذه الإخفاقات وحدها تستوجب تقديم الإستقالة و الإعتراف بالفشل،إلا أن العكس هو الذي حصل حيث راهنت التركيبة التي سيرت كرة القدم الوطنية على مرور العاصفة لتمتص غضب الرأي العام و تعود من جديد بتخريجة أخرى على أساس استمرارها في منصبها للولاية القادمة ، وهنا على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في التصدي لهذا المخطط. الإصلاح يبدأ من هنا و بحكم التجربة المحترمة التي اكتسبتها بفريق مرجعي هو المغرب الفاسي و بعدها بإنشاء أكاديمية كروية بذلت فيها مجهودا ذاتيا ومجهودا فرديا ،حاولت قدر الإمكان جعلها واجهة للإرتقاء بأداء التكوين و بالمكونين و منح الفرصة للأجيال الصاعدة لتفجيرموهبتها،فإني أضع مجموعة من التصورات و ليس كل التصورات لإصلاح ما يمكن إصلاحه في منظومة كرة القدم الوطنية. وحين أقول بعض التصورات،فلأني واثق أن الإصلاح يجب أن يكون شموليا و يتطلب انخراط جميع الفعاليات التي لها تجربة واسعة في المجال و التي تم إقصاؤها في عهد الجامعة التي انتهت ولايتها ويتطلب أيضا وقتا طويلا لأن حجم الخراب الذي تسبب فيه التسيير العشوائي للجامعة كان كبيرا. * البداية يجب أن تكون من القاعدة وهي الفرق التي تتحمل مسؤولية تاريخية في كل الأقسام من القسم الأول لغاية العصب، في التصدي للمخطط الذي يتم طبخه على نار هادئة بالوعود الوردية كما جرت العادة من طرف التركيبة الحالية،وبمجرد توليها لمهمتها ستعود الأمور لسابق عهدها. * يجب الإحتكام لصناديق الإقتراع بغض النظر عن النتيجة النهائية، حتى و لو كلفني ذلك الحصول على صوت واحد لأننا بهذا المنطق سنؤسس للديمقراطية التي تعتبر أساس نجاح كل عمل . * العودة لتركيبة جامعية من رجال الإختصاص ومن مسيرين لهم تجربة كبيرة بالمجال الكروي،و ليس من إداريين و تقنيين يفتقرون للخبرة الكافية في مجال التسيير. *إعادة الإعتبار للفعاليات الرياضية و للوجوه التي طالها الإقصاء لأسباب انتقامية و لحسابات شخصية ضيقة، تسببت لكرة القدم الوطنية وخاصة الأجهزة في الكثير من التراجع و في تضييع مكتسبات كانت في الجيب. * انتخاب رئيس متفرغ لا يطلع بمهام جسيمة في قطاعات أخرى موازية، بما يسهل عليه عملية الإنكباب على الملفات و التواصل مع المحيط الخارجي بسلاسة. *إعادة الإعتبار لبطولات الفئات الصغرى و تجاوز مرحلة التهميش الخطيرة التي طالتها في الفترة التي ميزت عمل الجامعة الحالية. * تشجيع الفرق الوطنية في مختلف الأقسام بمضاعفة مواردها المالية بعدما اقتصر الإهتمام في فترة سابقة على المنتخب الوطني الأول، لأن التجارب علمتنا أن أندية ضعيفة ومهمشة لا يمكن أن تنتج منتخبا قويا في نهاية المطاف. * إعادة الإعتبار لمراكز التكوين التي حققت فشلا ذريعا في عهد الجامعة الحالية بغياب المكونين كي تطلع بدورها الصحيح في إنتاج اللاعبين. * تكوين مجلس للحكماء يكون مرافقا للجهاز مشكل من مسيرين سابقين و من مسؤولين كان لهم دور كبير في الفترة السابقة في تحقيق نتائج طيبة للكرة المغربية ووضع قطيعة مع سياسة الإقصاءات التي جنت عليها. * تفعيل الإتفاقيات مع المجالس البلدية و المنتخبين لدفعها للوفاء بالتزاماتها مع الفرق و مع الاندية التي تشكو خصاصا كبيرا على مستوى مواردها المالية. * إعادة النظر في نظام الإنخراط الذي باركته الجامعة و تسبب في مآسي الكرة الوطنية بتشجيعه على الرداءة و الإستحواذ على الكراسي.. *إعادة الإعتبار لنظام العصب و بطولة الهواة التي عاشت مهزلة حقيقية الموسم الحالي دون أن تجد الجامعة حلولا لها. * تشكيل لجنة تقنية مغربية خالصة و إعادة الإعتبار للإدارة التقنية الوطنية، وتجاوز حالة الضياع التي تسبب فيها الإرتباط مع المدير التقني الحالي على مستوى منح التراخيص و الديبلومات و على مستوى الهيكلة بشكل عام. * العودة للجذور الإفريقية كمنطلق للعالمية بعدما عجز المنتخب المغربي و الأندية الوطنية عن فرض أنفسهم في السنوات الأخيرة في المعترك القاري نتيجة لابتعادنا عن محيطنا. * عقد شراكات مع جامعات سبقتنا على مستوى التجربة و على مستوى النتائج للإستفادة من خبراتها و الإستفادة من الطريقة و المناهج التي اعتمدتها وتجاوز حالة الجمود التي كرستها الجامعة الحالية من خلال ابتعادها عن هذا النوع من الشراكات.. كانت هذه بعض من المقتضيات و بعض من الخطوط العريضة ذات الأولوية القصوى على مستوى إعادة الإعتبار للجهاز الجامعي و معه إعادة الإعتبار للكرة الوطنية التي تراجعت بشكل مخيف في عهد الجامعة الحالية نتيجة لسوء التدبير التي سيطر عليها.. الترشيح لربح المصداقية انطلاقا مما سبق و انطلاقا من الواقع المريض لكرة القدم الوطنية و الذي هو امتداد لمرض التدبير ومرض السيطرة على المشهد،أعلن ترشيحي لرئاسة الجامعة ومعها أعلن عن هذا التوجه في هذا الظرف الدقيق ليس للمزايدة على شيء ، بقدر ما هو ترشيح لربح المصداقية و انتصارا للمبادئ التي لا تتغير و تأكيدا على وجود اختلاف عميق في الأفكار و التوجهات.. لذلك يمثل الجمع العام الحالي فرصة لا تعوض و حدث يفرض على كل من يحمل ذرة غيرة في قلبه و في داخله على الكرة المغربية،أن يتعامل معه بما يستحقه من اهتمام لأن تجاوز هذه المحطة التاريخية، دون تحقيق الغايات و الأهداف المرجوة و استمرار تكريس إنتاج نفس النخب التي تسببت في الفشل و الخيبات سيعني الحكم بالإعدام على مستقبل المنتخب الوطني و الأندية بشكل عام. الترشيح يستمد مشروعيته من المرجعية التي تربيت عليها ومن كوني واحد من أبناء الميدان ومن الذين يحملون بداخلهم هما ثقيلا لهذا البلد الأمين و يسعدني أن يكون دائما في صدارة وطليعة الأحداث، خاصة في ظل التوفر على كل المقومات و الموارد التي تضمن النجاح،يتبقى فقط أن يتحلى كل واحد بقدر كبير من الشجاعة و المسؤولية خاصة المسيرين و المسؤولين الذين يملكون حق التصويت و الذين يملكون حق الإدلاء برأيهم. التوفيق من عند الله ،و المحطة الحالية المتزامنة مع حالة الحراك التي يعيشها جمهور الكرة بالمغرب قد لا تتكرر ومعها سيكون كل واحد في مواجهة رقيب كبير اسمه( الضمير).. و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.. مرشح لرئاسة جامعة كرة القدم نتائجهم و مشروعنا