جاء إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 مخيبا لأمال ملايين المغاربة، الذين كانوا يراهنون على تألق مغربي، فإذا بهم يصطدمون بإخفاق جديد، ترك الكثير من علامات الاستفهام حول أسبابه. وإذا كان هناك غضب كبير في الشارع المغربي جراء هذا الإخفاق، فإن الملاحظ اليوم أن هناك من يريد أن يجعل من غيريتس هو المسؤول الوحيد عن هذه الانتكاسة، وأن يقدمه كبش فداء لسياسة كروية أثبتت فشلها في المنتخب الأول. لقد أخطأ غيريتس بشكل فادح، وأظهر قصورا كبيرا في التعامل مع تدريب منتخب وطني وفي قيادته، لكن تحميل المسؤولية لغيريتس وحده فيه تلاعب بمشاعر المغاربة وضحك على الذقون وتوجيه لدفة النقاش نحو الاتجاه الخطأ. إذا كان هناك من مسؤول اليوم يجب أن توجه له الاتهامات، ويجب تحميله مسؤولية «إخفاق» المنتخب الوطني بالغابون، فهي جامعة علي الفاسي الفهري، التي يجب أن تكون لها الشجاعة لتعترف بخطئها الكبير في التعاقد مع مدرب يكلف مالية الجامعة شهريا 250 مليون سنتيم، بل إن راتبه أصبح كما لو أنه سر من أسرار الدولة. إذا كان هناك اليوم من مسؤول عن هذه «النكبة» الكروية، فهي الجامعة التي منذ أن عين رئيسها في 16 أبريل من 2009 وهو يرفض عقد الجموع العامة وتقديم الحساب المالي والأدبي، كما لو أن المال الذي يصرف هو ملك خاص له، وليس من مالية دافعي الضرائب. وإذا كان هناك اليوم من مسؤول أيضا فهم الذين جاؤوا بالفهري إلى الجامعة، وهو الذي لا يتردد في التأكيد للمقربين منه، أنه لم يكن يرغب في رئاسة الجامعة، وأنه طلب منه تولي الرئاسة فقبل المهمة دون أن يكون له الحق في الرفض. إن هؤلاء الذين يحركون كرة القدم المغربية من الخلف، ويديرون رئيسها بآلة التحكم عن بعد، هم مسؤولون مباشرون عن هذا الإخفاق، أما غيريتس فقد كان واضحا منذ البداية أن التعاقد معه كان خطأ، إن على مستوى الطريقة التي تم التعاقد بها معه أو الظروف التي رافقت مجيئه، أو الراتب الضخم الذي يحصل عليه، والذي لا يمكن تبريره حتى لو فاز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا. إن الذين يحاولون تحميل غيريتس مسؤولية الإخفاق في الغابون، «يبيعون» بدورهم الوهم للمغاربة، لأن المسؤول الحقيقي هم الذين جاؤوا بغيريتس، والذين جاؤوا بالفهري إلى جامعة الكرة.