قال الدولي المغربي السابق عزيز بودربالة إن البلجيكي إيريك غيريتس تعامل مع المنتخب الوطني بغباء، محملا إياه مسؤولية الإقصاء المبكر من نهائيات غينيا الاستوائية والغابون 2012. ودعا بودربالة في حواره مع «المساء» إلى «تطهير» الجامعة، وإلى وضع حد لعقدة المدرب الأجنبي. - هل فوجئت بخروج المنتخب الوطني من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012؟ بكل صراحة لم يفاجئني الخروج من الدور الأول، لأنني صراحة قبل بداية الكان، قلت لمجموعة من وسائل الإعلام الدولية أن المنتخب المغربي ليس مرشحا لكي يفوز باللقب، ويمكنك العودة لتصريحاتي السابقة، لقد قلت إن المغرب إذا نجح في تخطي الدور الأول والوصول إلى دور النصف النهائي، فإنه إنجاز. لماذا؟ لأنني كنت واقعيا بخلاف مجموعة من المنافقين الذين يملؤون ساحة كرة القدم والذين لا تهمهم سوى المصلحة الشخصية، فكيف يعقل أن يطبلوا لهذا المنتخب ويقولون للجمهور المغربي إن المنتخب سيلعب النهائيات بثوب البطل، لقدت سئمت حينها وصدمت من تصريحات هؤلاء المدربين الذين طبلوا لغيريتس وحين سقط، غيروا من تصريحاتهم وأصبحوا يحملونه المسؤولية، لقد باعوا الوهم للمغاربة. كيف يعقل أن نحقق اللقب الإفريقي، ونحن لم نتأهل إلا بشق الأنفس، عد إلى جدول التنقيط وقم بمقارنة مع ما حققته المنتخبات الأخرى في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012 وبين ما حققه المغرب، كنا الأضعف من حيث عدد النقط، وتعادلنا ذهابا وإيابا ضد منتخب إفريقيا الوسطى، صاحب المركز الأخير في التصنيف العالمي، وفزنا على منتخب الجزائر الذي هو أضعف منتخب جزائري لعبنا ضده لسنوات، زد على ذلك دورة «إل.جي» الدولية التي عرت الواقع، وأظهرت بالملموس أننا نعاني، وإذا حققنا نتائج من هذا القبيل، فذلك يعني أننا لن نقدم أي نتيجة تذكر في النهائيات. لكن الجميع أرجع الإقصاء إلى الهزيمة في المباراة الأولى ضد منتخب تونس؟ نحن لم ننهزم ضد تونس بل انهزمنا ضد النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي، تصور معي أنني ما زلت أعظ على النواجد كلما قمت بإعادة شريط المباراة، أمر صعب أن يهزمنا منتخب تونس، منتخب تونس الذي مر من أصعب الأوقات، وتوقفت البطولة بتونس لشهور عدة، ويأتي للكان ويهزموننا شر هزيمة إنها قمة العار. - هل تحمل المسؤولية لإيريك غيريتس؟ نعم غيريتس يتحمل قسطا من المسؤولية، فكيف يعقل أن يرتكب أخطاء ساذجة، لقد اعتمد غيريتس على لاعبين بدون تنافسية، وكلامي ليس فيها تجريح في حق لاعبي المنتخب، بل إن المنتخب الحالي يضم لاعبين من طراز رفيع، لكن الإشكال هي غياب التنافسية لدى أكثر من لاعب، وهذا هو المشكل، لذا فالمدرب يتحمل مسؤولية اختياراته، أما السبب الثاني فهو كيفية الاستعداد للكان، كل المنتخبات التي شاركت اختارت إما إفريقيا أو دول الخليج للاستعداد لكاس أمم إفريقيا، إلا غيريتس الذي فضل مدينة ماربيا، وكل زوار إسبانيا يعرفون ماذا تعني مدينة ماربيا، فهناك المقاهي والمطاعم الفاخرة وأكبر الملاهي. أما السبب الثالث، فهو خوضه لمباراتين إعداديتين أولى ضد فريق يحتل المركز الأخير في ترتيب الدوري السويسري، وهزمنا في الشوط الأول، والكلام هنا عن فريق غراشوبور، قبل أن يتم الاستنجاد بحجي في الشوط الثاني ويسجل أهداف الفوز، أما المباراة الثانية فكانت ضد أحسن فريق في سويسرا، بازل، الذي أقصى مانشستر سيتي من عصبة أبطال أوربا، لكن الغريب أن غيريتس تفتق ذهنه واختار بأن تكون المواجهة مباراة تدريبية ليس إلا، ولعبنا ضد هذا الفريق لخمسين دقيقة لا غير كما لو كنا منتخب داخل القاعة. - واللاعبون ألا يتحملون جزءا من المسؤولية؟ لا بالعكس، فهناك من اللاعبين من غامر بمركزه في فريقه لكي يخوض النهائيات، كما هو الحال مع الحارس محمد أمسيف، وآخرون بسبب الإصابة، فالسعيدي أسامة رفض الإنصات لطبيب هيرنفين وقرر الاستجابة لدعوة غيريتس، لدينا لاعبون كبار، الخطأ الذي ارتكب هو أن عددا منهم تنقصه التنافسية ، كان من الأجدر ، تعزيز التشكيلة ببعض من لاعبي البطولة الوطنية المحلية والذين أثبتوا علو كعبهم وهناك أربعة عناصر أرى إن غيريتس حرمها من المشاركة ، ولو وجهت لهم الدعوة لكانت النتائج عكس التي سجلت، لقد تعامل غيريتس بغباء مع النهائيات. - قبل النهائيات كان غيريتس يصرح أنه سيذهب إلى الغابون من أجل الفوز باللقب؟ إنها أمور تظهر أن الرجل هاو على مستوى تدريب المنتخبات، أنا أعتبر غيريتس مدرب فرق وليس مدرب منتخب، لأنه في عالم الكرة هناك فرق بين مدرب فريق وبين ناخب وطني، وهذا الأخير هو ما لا يتوفر في غيريتس وعديد من المباريات أظهرت ذلك كمباراة عنابة والمباراة التي انهزمنا فيها ضد تونس. وكذلك مباراة تونس الأخيرة، غيريتس ارتكب خطأ فادحا عندما رفع من الضغط لدى اللاعبين بتصريحاته التي أكد فيها أنه قادم إلى الغابون من أجل الفوز باللقب، كل المدربين المشاركين في هذه التظاهرة لم يصرح ولو ناخب وطني منهم أنه قادم من أجل التتويج باللقب الإفريقي والاستثناء الوحيد كان بطله غيريتس. - إذا فالحل عندك هو إقالة غيريتس؟ إقالة غيريتس هي من بين الحلول، لأنه المسؤول الأول عن هذا الإخفاق، فالرجل اثبت فشله الذريع ولم يكن ذلك الرجل المنقذ، كما سمعنا من أكثر من لسان سواء من حيث سوء اختياراته البشرية أو مكان الاستعداد أو توظيف اللاعبين. وبالنسبة للجامعة أين هي مسؤوليتها في هذا الإخفاق؟ مسؤولية الجامعة هي أنها لم تعتمد على الرجل المناسب في المكان المناسب. - ماذا تقصد بكلامك؟ أقصد بكلامي أن هناك أخطاء ارتكبت في تقلد مجموعة من الأشخاص لمهام وهم لا يفقهون كرة القدم. - هل نفهم من كلامك أن على الفاسي الفهري الرحيل؟ لا انأ ضد هذه المقاربة وأنا من أشد المطالبين ببقاء علي الفاسي الفهري، فالرجل أثبت حسن النية، لكن من يحيط به هم الفاسدون. أنا مع استمرار علي الفاسي الفهري على رأس الجامعة حتى تستمر ورشات الإصلاح، لكن بموازاة بقائه يجب تطهير الجامعة من الأشباح. هناك أعضاء جامعيون لم يقدموا شيئا لكرة القدم الوطنية، كيف يعقل ان ينصب شخص ما ولا تتم محاسبته ولا ينصب من اجل هدف ما، هناك من الأعضاء من يعتقد أن مكانه كعضو جامعي هو تدخين السيجار والسفر المتعدد والظهور بربطة عنق، أدعوا إلى تغيير القوانين، فإذا كنا سنعين مسؤولي الفرق الوطنية لكي يكونوا أعضاء جامعيين، فالكرة لن تتقدم، إذا أردنا إصلاح منظومة كرة القدم الوطنية، فيجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فنحن نحتاج إلى « أولاد الميدان»، لأنهم هم القادرون على وضع برنامج للتغيير والمضي قدما في ورش الإصلاح. إذن على الفهري الاستمرار لكن مع تطهير جهازه الجامعي ممن لا يهمهم سوى مصلحة جيوبهم وليس مصلحة الوطن. فنحن في حاجة إلى أناس وطنيين. لقد صدمت حينما قرأت أن أعضاء جامعيين غاضبون لأنهم لم يسافروا إلى الغابون، كما صدمتني تصرفات بعض الأعضاء في ماربيا أو ليبروفيل. - ولكن ألا ترى أن الفهري جزء من الفشل، لأنه هو الذي يختار المدرب وأعضاء المكتب الجامعي، هذه النبرة مشابهة لما كان يردد في السابق حول أن الجنرال بنسليمان صالح، لكن الأشخاص الذين يعملون معه هم أسباب المشاكل؟ أنا معك، ولكن إذا رحل الفهري اليوم فإننا سنكون في حاجة إلى الوقت لتشكيل جامعة جديدة، وهو ما قد يؤثر على المنتخب الوطني وعلى الكرة المغربية. - وما هو في رأيك الحل لإنقاذ كرة القدم الوطنية؟ كما قلت لك سلفا، تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب، والتوفر على إدارة تقنية وطنية قوية، بكل ما تعني الكلمة. - هل سبق وان وجهت لك الدعوة من قبل الجامعة الحالية للعمل في مشروع تطوير كرة القدم الوطنية؟ لا ، لم يسبق وأن أتيحت لي الفرصة لكي أعمل مع الجامعة الحالية أو السابقة لأسباب لا يعلمها إلا هم. في بلدان أخرى تسند الأمور إلى أهلها فبتونس مثلا أنيطت لزميلي وللاعب المنتخب طارق دياب مهمة وزير الشباب والرياضة، وبالنسبة للمنتخب تقلد الطرابلسي مهام المدرب الأول، وفي زامبيا يترأس النجم كالوشا بواليا الاتحاد الزامبي للكرة. - وهل أنت جاهز لركوب التحدي وتولي إحدى المهام في الإدارة التقنية الوطنية؟ إذا ما وجهت لي الدعوة فسيكون ردي نعم، أنا قادر وجاهز ومستعد لكي أساهم في إصلاح منظومة كرة القدم الوطنية، ولدي من التجارب ما يشفع لي بان أساهم في ورش الإصلاح، ما يغضبنني هو عقدة الأجنبي؟ فكيف يعقل أن تسير كل دواليب كرة القدم الوطنية من قبل أجانب، فالمنتخب الأول يسيره ثلاثة أجانب، آما المنتخب الأولمبي فحدث ولا حرج، هل يعني ذلك أن المغرب يفتقد للأطر الكفأة أم ماذا ؟ أنا وزملاء غيري أفضل من هؤلاء الأجانب، الكل في المغرب يعرف من هو عزيز بودربالة، مغربي غيور على بلده، حملت قميص المنتخب لسنوات، ولعبت في «الكان» لأربع مرات واخترت في مناسبتين كأفضل لاعب في، وشاركت في كأس العالم، ولعبت في أعلى المستويات في أوربا، وألقابي شاهدة على ذلك.