رغم أن العقد الذي يربطه بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يشترط فقط التأهل إلى نهائيات كأسي إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية و2013 بليبيا، وكذا مونديال 2014 بالبرازيل، إلا أن إيريك غيريتس، الناخب الوطني الجديد، التزم بالمنافسة على اللقب القاري، وكذا تقديم صورة جيدة في كأس العالم، وعدم الاكتفاء بشرف المشاركة، ضاربا مثال المنتخب البلجيكي، الذي لم يكن أحد يتوقع لعبه نصف نهاية كأس العالم 1986، وإقصائه على يد الأرجنتين بهدفي مارادونا. وأشار إيريك غيريتس خلال الندوة الصحافية التي خصصت لتقديمه لوسائل الإعلام مساء الثلاثاء بالصخيرات، إلى أنه واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، رغم أن هذه أول تجربة له على رأس منتخب وطني، وأنه يحتاج إلى الوقت، وكذا إلى وجود الرغبة لدى لاعبي المنتخب، الذين سيفديهم بروحه حتى لايعرضهم للضغط، «لأني أنا من استدعاهم وثقت فيهم وراهنت عليهم.» واعتبر غيريس أن المنتخب الوطني كتلة واحدة، لافرق فيها بين اللاعب المحلي واللاعب المحترف، فالأبواب مفتوحة للجميع، وعلى اللاعبين الدفاع عن حقهم بحمل القميص الوطني فوق أرضية الميدان، وأن يكونوا فخورين باللعب للمنتخب، مؤكدا أنه سيتابع لاعبي البطولة الوطنية بشكل دقيق، بمعدل مبارتين في الأسبوع، حتى لا يسود الاعتقاد بأن اللعب للمنتخب حكرا على البعض فقط، فضلا عن تنقله إلى أوروبا لمتابعة والالتقاء بالمحترفين، وخاصة اللاعبين المترددين، الذين لم يحسموا بعد في اختيار المنتخب الذي سيلعبون له، مشيرا إلى أنه لن يضغط على أي لاعب، بل سيترك لهم حرية الاختيار، وأن يأخذوا وقتهم الكافي، لأن الحسم في مثل هذه القرارات يبقى صعبا. واستعرض غيريتس المراحل التي قطعتها مفاوضاته مع الجامعة، حيث كان الاتصال الأول قبل سنة، لكنه سرعان ما انقطع، قبل أن يستأنف مجددا ويسفر عن تعاقده لمدة أربع سنوات بأهداف واضحة ومحددة. وشدد الناخب الوطني على أنه رجل التزامات، ولم يسبق له قط أن تملص منها، بدليل أنه أنجز مهمته مع الهلال السعودي عن آخرها، وحافظ على علاقته الجيدة مع المسؤولين السعوديين، كما أن اللاعبين وخلال آخر مباراة ضد النصر «أظهروا لي مدى احترامهم ورضاهم عن العمل الذي قمنا به». واعتبر أن الجهاز الجامعي يضم أناسا يقدرون المسؤولية، ويسيرون وفق منهاج احترافي، «ويكفي أن من بينهم نور الدين النيبت، الذي سأكون سعيدا وفخورا بتواجده إلى جانبي، فهو قيمة كروية كبيرة.» ورفض رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الكشف عن الراتب الشهري لإيريك غيريتس، مكتفيا بالإشارة إلى أنه في حدود المعقول، «يتجاوز راتب الناخب الوطني السابق بنسبة لا تتعدى 33%، فالعقد يفرض راتبا صافيا بعد خصم الضرائب، وفق القانون، فضلا عن تخصيص منح عن المردودية والإنجازات. لدينا ميزانية تخضع للنظام الضريبي وتعاملاتنا واضحة وشفافة، وهنا أرى أن المنطق يقضي بأن تزول تلك الحساسية التي نعالج بها الأمور المالية». وأعلن الفاسي الفهري أن سريان العقد مع غيريتس بدأ من يوم 25 أكتوبر الجاري ولمدة أربع سنوات، بأهداف واضحة، وشروط محددة لفسخ التعاقد بالتراضي في حال الفشل في بلوغ الطموحات. وأكد أن غيريتس له «الصلاحية الكاملة في تدبير أمور المنتخب، بعيدا عن أي تدخل في اختصاصاته التقنية، أما نحن فدورنا محصور في المتابعة وتوفير ظروف الاشتغال.» وفي شأن اللاعبين الذين عبروا عن رغبتهم في حمل القميص الوطني، أوضح الفهري، أن الكلمة الأخيرة لغيريتس، « صحيح أنهم اختاروا المنتخب، لكن المنتخب لم يخترهم بعد، وعليهم أن يثبتوا جدارتهم». وأعلن الفهري عن مسؤوليته في تأخر الإعلان عن الناخب الوطني كل هذا الوقت، مشيرا إلى «الضغط الذي عاشه الجميع كل هذا الوقت، خاصة بعد الإقصاء من التأهل لنهائيات كأس إفريقيا ومونديال 2010، حيث دام الفراغ حوالي سنة». رئيس الجامعة استعرض بعض المعايير التي جعلت الجامعة تختار التعاقد مع غيريتس، ففضلا عن مشواره الحافل بالألقاب سواء كلاعب أو كمدرب، هناك الحس الاحترافي، وكذا الالتزام والكفاءة المهنية، بالإضافة إلى إتقانه الفرنسية والإنجليزية والهولندية والفلامانية، وهذا عامل أساسي في التواصل مع لاعبي المنتخب الوطني بشكل سلس. وسيكون أول ظهور رسمي لغيريتس مع المنتخب يوم 17 من الشهر المقبل أمام أيرلندا الشمالية، فيما يتواصل البحث عن منتخب لبرمجة مباراة يوم تاسع فبراير 2011، بعدما فضلت تونس مواجهة الجزائر.