عقد في القاهرة الأربعاء، على أن يستأنف اجتماعاته بهذا الخصوص خلال الأيام المقبلة. وتلا مندوب ليبيا وهي العضو العربي الوحيد في المجلس مشروع قرار عربي يتضمن المطالبة بالوقف الفوري للأعمال العسكرية الإسرائيلية على غزة وإنهاء الحصار، لكن المجلس أنهى الاجتماع من دون تصويت على أن يستأنف جلساته بهذا الشأن في الأيام المقبلة. ويتضمن مشروع القرار العربي نصوصا بإدانة واضحة للهجمات العسكرية والاستخدام المفرط للقوة من جانب إسرائيل الذي تسبب في سقوط الكثير من الضحايا. ويدعو القرار إلى توفير الحماية للفلسطينيين تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 1674 لسنة 2006، والفتح الفوري والدائم للمعابر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما يتضمن المشروع دعوة كافة أعضاء المجتمع الدولي للوفاء بالاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والتأكيد على ضرورة استتباب الهدوء من أجل حل المشكلات بين الجانبين بالطرق السلمية، ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة تطبيق القرار. وقالت وكالة رويتر إن مندوبي الدول الغربية اعتبروا مشروع القرار العربي غير مقبول بصورته الحالية لأنه غير متوازن على حد وصفهم. انتقاد وفي كلمته أمام الجلسة الاستثنائية للمجلس مساء الأربعاء بتوقيت نيويورك انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الغارات الإسرائيلية وقال إنها استمرت رغم كل النداءات الدولية وعلى رأسها البيان الصادر عن مجلس الأمن ومناشدات الأمين العام للأمم المتحدة. وقال إن قرارات مجلس الأمن إما أن تكرس العقلانية أو تترك المجال لدوامة العنف. أما مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور فتحدث عن الحملة الإسرائيلية المنظمة على الفلسطينيين والتي شملت محاصرة قطاع غزة على مدى الأشهر الماضية مما سبب حالة مأساوية لسكانه. وقال منصور "لجأنا إلى مجلس الأمن مرارا وحذرنا من أن العدوان وشيك ومع ذلك لم يقم المجلس بأي إجراءات جدية فيما استمرت إسرائيل في تحديها" . وطالب المندوب الفلسطيني بقرار يوقف الاعتداءات فورا ويكرس وقفا دائما لوقف إطلاق النار. جرائم أما مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة جاد الله الطلحي فانتقد مجلس الأمن بسبب عدم اتخاذه إجراءات لوقف الهجمات الإسرائيلية وقال إن عدم تحرك مجلس الأمن شجع إسرائيل على شن الهجوم على غزة. وأكد أن الفلسطينيين التزموا بالهدنة بينما انتهكتها إسرائيل أكثر من 190 مرة وقتلت أكثر من 20 شخصا، مؤكدا أن الفلسطينيين لم يقوموا بأي عمل إلا ردا على انتهاك إسرائيلي واضح للهدنة. وتعرض الطلحي لحصار إسرائيل لغزة فقال إنه شمل حتى المساعدات الدولية وشاحنات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو مخالفة لاتفاقية جنيف، رغم أن أكثر من نصف سكان غزة يعيشون على هذه المساعدات. وأضاف أن هذه الممارسات في حد ذاتها تمثل جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب وفقا لقانون المحكمة الجنائية الدولية، واستعرض مختلف مظاهر المعاناة. مزاعم ومن جانبها أفاضت مندوبة إسرائيل لدى المنظمة الدولية غابرييلا شاليف في الحديث عما وصفته ب"استفزازات إرهابيي حماس" على حد وصفها، وقالت "إن إسرائيل التزمت طويلا بضبط النفس إزاء الصواريخ التي استهدفت مدنها، وإنها شنت غاراتها انطلاقا من حقها في الدفاع عن النفس الذي تقرره المواثيق الدولية". وواصلت المندوبة هجومها الحاد على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووصفتها بأنها "منظمة إرهابية تدعو للعنف والكراهية تدعمها إيران عسكريا وماليا وتدعمها قوى التطرف الأخرى وهي تريد تدمير إسرائيل". وزعمت أن "حماس لا تتردد في استخدام المواطنين الفلسطينيين كدروع بشرية فهي تضع المدنيين في خط النار وتخزن الأسلحة في المدارس والمستشفيات وبالتالي هي المسؤولة عن الضحايا المدنيين الذين سقطوا".
ووفقا لمراسل الجزيرة في نيويورك فإن المجلس سيكتفي بتلقي مشروع القرار العربي على أن يعود للانعقاد في وقت لاحق الخميس، وقال إن اعتماد القرار سيستغرق عدة أيام. كما استبعد إقراره بالصورة التي جاء عليها وقال إنه قد يخضع لتعديلات كثيرة من الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى خروج بعض دول مؤيدة للمشروع العربي من عضوية المجلس اليوم مثل إندونيسيا وجنوب أفريقيا.