نفت الخارجية البريطانية ما تردد عن عملها مع فرنسا لإحباط مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت الخارجية في بيان لها إنهم يقومون بمفاوضات مع الأوروبيين والفلسطينيين للخروج بقرار في هذا الخصوص. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد بدأت، الأربعاء الأخير، مناقشة التقرير للتصويت على مشروع قرار تقدمت به المجموعة العربية ، يتضمن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإحالة التقرير لمجلس الأمن. وتخلل المناقشات اشتباك عربي مع سفيرة إسرائيل الأممية. كما يتضمن المشروع الطلب من الإسرائيليين والفلسطينيين إجراء تحقيقات مستقلة وذات مصداقية، بهدف ضمان المساءلة والعدالة، والطلب من الأمين العام تقريرا عن تنفيذ القرار في حال تبنيه بهدف النظر في اتخاذ إجراءات أخرى. وأشاد السفراء العرب، خلال الجلسة، بتقرير لجنة القاضي الجنوب أفريقي، ريتشارد غولدستون، وطالبوا بإنهاء ما وصفوه بإفلات إسرائيل من العقاب. ولكن إسرائيل نددت بالتقرير، ووصفته بأنها وثيقة "حملت بالكراهية". وقد أدانت الدول العربية خلال الجلسة إسرائيل بسبب الدمار الهائل، والخسائر الكبيرة التي تسببت بها خلال عدوانها على قطاع غزة الذي بدأ يوم 27 دجنبرالماضي، واستمر 22 يوما. واشتبك السفراء العرب الأمميون مع السفيرة الإسرائيلية ، غابرييلا شاليف، التي كان عليها مواجهة الدول العربية ودول حركة عدم الانحياز خلال المناقشة. وأدان السفير المصري، ماجد عبد العزيز، وهو رئيس حركة عدم الانحياز التي تضم 119 دولة بالمقر الأممي في نيويورك، استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية خلال هذا النزاع. وقال عبد العزيز إنه لا شيء يبرر سياسة العقاب الجماعي لشعب تحت وطأة الاحتلال، وتدمير وسائل عيش حياة كريمة. وشكت منظمة الدول الإسلامية، التي يمثلها السفير السوري بشار الجعفري، من أن الوضع الإنساني ووضع حقوق الإنسان في غزة قد ازداد سوءا بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون في ظل احتلال غير شرعي وفي ظل رعب وخوف. وقال الجعفري إن عجز الأممالمتحدة عن حمل إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي، قد تسبب للأسف في الإضرار بصورة المنظمة في العالم الإسلامي، خاصة مع التدنيس اليومي للمقدسات الإسلامية في القدس. وقال المبعوث الفلسطيني، رياض منصور، أمام الجمعية العامة إن الوضع في قطاع غزة مازال "غير مقبول، ومن غير الممكن الدفاع عنه" بالنسبة لسكانه البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي. في الوقت نفسه، قال رئيس الجمعية العامة للدورة الحالية، مندوب ليبيا، علي عبد السلام التريكي، إن التقرير المطروح يوثق انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي، ارتكبت ضد المدنيين، ويدعو التقرير الجمعية العامة وغيرها من أجهزة الأممالمتحدة، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تكفل سبل إنصاف الضحايا. وأضاف أن مجلس حقوق الإنسان كان قد رحب، منتصف أكتوبر الماضي، بالتقرير، وأيد التوصيات الواردة به، مشيرا إلى أن التقرير يدعو للمساعدة على وضع حد للإفلات من العقاب. وبوصفه ممثلا للاتحاد الأوروبي، وصف السفير أندرس لايدن ، من السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، التقرير بأنه خطير، وحث إسرائيل والفلسطينيين على إجراء تحقيقات مناسبة ومستقلة وذات مصداقية في الاتهامات. ولا تتمتع أي دولة بحق النقض (الفيتو) بالجمعية العامة، ويبدو مؤكدا أن يحصل مشروع القرار على أغلبية، ومن المتوقع أن تكون الولاياتالمتحدة، حليف إسرائيل، من بين بضع دول ستصوت ضد القرار. وتأتي مناقشة الجمعية العامة للتقرير بعد تصويت مجلس النواب الأميركي، مساء الثلاثاء الماضي، بواقع 344-36 صوتا لصالح إدانة تقرير غولدستون، ووصفه بأنه تقرير من جانب واحد. ودعا المجلس الحكومة الأميركية إلى معارضة أي خطط مستقبلية لبحث التقرير في المحافل الدولية.