بعد ساعات من إعلان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ملخصا لنتائج التحقيق الدولي في الممارسات الإسرائيلية بقطاع غزة_ يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً بناء علي طلب فلسطيني لمناقشة الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس،_ ووضع خطة تحرك عربية على الساحة الدولية لمواجهة المخططات الإسرائيلية لتهويد المدينة. وحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ موقف واضح مؤيد لحل الدولتين، ويأتي هذا بينما يتوقع وصول نتنياهو إلى مصر يوم الاثنين المقبل بدعوة من الرئيس حسني مبارك. ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً في بيان له إن من المهم أن يعبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح عن قبوله بمبدأ حل الدولتين، وبالضرورة الحيوية التي تشكلها إقامة الدولة الفلسطينية، وأن ذلك هو الهدف الأساسي لكافة الجهود المبذولة والضمانة الحقيقية للأمن والسلام في المنطقة. وأضاف نريد أن نفهم بشكل أكبر من رئيس الوزراء نواياه ومفاهيمه بشأن تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. من جانبه صرح أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بأنه كلف السفير الليبي لدى الأممالمتحدة،« باعتبار بلاده العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن ، بإعداد مشروع قرار عربي لعرضه نهاية الأسبوع المقبل ، وذكرت دوائر دبلوماسية عربية أن مسودة المشروع تنص على ضرورة محاسبة إسرائيل على ممارساتها في قطاع غزة وإلزامها بدفع تعويضات مناسبة لعائلات الضحايا . وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح إن الجامعة العربية ستبدأ بالتعاون مع المبادرات الشعبية العربية لاتخاذ خطوات عملية لمحاكمة عدد من القادة الإسرائيليين، وأضاف صبيح، أن الجامعة ستتقدم باقتراح حول التوجه لمحكمة العدل الدولية لملاحقة قادة إسرائيليين، إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب للتعامل مع الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. ومضى صبيح قائلاً إن الجامعة العربية تقترح دعوة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة وتبليغهم بانتهاكات إسرائيل لبنود هذه الاتفاقية في الأراضي العربية المحتلة، مشيرا إلى إمكانية توجه الجامعة بتقرير حول الممارسات الإسرائيلية في القطاع إلى لجنة تقصي الحقائق بمحكمة العدل الدولية وتقديمه إلى المدعي لويس مورينو أوكامبو لتحريك دعوى بناء على الأدلة الواردة في التقرير. وأوضح صبيح أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقد جلسات عدة مع الخبراء القانونيين العرب لتحديد التوجه في المرحلة المقبلة في ما يتعلق بكيفية التعامل مع جرائم الحرب الإسرائيلية. أما هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام للجامعة العربية فقد صرح بأن وزراء الخارجية العرب سيبحثون في اجتماعهم الطارئ التقرير الذي كان قد أعد من قبل البعثات الاوروبية الدبلوماسية في إسرائيل الذي يشير إلى الممارسات الإسرائيلية في القدس حيث رأت أن هذه الممارسات تهدف إلى تغيير الوضع على الأرض بالنسبة للقدس. وقال يوسف إن الهدف الذي سعت إسرائيل من أجل تحقيقه طيلة سنوات هو العمل على تهويد القدس وفصل القدسالشرقية عن الضفة الغربية خاصة أن الممارسات الإسرائيلية تكثفت مؤخراً، بما يهدد الوصول إلى نقطة اللاعودة فيما يتعلق بالوضع في القدس ومحيطها بسبب الممارسات المتمثلة في تكثيف نشاط الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين والقيام بحفريات وتغيرات في القدس بما يهدد المسجد الأقصى وغيرها من التغييرات الديموغرافية والجغرافية في القدسالشرقية، محذرا من أن كل هذه الممارسات تؤدي إلى خطر حقيقي على القدس والأمر لا يحتمل الانتظار. وردا على سؤال حول الإجراءات المتخذة عربيا لمواجهة إسرائيل في القدس.. قال يوسف إن التحرك مطلوب من الأطراف الفاعلة على المستوى الدولي ومجلس الأمن والرباعية الدولية، وننتظر موقف الإدارة الأميركية الجديدة بعد لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو لأنه سيكون لقاء حاسما في ما يتعلق بالتوجه الأميركي للتعامل مع التهديدات الإسرائيلية لعملية السلام برمتها.