تدخلت قوات الأمن مدعومة بقوات التدخل السريع والقوات المساعدة، صباح أمس السبت، بشكل عنيف، في حق عمال النقل الحضري بتطوان، المضربين عن العمل لليوم ال 20 على التوالي، لفض حركتهم الاحتجاجية. وجاء هذا التدخل حسب مصادر متطابقة من عين المكان، بعد قيام العمال بتنظيم مسيرة من مكان اعتصامهم بساحة الحمامة، مرورا بشارع رئيسي وسط المدينة، وصولا إلى ساحة الشلال القريبة من مقر الجماعة الحضرية، حيث نظموا وقفة احتجاجية، وُوجهت بتدخل عنيف للقوات العمومية، استخدمت فيه الهراوات والركل والرفس والسب والشتم. وأفادت ذات المصادر، أن التدخل الأمني تسبب في إصابة ثلاثة أفراد من العمال المحتجين، تم نقل اثنين منهم إلى مستشفى سانية الرمل بالمدينة، في حين تم اعتقال عنصرين آخرين، أفرج عنهم لاحقا بعد تشتيت وقفتهم الاحتجاجية. ورجح أحد أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب المساندة لإضراب العمال، أن يكون سبب هذا التدخل العنيف، ترهيبا للعمال المضربين، وإرغامهم على فض اعتصامهم، مع اقتراب موعد زيارة ملكية مرتقبة لمدينة تطوان. وكان عمال النقل الحضري، الذين ناشدوا هيئات المجتمع المدني، والجمعيات الحقوقية مساندتهم وتوفير الدعم الحقوقي لهم، بسبب ضغوطات وتهديدات السلطات المحلية، قد قرروا رفع سقف معركتهم النضالية، بعد تماطل الجهات المسؤولة في الاستجابة إلى مطالبهم القانونية. وكان محمد ادعمار، رئيس الجماعة الحضرية بتطوان، قد عقد لقاء تواصليا مع عمال النقل المضربين، بحر الأسبوع المنصرم، للاستماع إلى مشاكلهم، وأكد لهم أن قطاع النقل بتطوان مقبل على هيكلة جذرية، سيتم من خلالها عدم تجديد العقد مع الشركتين الحاليتين، وفتح تعاقد جديد مع شركة موحدة، يكون من أول شروطه إلحاق عمال النقل بالشركة الجديدة مع ضمان كافة حقوقهم الاجتماعية والقانونية. يشار إلى أن قطاع النقل الحضري بتطوان، يعيش منذ مطلع هذا العام، على إيقاع شد الحبل بين العمال وبين مستخدميهم، حيث لم تنفع الوساطة التي قامت بها الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية في ثني عمال النقل الحضري عن مواصلة إضرابهم المفتوح، بسبب تملص مسؤولي شركتي النقل الحضري بالمدينة عن وعودهما في تحسين الوضعية الاجتماعية وتسوية الوضعية القانونية للمستخدمين، حسب أحد أفراد العمال المضربين.