ما زالت تطوان تعرف شللا تاما في قطاع النقل العموميّ بعد دخول الإضراب المفتوح والمبيت الليليّ للمستخدمين يومه الثامن، وسط صمت مُريب من طرف ولاية تطوان والجماعة الحضرية للمدينة. وقال أحد المستخدمين المضربين ل»المساء» إن ولاية تطوان تضغط بشكل قويّ على أرباب شركات النقل العمومي من أجل استقدام حافلات لها، تتوفر عليها خارج المدينة كمدينة القصر الكبير أو العرائش، من أجل نقل طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مرتيل القادمين إليها من مدن تطوان والمضيق والفنيدق، تخوفا من اندلاع شرارة الاحتجاجات وسط طلبة الجامعة، خصوصا أن هؤلاء هدّدوا بخوضهم كافة الأشكال النضالية للضغط على الجهات المسؤولة لتوفير وسائل نقل تناسب الوضعية الاجتماعية للطلبة وتحافظ على كرامتهم، لاسيما أن الإضراب المفتوح يتزامن مع الامتحانات الفصلية لهذه الأيام، ما يجعل عملية تنقلهم أكثر تكلفة في ظل وضعية مالية صعبة. وفي الوقت الذي يُلقي رئيس الجماعة الحضرية باللائمة على وزارة الداخلية، التي رفضت صفقة تدبير قطاع النقل الحضري من طرف شركة «Transport lux»، التي سبق للجماعة الحضرية أن زفت خبرها للساكنة، بل إنها استقدمت بعض نماذج هده الحافلات لاستعراضها على المواطنين، بسبب انعدام التوازن الماليّ في العرض المالي للشركة التي حظيت بصفقة التدبير المفوض لهذا القطاع. وبسبب سوء إنجاز الصفقة، التي شابتها عدة ثغرات، فإن المواطنين بدورهم يحمّلون المسؤولية لرئيس الجماعة الحضرية، كما أن العديد من رؤساء بلديات بعض المدنذ، كمرتيل والمضيق والفنيدق، دقوا قبل شهور ناقوس الخطر من احتمال فشل الصفقة نظرا إلى ما وصفوه ب»انفراد الرئيس محمد إدعمار، عن حزب العدالة والتنمية، بقراراته وعدم مشاركته هؤلاء في إنجاز الصفقة، المرفوضة حاليا من طرف وزارة امحند العنصر». من جهتها، أصدرت الكتابة الجهوية لطنجة -تطوان، التابعة للاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، بيانا إلى الرأي العام بشأن إضراب عمال النقل الحضري في تطوان، أكدت فيه الوضعية «الكارثية» لهؤلاء، سواء على المستوى القانوني أو الاجتماعي، مستنكرة في في البيان ذاته ما وصفته ب»عدم استجابة» ولاية تطوان لطلب اللقاء الذي قدمته الكتابة الإقليمية للاتحاد في تطوان من أجل دراسة الوضعية المُزرية لقطاع النقل، كما استنكرت ما وصفته ب»طريقة تعامل الجماعة الحضرية لتطوان مع ذراعها النقابي في تدبير هذا الملف الاجتماعيّ الحساس، وإمعانَها في تجاهل مطالبها وإصرارَها على رفض مطالبها المشروعة». وفي الوقت الذي يفترش المستخدمون كراسيّ الحافلات خلال مبيتهم الليليّ في إطار اعتصامهم، فإن رئيس الجماعة الحضرية -حسب قولهم- يحاول قدْر الإمكان التملص من مسؤوليته ويسعى إلى إفشال التوصل إلى حل، حيث يرمي بالكرة إلى وزارة الداخلية لكونها رفضت صفقته المذكورة.. فيما علمت مصادرنا أنّ حزب العدالة والتنمية في تطوان «غاضب» من قرارات وتصرّفات الرئيس، حيث قال أحد قياديي الحزب في تطوان ل»المساء» إن «عناد» الرئيس ستكون له أبعاد وخسائر كثيرة للحزب وشعبيته في مدينة تطوان، نظرا إلى إخفاقاته المتعددة وتسرّعه في الانفراد بالقرارات التي تهمّ ساكنة المدينة.