أقصيت النخبة الوطنية كعادتها من الدور الأول من كأس أمم إفريقيا 2013 .هذا الخبر بالطبع ليس جديدا على المواطنين المغاربة الذين تستخلص من جيوبهم أموال تصرف على الرياضة و على باقي القطاعات التي تحصد هي الأخرى نتائج مخيبة لا تعود بالنفع على الشعب المغربي ، الذي بدوره انخدع مرة أخرى في سياسيين جدد فوضت لهم صناديق الاقتراع صلاحية تدبير الشأن العام . منتخب مغربي جديد ، بقيادة مدرب جديد ، عينته جامعة جديدة يتربع على قمة عرشها رئيس جديد ، و كل ذلك في ظل دستور "جديد " تمخضت عنه حكومة "جديدة " و نخبة سياسية "جديدة" تحكم البلاد و العباد ... إذن كل شيء في المغرب "تجدد" و نتائج المنتخب المغربي بقيت على حالها لم تتغير منذ أن أزيح بادو الزاكي من على رأس الفريق الوطني حيث لم يعد بإمكان هذا الأخير الفوز حتى بمباراة واحدة في الكان و أمام منتخبات لم نكن نسمع عنها سلفا من قبيل الرأس الأخضر الذي شارك لأول مرة في الكان " الراس لخضر تأهل أما كحل الراس ديالنا بقي وفيا للدور الأول " . الشيء الذي زاد من درجة استياء الجماهير المغربية ليس من المنتخب الشاب الذي لم تعبر نتائجه إلا على المستوى الضعيف الذي يتمتع به ، بل من " اللا حكامة الجيدة " التي أضحت سمة لصيقة بالتسيير الكروي ببلادنا. فما هو المشكل الحقيقي إذن الذي يقف وراء هذه الإخفاقات المتتالية للنخبة الوطنة ؟ هل المشكل يكمن في المدرب ؟ هذا مستبعد لأن المدربين الذي تعاقبوا على المنتخب ما شاء الله عددهم كثير و أجورهم كبيرة لكن أجرهم مع الله و مع الشعب قليل لأنهم اجتهدوا و لم يفلحوا . ام يتعلق الإخفاق بمستوى اللاعبين و عدم تأقلمهم مع الأجواء الإفرقية ؟ هذا مستبعد كذلك لأن أغلب اللاعبين يظهرون في البطولات الأوروبية بمستوى جيد ، كما أن الأجواء الإفريقية الحالية لم تعد مانعا أمام التفوق خاصة وأن الكان لم يعد يلعب في الأدغال بل لعب على أرض انجلترا الثانية في العالم وهي جنوب أفريقيا .أم أن خسارة النخبة الوطنية هي في حد ذاتها تعبير عن ضعف النخبة السياسية ببلادنا االغير قادرة على وضع خطط و استراسيجيات واضحة و قابلة للتطبيق على مستوى كل القطاعات بما فيها الرياضة و أن هناك فسادا مستشريا و ممنهجا ترعاه منذ زمين بعيد لوبيات تنخر في جسم الرياضة الوطنية يهمها أن تندحر الرياضة ببلادنا للحفاظ على مناصب أو مكاسب شخصية ؟ إذا كان الأمر كذلك فإن المشكل يبدو أكثر تعقيدا لكونه يرتبط بفساد السياسة الرياضية ككل بالمغرب . فمن المسؤول عن هذا الوضع الكارثي الذي وصلت إليه الرياضة المغربية ؟ بطبيعة الحال فالنخب السياسية التي أفرزت حكومة الأغلبية التي تعاقدت مع الشعب قبل انتخابها على محاربة الفساد و المفسدين ، هي المسؤولة عن هذا الوضع المخجل الذي يجعل بلادنا قاب قوسين او أدنى من أي إصلاح جدري و شامل. و لم يعد الآن أمام نخبنا السياسية و حكومتنا " الملتحية " إلا فرصة واحدة من أجل النهوض بكافة القطاعات بما فيها القطاع الرياضي و وضعها على سكة التقدم و الازدهار لأن الشعب الذي تعاقد مع هذه الحكومة و منحها كامل الثقة و أسند إليها مهمة تدبير السياسيات العمومية هو نفسه قادر على إزاحتها ، كما أن رياح الربيع العربي لا ترحم فهي قريبة لامحالة إن استمر الوضع على ماهو عليه .