نظم العشرات من المسافرين المتوجهين نحو مدينة الراشدية ، انطلاقا من مدينة طنجة ، مساء الأحد 21 أكتوبر الجاري ،اعتصاما مفتوحا داخل المحطة الطرقية لطنجة ، وذلك احتجاج على عدم التزام مسئولي شركة (الزرزور) للنقل الرابط بين المدن بتوفير حافلة في المستوى المطلوب تتوفر فيها جميع شروط الراحة والسلامة الطرقية و التجهيزات الضرورية ، بما يتناسب و طول طريق الرحلة الرابطة بين مدينتي طنجة و الراشدية واحتراما كذلك لآدمية المسافرين. المسافرون الغاضبون و في لقاء مباشر معهم أكدوا للشبكة بأنهم صدموا من الحالة السيئة و المهترئة للحافلة التي (أمروا) بالصعود إليها في حدود الساعة السابعة مساء من اليوم المذكور ، بعد أدائهم لثمن تذاكر يفوق بكثير ثمن تسعيرة الرحلة القانوني و الأصلي بالشباك رقم أربعة - تتوفر الشبكة على نسخ من بعض التذاكر - ، قبل أن يقرروا مغادرتها و الدخول في اعتصام مفتوح إلى حين تدخل الجهات المختصة للتحقيق في الواقعة. إدارة المحطة و انطلاقا من موقع المسؤولية قامت بتحرير محضر بالواقعة بعد استقبال ممثلين عن المسافرين المتضررين للاستماع إليهم مباشرة في الموضوع ،قبل أن تقدم إلى إخبار السلطات المختصة في حينه ، و هو ما استدعى حضور قائد الملحقة الإدارية الرابعة إلى عين المكان للتحقيق في الحادثة. مصادرنا أكدت بأن خروقات الشباك المعني أصبحت شيئا مألوفا رغم كثرة الإنذارات و التحذيرات المثبتة في العديد من المحاضر القانونية الموجهة إليه سواء من إدارة المحطة أو من السلطات المحلية ، كان آخرها المحضر المنجز من طرف السلطات المحلية بتاريخ 22 أكتوبر 2012 و الذي تطرقت فيه لعدد من خروقات الشباك و على رأسها بيع التذاكر دون الحصول على رخصة استثنائية بمناسبة عيد الأضحى ،الزيادة في ثمن التذاكر ،عدم التوفر على حافلات إضافية تتوفر على جميع الشروط الواجب توفرها في حافلات النقل بين المدن طبقا لدفاتر التحملات...و إلى ذلك ، فقد علمنا أن تدخل مدير المحطة و قائد المنطقة ، قد أسفر في نهاية المطاف عن توفير حافلة مناسبة (نجم الشمال) لنقل المحتجين إلى وجهتهم بعد أكثر من أربعة ساعات من الإعتصام و الاحتجاج. ويبلغ عدد الحافلات الوافدة على المحطة خلال الأيام العادية حوالي 150 حافلة يوميا ،في حين يبلغ عدد المسافرين - يوميا- في الأيام الأخيرة التي تسبق حلول العيد أكثر من 10.000 مسافر ، بعد إضافة أكثر من أربع مائة رخصة استثنائية لاستيعاب هذا الكم الهائل من المسافرين ، ما يشجع بعض المهنيين والسوق السوداء إلى الرفع من أثمنة التذاكر خارج القانون، الأمر الذي قد يسهم في اضطراب مواعيد انطلاق و وصول الحافلات وحدوث فوضى و ارتباك داخل المحطة ،و ذلك رغم اتخاذ إدارة المحطة لكل الترتيبات الضرورية للتهييء لهذه العملية، من أجل توفير شروط استقبال المسافرين وراحتهم وأمنهم وسلامتهم وسلامة أمتعتهم، وذلك بتقديم خدمة الحجز المسبق للتذاكر على مستوى الشبابيك مع إشهار مواقيت الرحلات الاستثنائية إلى جانب الرحلات المنتظمة، من أجل تفادي ظاهرة الازدحام والمشاكل الأخرى التي عادة ما تلاحظ خلال هذه المناسبة. و معلوم أن حجم التنقلات في المغرب يعرف ارتفاعا كبيرا من طرف المواطنين مع قدوم مناسبة عيد الأضحى من كل سنة، ما يتسبب في ارتباك واضح في حركة النقل وازدحام المسافرين بعموم المحطات الطرقية الوطنية ، خلال الأيام التي تسبق وتلي يوم العيد. ففي الوقت الذي يناهز فيه حجم تنقلات الأشخاص داخل المملكة في الأيام العادية مليون تنقل في اليوم، حسب بلاغ صادر عن وزارة التجهيز والنقل، حيث تتم 42,3% منها بواسطة العربات الخاصة و35,4% بواسطة حافلات النقل العمومي للمسافرين و15% بواسطة سيارات الأجرة الكبيرة و2,5% بواسطة القطار و2% بواسطة عربات النقل المزدوج. فإن الطلب الإضافي يتجاوز – حسب نفس البلاغ - 212 ألف مسافر خلال الأيام الخمسة التي تسبق العيد وكذا خلال الأربعة أيام التي تليه، ما يفرض إجراء أزيد من 4000 رحلة إضافية ينطلق أكثر من ثلثها من مدينة الدارالبيضاء وحدها، مع الإشارة إلى أن الطلب على وسائل النقل يختلف من وجهة إلى أخرى. علما أن مدن الدارالبيضاء، أكادير، طنجة، الرباط، مكناس، فاس والناظور تعرف – بمناسبة العيد - تنقل أكبر عدد من المسافرين المتوجهين نحو وجهات أخرى، بينما تستقبل بعض المدن مثل زاكورة و إنزكان و تارودانت و الصويرة وتزنيت أعدادا مهمة من المسافرين.