في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة للقصف الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة المُحرمة ، وفي الوقت الذي يتساقط فيه الشهداء الأبطال في شوارع غزة والمدن من رفح إلى بيت حانون ، كانت نقابة الصحفيين تشارك في الجريمة الكُبرى والمتمثلة في تقاسم كعكة مجلس النقابة ، من خلال انتخابات هزيلة شارك فيه عدد من المخبرين وأصحاب المواقف المُخجلة وجزء كبير من السماء التي أتت بهم الأمانة العامة في غزة لتسكير الفجوات وسد الخلل الإداري لديها ، هذه الأسماء التي ليس لها علاقة بالعمل الصحفي أو الإعلامي ، بل أن جزء منهم لا يعرف من هو نقيب الصحفيين أو أين مقر النقابة . إن ما حصل يومي الجمعة والسبت من انتخابات بنقابة الصحفيين لهو عار على تاريخ هذه المهنة العظيمة ، الصحافة الفلسطينية التي قدمت الشهداء الأبطال خلال المسيرة النضالية الفلسطينية ، الشهداء الذين سقطوا أثناء فضح جرائم الإحتلال ، فكان طارق أيوب شاهداً على الإحتلال الأمريكي في العراق ، وكان فضل شناعة شاهداً على جرائم الإحتلال الإسرائيلي في غزة . لم يقدم الشهداء دماءهم الزكية حتى تأتي نقابة الصحفيين بأشخاص دخلاء على المهنة ليسرقوا تاريخهم ، ولم يُضحى عمالقة الصحافة بعرقهم وجهدهم من أجل أن تقوم الأمانة العامة ومن يقف خلفها بتزوير الانتخابات من خلال تنسيب أعضاء ليس لهم علاقة بالصحفيين ، هؤلاء الذين يعلمهم القاصي والداني ، والذين تم وضعهم حتى تقوم النقابة والأمانة العامة بالتحايل على القانون والاستمرار في نهج التفرد بقيادة النقابة مدعية أن هناك شراكة فصائلية . إن الجريمة التي قامت بها مجموعة المتنفذين بالنقابة يجب أن لا يتم السكوت عليها ، فحالة التزوير واضحة تماماً ، وللأسف الشديد تمت تحت إشراف الإتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب ، هذه المؤسسات التي تم تضليلها من خلال مشروع التزوير وتغييب الحقائق وشطب أسماء القيادة الصحفية التاريخية التي لم تساهم في هذه المهزلة ، وهي شخصيات قاطعت الانتخابات والنقابة منذ عام 2010م ولازالت حتى يومنا هذا على موقفها الشجاع بضرورة إصلاح النقابة وفق قانون يكون الحكم بين النقابة والصحفيين . كان على النقابة أن تخجل على نفسها وتعمل على تأجيل الانتخابات في ظل هذا العدوان ، وكذلك الاستجابة للمطالب التي قدمتها المؤسسات الوطنية الفلسطينية وبعض فصائل منظمة التحرير ، حتى يتم وقف الخرق الواضح للوائح الداخلية للنقابة ، وتعديل الخلل من خلال وقف التزوير وإعادة النظر في الطعون التي قدمت للنقابة بما يتعلق بملف العضوية ، هذا الملف الذي تديره مجموعة زيفت التاريخ وشطبت أسماء الصحفيين واستبدلتهم بأسماء المعارف والمحسوبية ، والأهم من ذلك أن اللجنة تقودها شخصية ليست صحفية ولا تعمل في الصحافة . إن الناظر لبعض أسماء القوائم التي خاضت الانتخابات تصيبه حالة من الخجل ، عندما يقرأ بعض الأسماء التي تم وضعها لتمثل هذا الجيش العظيم من الصحفيين ، بعض هذه الأسماء لا يعلم عن نقابة الصحفيين إلا الاسم فقط ، وآخر لا تربطه بالصحافة إلا علاقة مع أحد المتنفذين بالنقابة ، وآخر لا يعرف شارع عمر المختار من شارع الوحدة . سوف يحاسب التاريخ كُل من أساء لتاريخ الصحفيين ، كُل من زور الحقيقة ، كُل من منح العضوية لفتاة جميلة ، أو لشاب مُخبر ، أو لآخر متسلق ، أو لآخر يصطف خلف المتنفذين والطامعين بالبقاء على كرسي النقابة للإستمرار في مسلسل تدميرها . صحفي وكاتب فاسطيني [email protected]