أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن قرارها بوقف عملياتها انطلاقا من قطاع غزة والالتزام بالتهدئة المعلنة جاء حفاظا على المصالح الوطنية الفلسطينية، وحماية للدم الفلسطيني من أن يتحول في هذه اللحظة نقطة للمزايدات بين أقطاب حزب الليكود الصهيوني. وقال عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" الدكتور محمود الزهار: إن "قرار حماس جاء لأنها لا تريد أن يتحول الدم الفلسطيني في هذه اللحظة للمزايدات بين أقطاب الليكود الذين يقدمون أنفسهم على حساب الدم الفلسطيني والمصالح الفلسطينية، ويحسمون مواقعهم داخل أحزابهم على هذا الأساس، نافياً أن يكون قرار حركته جاء تحت أي ضغوطات، وقال: "الكل يعرف أن حماس تتشاور مع بعض الجهات، لكن قرارها عندها وقرارنا من رأسها". وشدد على أنه لا أحد على الإطلاق كان يعرف بموقف حماس الذي أُعلن مساء الأحد (25/9)، مضيفاً القول: "بعد أن بلورنا هذا الموقف أطلعنا عليه بعض الجهات التي يعنيها هذا الأمر حتى نُعذر إلى الله، وحتى نضع الأمور في نصابها". وأوضح أن "الكل يعرف أن موقف حركة حماس منذ مارس/آذار الماضي عندما وقعت مع الفصائل الفلسطينية على التهدئة، أن هذه التهدئة مشروطة، بمعني أنه إذا جاء اعتداء فمن حقنا أن نرد، ونحن نعلم أن الذي حدث بالفترة الأخيرة كان في هذا السياق، ونفس الموقف الآن يأتي، وليس هناك تغير في الموقف، نحن تم الاعتداء علينا ورددنا"، مؤكداً التزام الحركة باتفاق التهدئة. وشدد قائلا: "نحن نعرف أن العدو الإسرائيلي لا يمكن أن يركن إلى نوايا حماس تجاهه، لأنه يعرف أن حماس لا تستطيع أبدا أن تتنازل عن مواقفها الثابتة في هذا القضية". ودعا الزهار الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية إلى الحفاظ على سلاح المقاومة بعيدا على أن يكون سلاحا منحرفا، وأن يبقي هذا السلاح موجها للعدو الذي يهدد ويغتال ويعتدي على شعبنا الفلسطيني في كل لحظة. من جهته أكد الناطق الإعلامي باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري أن حركته تتعامل مع قضايا الشعب الفلسطيني بعيدا عن منطق المزايدة والحسابات الخاصة، مضيفاً أن حركة حماس هي حركة قوية وليست بحاجة إلى مزيد من النقاط لتؤكد قوتها في الشارع الفلسطيني، وقال: "لذلك هي تتخذ قراراتها بكل جرأة ومسؤولية وبما يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني". وأشار إلى أن "المسألة تُحسب بما يحقق مصلحة شعبنا الفلسطيني، إذا كانت مصلحته مع التهدئة فكما ذكرنا باستمرار سنهدأ، وعندما تكون المصلحة مع التصعيد سنصعد، ونحن نعتبر أن البوصلة بالنسبة لنا في هذا السياق هي مصلحة شعبنا ندور معها حيث دارت، إضافة إلى رغبتنا في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني خاصة وأننا نشعر أن هناك شخصيات، وبعض المتنفذين يحاولون إثارة الفتن، لذلك نحن معنيون بالحفاظ على روح الألفة والتلاحم بين شعبنا الفلسطيني". وحول دواعي اتخاذ حركة "حماس" هذا القرار أوضح أبو زهري: "نحن نشعر أن هناك توجه إسرائيلي للتصعيد داخل الأراضي الفلسطينية فقط لخدمة أغراض انتخابية إسرائيلية، ولذلك حركة حماس تريد أن تقطع الطريق عليهم وتحفظ وتحمي شعبنا الفلسطيني، وتحافظ على فرحته التي تحققت بفعل اندحار الاحتلال الإسرائيلي عن جزء غالي من الأرض الفلسطينية، ولذلك جاء قرار الحركة بوقف عملياتها من قطاع غزة". وأكد أن "الحركة قدمت هذه المبادرة والكرة الآن في ملعب الاحتلال، وبالتأكيد إن لم يستجب لها سيعاد تقييمها بشكل مختلف"، مؤكداً أن الحديث لا يجري عن مشروع المقاومة ككل، وقال: "يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار لا علاقة له بالمقاومة وسلاحها، فنحن قابضون على الزناد، والكرة في ملعب الاحتلال، والمقاومة مستمرة، ولكننا نتحدث بشكل محدد عن هذه الأرض المحررة وفي هذا الوقت، والحركة ستقوم بتقييم هذا الموقف من حين لآخر في ظل مدي التزام العدو بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني". وشدد على أنه في حال عدم التزام الاحتلال بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، فإنه من حق الحركة الدفاع عن نفسها وعن الشعب الفلسطيني. وحول رد "حماس" على جرائم الاغتيال الأخيرة في قطاع غزة وحملة الاعتقالات في الضفة الغربية أكد أن "حماس" بادرت بشكل سريع إلى الرد على جرائم الاحتلال، منوهاً إلى أنه رغم اندحار الاحتلال من غزة إلا أن الحركة لم تتردد في ضرب مستوطنات الاحتلال داخل العمق الصهيوني.