نظمت صباحا اليوم بأكبر أسواق طنجة سوق كسبراطا وقفة احتجاجية من طرف الباعة المتجولون، بعد أن أقدمت السلطات المحلية والمتمثل في قائد الملحقة الإدارية رقم 15 وفرقته من القوات المساعدة، بالإضافة إلى أعضاء فرقة الأمن التابعة للدائرة الخامسة، من منعهم من ممارسة أنشطتهم التجارية على قارعة الطريق. وقفة احتجاجية لم تخلوا في بدايتها من مفاوضات مع السلطة المحلية قبل أن يتم الحسم بخيار النضال من طرف البوعزيزين إلى غاية حل مشكلتهم ،احد الباعة المتجولون اخبرنا أنهم سيقدمون على الاعتصام بالسوق حتى يتم توفير مكان يزاولون به تجارتهم ،وعبر أن هذه المهنة الوحيدة المتوفرة لتامين لقمة عيش لعائلاتهم وان طردهم من مكان رزقهم سيعني التجاء العديد من هؤلاء إلى السرقة واعتراض الناس ،وهو ما يتوافق ودراسة تم القيام بها بأحد مدن المغرب والتي سجلت ارتفاع نسبة الجريمة بعد تقلص المهن التي تزاولوها هذه الشريحة ،حسب عرض قدمه الدكتور محمد العمراني بوخبزة أثناء عرض عن الباعة المتجولين بالدورة العادية لمجلس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات،كما شهدت الوقفة الاحتجاجية التحاق بعض الوجوه المعروفة بحركة 20 فبراير ،الذين ساندوا الوقفة ،وحمل المعتصمون مسؤولية تردي أحوالهم للوالي والعمدة ،في شعارات حملة بصمة الحركة وهو ما يفيد دخول حركة 20 فبراير على الخط بتبنيها هذا الملف الحرج ،الذي ظلت السلطات المحلية بطنجة تتخوف منه ومن أثاره ، خصوصا أن ما يسمى الربيع العربي عرف نشأته بحضن هؤلاء ،وهو ما سيجعل افتكاك شوارع المدينة مغامرة محفوفة بالمخاطر ،فيما سيظل السيناريو الثاني بتوفير أماكن بالأسواق لهؤلاء بعيد عن التطبيق لوجود لوبيات ضاغطة بطنجة تستفيد من المحلات التجارية الجماعية لنفسها وتعتبرها خط احمر، على سبيل المثال ما حصل بسوق بئر ألشعيري وبئر الشفا...،المعتصمون افترشوا الأرض وأقاموا صلاة الظهر معلنون عن استمرار اعتصامهم رغم وجود مسجد بالقرب منهم ،وفي تصريح لممثل التجار بسوق كسبراطا عن هذه الوقفة عبر محمد سعيد اهروش أن التجار المهيكلين بالسوق ضد كل ما يضر بمصالحهم ،وضد الركوب على هذه الظاهرة من طرف لوبي الانتخابات ،فيما شهد السوق في وقت الظهيرة زيارة رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات عمر مورو لمراقبة الأحداث عن كثب. الباعة المتجولون الذين تحكموا في شوارع طنجة منذ بدايات الربيع العربي غير مستعدين لتسليمها من جديد ،من دون إيجاد أماكن أخرى تستوعب تجارتهم مما يجعل الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والتصعيد المتوقع بين البوعزيزين ،السلطات المحلية ،العمدة ألعماري،غرفة الصناعة والتجارة والخدمات وبارونات الانتخابات .