أقدمت حركة ناشطي كسر الحصار على غزة في يوم مشهود بتاريخ: 23 غشت سنة 2008 على الدخول إلى غزة عبر البحر في باخرتين صغيرتين محملتين بالمواد الغذائية والطبية لأهل غزة الذين باتوا يموتون يوميا منذ الحصار الغاشم المضروب عليهم بتواطؤ من الدول العربية وعلى رأسها مصر مبارك.. الناشطون أناس متضامنون من أحرار العالم عددهم 44 فردا ما بين ذكر وأنثى حركهم ضميرهم فانتفضوا في حركة لافتة لإدانة كل من يساهم في حصار الجياع والمرضى، حتى اليهود استحيوا أن يمنعوهم من الوصول لأنهم يعرفون أثر ذلك على سمعتهم، كما يعرفون أيضا وحقيقة أن شعب غزة شعب يموت من الجوع وفقدان الدواء. اليهود نبت في وجوههم الحياء، فمتى ينبت في وجوه الحكام العرب؟ سابقا كسر الحصار في شهر فبراير من هذه السنة، كسره شباب ونساء وأطفال وشيوخ فدخلوا معبر رفح رغما عن مبارك واستفادوا من الدخول ولم يلقوا من شعب مصر إلا الترحاب والتضامن باستثناء حكومة مصر التي غضبت ولم تترجم غضبها عمليا؛ لأنها لم تكن قد رتبت للكسر، ولكنها أدانته وهددت إن عاد كسر الحصار واقتحام معبر رفح " الحدودي " ووفرت قوات لذلك وأمرتها بإطلاق النار، فكان تكسير الحصار مرة ثانية شبه مستحيل؛ لخطره، فهلا يقوم شعب مصر بالانتفاضة على كل من يعمل على تجويع إخوته في غزة وقتل المرضى والجياع بدم سادي بارد؟.. وللعلم فإن شعب غزة يسقط منه يوميا قتلى وجرحى على يد الصهاينة، صار القتل قربة لليهود يتقربون بها إلى الشيطان الغبي بوش، فما بين 14 مارس و12 يونيو من هذه السنة سقط 496 قتيل، و550 جريح، 54 منهم طفلا قضوا، و14 امرأة، كما أن الذين قضوا من المرضى بسبب منعهم من الدواء والسفر خارج غزة للاستشفاء وصل 241 فلسطينيا على مرأى ومسمع من السفاحين والساديين.. إن العالم يشهد قيادة سادية لم تصل إلى دمويتها؛ العقلية الهتلرية والموسولينية، تساهم في القتل وتخطط له سياسيا واقتصاديا وثقافيا، فعلى سبيل المثال لا الحصر في السياسة الاقتصادية المرسومة من طرف الطاغية الجبانة أمريكا وصل الحال إلى الكارثة، ففي كل 5 ثوان يموت من الجوع طفل واحد تحت سن 10 سنوات، وفي كل ثلاث ثوان فقط يموت بسبب سوء التغذية في العالم 25000 ، فهلا نخجل من أنفسنا؟