أعلنت حركة غزة الحرة التي تضمُّ ناشطين أمريكيين ودوليين، عن عزمها إرسال رحلتها الثامنة إلى قطاع غزة؛ بهدف كسر الحصار الصهيوني المفروض على القطاع، وإيصال مساعدات للفلسطينيين، والتي سيكون على رأسها رئيسة حزب أمريكي. في وقت نددت فيه الحكومية لكسر الحصار إصرار السلطات المصرية على منع بعض الوفود الأجنبية المتضامنة مع فلسطينييغزة من دخول القطاع عبر معبر رفح. ويشارك في الرحلة الثامنة ـ التي تنطلق من قبرص يوم الخميس القادم ـ سينثيا ماكيني رئيسة حزب الخضر الأمريكي والمرشحة في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، والتي شاركت في رحلات سابقة بهدف كسر الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة. وقالت ماكيني في بيانٍ لها: الإسرائيليون انتهكوا القانون الدولي، من خلال الاصطدام بقاربي الذي كان يحمل موادَّ طبيةً إلى غزة، ولهذا فإنني لم أصل إلى غزة على الإطلاق. وقالت ماكيني، وهي عضو سابق بمجلس النواب الأمريكي: أريد أن أذهب إلى غزة، وخصوصًا بعد عملية الرصاص المصبوب، وإذا كنت محظوظةً فإنني سوف أقوم أيضًا في يوم من الأيام بزيارة فلسطين وهي حرة. وكانت الحركة قد أرسلت أواخر دجنبر 2008 قارب الكرامة الذي كان محمَّلاً بأطباء ومساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة، لكنه تعرَّض للتحرُّش من قِبَل قوات الاحتلال الصهيوني؛ حيث اصطدم به زورق عسكري صهيوني بشكل متعمَّد؛ مما أدَّى إلى إعطابه ولجوئه إلى لبنان في 30 دجنبر. وقالت حركة غزة الحرة إنها ستُرسل قاربًا جديدًا يحمل اسم الحرية لغزة، وهو عبارة عن قارب صيد سيكون على متنه 36 ناشطًا، بالإضافة إلى سينثيا ماكيني، كما ستبعث الحركة بقارب آخر باسم روح الإنسانية، وهو عبارة عن مركب نهري سيكون محمَّلاً بمواد بناء للمساهمة في إعمار غزة. وقالت ميرياد ماجواير ـ وهي أيرلندية فائزة بجائزة نوبل للسلام، والتي ستكُون ضمن النشطاء الدوليين المتوجهين إلى غزةـ: سأذهب إلى غزة لأُظهر حبي ودعمي لشعب غزة الذين يواصلون معاناتهم تحت الحصار والاحتلال الإسرائيلي، لكنَّ روح مقاومتهم غير العنيفة تُلهم جميع المؤمنين بالمساواة والحرية والعدالة. وقالت حركة غزة الحرة إن الرحلة الجديدة التي ستنطلق من ميناء لارنكا القبرصي هي المحاولة الأولى لتحدِّي الحصار البحري الصهيوني على قطاع غزة منذ قيام زورق عسكري صهيوني بإعطاب قاربي الكرامة وروح الإنسانية في يناير. وقالت الحركة إن رحلتها الثامنة هذه سوف تكون أيضًا الأولى في حملتها الجديدة التي ترفع شعار صيف الأمل لمساندة الفلسطينيين في غزة. في المقابل، أعلنت اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود أن السلطات المصرية لا تزال تمنع وفدًا تضامنيًّا أستراليًّا من دخول قطاع غزة عبر معبر رفح لليوم العاشر على التوالي. وذكرت اللجنة في بيان صحفي أصدره مكتبها الإعلامي أول أمس السبت أن الوفد الأسترالي الذي يضم عشرة متضامنين لا يزال عالقًا في مدينة العريش؛ حيث مُنع من الوصول إلى معبر رفح، لافتةً إلى أنه قام بالعديد من الاتصالات بجهات عدة من أجل السماح له بالدخول، إلا أن جميعها باءت بالفشل، وبيَّن أن الوفد قدم إلى مصر بعد أن استوفى جميع أوراق السفر التي تؤهله لدخول القطاع. واستنكر البيان الطريقة التي تتعامل بها السلطات المصرية مع بعض الوفود التضامنية القادمة إلى غزة، قائلاً: إنه مع اشتداد وطأة الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عامين ونصف العام يجب أن يكون حريًّا بالأشقاء المصريين تسهيل مهمة الوفود التضامنية الأوروبية التي تسعى إلى التخفيف من معاناة المواطنين في القطاع بزيارتها التضامنية. وعبَّر عن خيبة أمله بسبب إصرار السلطات المصرية على عدم إدخال الوفد، وطالبها بضرورة السماح له بدخول القطاع؛ لأنه يحمل معه برامج اجتماعية وتعليمية من شأنها المساعدة في التخفيف من حدة الحصار. من جهة أخرى، ثمَّن البيان جهود الحركة الدولية التي تقيم اعتصامًا على معبر رفح من الجانب المصري للأسبوع الثالث على التوالي، والذي تهدف من خلاله إلى فتح المعبر بصورة دائمة.