وصل صباح يوم الأربعاء 29-10-2008، عدد من النشطاء والبرلمانيين الأجانب عبر سفينة بحرية إلى قطاع غزة في خطوة احتجاجية ثانية على الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة منذ منتصف يونيو من العام الماضي. وحطت السفينة التي تحمل سفينة الأمل وكان أشرف على تنظيم رحلتها حركة غزة الحرة ، في ميناء غزة البحري وعلى متنها 27 ناشطا مؤيدا للفلسطينيين ولرفع الحصار ينتمون إلى 13 دولة كانوا أعلنوا تمسكهم بهدف الوصول للقطاع صباح غد الأربعاء. وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت أنها ستمنع المتضامنين الأجانب المتوجهين إلى مدينة غزة على متن السفينة. وينتمى هؤلاء النشطاء إلى دول إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية. وكان استبق هؤلاء المتضامون بدء رحلتهم بالإعلان أنها تأتي في إطار النضال غير العنيف من اجل التضامن مع الفلسطينيين وقد حملوا معهم معدات طبية وأدوية لازمة للقطاع الذي سيغادر منه عدد من الطلاب والمرضى على متن السفينة في طريق عودتها إلى قبرص. تقدير رسمي وشعبي واستقبل المتضامنون حشد من مسؤولي الفعاليات الشعبية والأهلية في قطاع غزة ووزراء ومسؤولين في الحكومة الفلسطينية إلى جانب استقبال شعبي حافل للتعبير عن الابتهاج بوصول السفينة ومبادرتها لكسر الحصار الإسرائيلي الخانق. وأعرب الدكتور محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء في حكومة غزة، عن تثمين الحكومة لمبادرة المتضامنون ومخاطرتهم من أجل الاحتجاج على الحصار الإسرائيلي ومعاناة مليون ونصف فلسطيني يعانون ويلاته منذ 17 شهراً على التوالي. وشدد عوض على أن رسالة هؤلاء المتضامنون والحكومة والشعب الفلسطيني تبقي المطالبة بكسر الحصار وضرورة مبادرة الدولة العربية الإسلامية بإغاثة ودعم إخوانهم الفلسطينيين بفتح معبر رفح البري ورفض هذا الحصار. من جهته، رحب النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بمن حضر على متن سفينة كسر الحصار وهم يحملون المساعدات الطبية لسكان غزة، ويواجه الخطر الإسرائيلي. وثمن الخضري الصمود من قبل المتضامنين وعددهم 27 من 13 دولة أجنبية، بينهم برلماني وكاتب فلسطينيتين، مشدداً على أن مطلب لهؤلاء هو مطلب الشعب الفلسطيني بكسر الحصار عن غزة وإنقاذ مليون ونصف المليون إنسان في غزة. ودعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أحرار العالم لتنظيم الفعاليات والأنشطة وتسيير الرحلات التي تكسر الحصار بشكل نهائي عهن غزة، والضغط على إسرائيل كقوة احتلال لإنهاء الحصار. واستقبلت السفينة بفرق الكشافة والخيالة وسط ترحيب شعبي ورسمي كبيرين، وإشادة بخطورة المتضامنين الثانية خلال عدة أسابيع. وكانت سفينتان وصلتا قطاع غزة نهاية أغسطس/آب الماضي، وتحمل متضامنين أوروبيين بهدف كسر الحصار عن غزة، وهي أول محاولة بحرية للتضامن مع غزة شابتها المصاعب بتهديد الاحتلال وإعاقتها لها وتأخير وصولها لعدة ساعات ومحاولة حرف طريقها في البحر بعد التشويش عليها. ومن المقرر أن يبقى المتضامنين في القطاع لمدة أربعة أيام يزورن عدة مرافق متضررة جراء الحصار، إلى جانب تقديم مساعدات طبية للمراكز الصحية، وسيأخذون معهم في رحلة العودة عشرة فلسطينيين من مرضى وطلاب يحملون الأوراق الثبوتية القبرصية. وأكد النائب مصطفى البرغوثي الذي وصل على متن السفينة أنه تمكن من الوصول إلى غزة بعد عامين من منعه من الوصول للتضامن مع أهالي القطاع بدون موافقة من الإسرائيليين، موضحاً أن المتضامنين كانوا مسلحين بالإرادة كي يوصلوا لأهالي غزة مفادها بأننا لن نتخلى عنكم ولن نقبل بتكريس الانقسام إلا بوحدة الشعب الفلسطيني. وأكد الدكتور إبراهيم حمامي الكاتب والباحث الفلسطيني الذي وصل على ظهر السفينة، أن هذه الرحلة تحمل دلالات وأبعاد كثيرة، مبينا أن من أهم الدلالات أنها تسجل بادرة جديدة أن الخط البحري مفتوحا بالإضافة لكون الرحلة حملت على متنها فلسطينيين من هذه البلاد من عرب 48 والقدس والضفة.