لا يمكن أن تعيش في وطن وتشعر بأنك أحد عناصر تكوينه وأنت مسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن كل ما يصيب الوطن من قوة أو ضعف، من تقدم أو تلف، من ركود أو ازدهار اقتصادي، من نصر أو خسارة، من عزة أو ذلة، من ألم أو فرح، من جوع أو شبع، من مرض أو صحة، من علم أو جهل، من ثقافة أو تخلف عن مواكبة التطور... هذه هي الحياة أن تشعر ضمنها كأنك مواطن، جزء من وطن لك فيه حقوقك الوطنية وعليك واجباتك، فمن حقك أن تعيش بكرامة ومن حقك العيش بحرية... من حقك العلم والعمل، ومن حقك أن تنعم بصحة جيدة وأن تنعم بالأمن والأمان، من حقك انتقاد كل ما هو خاطئ بهدف تصحيحه ومن حقك معارضة الشواذ والنشوز والعمل على إحقاق الحق والقضاء والعدالة... من حقك أن تنعم بالأمن الدائم في المؤسسات التي تخدم المواطن، من حقك أن تنعم بخيرات الوطن كغيرك من المواطنين... من حقك أن تحصل على أي عمل بجدارتك وبعلمك بدون واسطة ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب... من حقك أن تنعم بالمساعدات الاجتماعية، تأمين السكن وتسهيل الحصول عليه، من حقك أن تستأجر منزلاً ضمن حدود أجرتك ومن حقك أن تجد عملاً لترزق منه... من حقك أن تتمتع بالكهرباء على مدار الساعة وبكلفة معقولة... من حقك أن تتمتع بمياه نظيفة على مدار الساعة في بلد المياه الوافرة التي تذهب إلى البحر... من حقك أن تنعم بالهواء النظيف بحل مشكلة جبال النفايات المحترقة وتخفيف الانبعاث الحراري والروائح الكريهة... من حقك أن تتعلم بمدرسة بمستوى تعليمي مقبول ونظافة ونظام معقول في المدارس الرسمية... من حقك كل هذا وأكثر من ذلك... أما ما هي واجباتك فحدث ولا حرج، ذلك أن من لا يقوم بواجباته ليس له الحق بأي شيء، فهذه عملية متلازمة يغذي كل منها الآخر، ( أي الحقوق والواجبات ). فمن واجباتك أن تكون مواطناً صالحاً تحترم القوانين وتساعد على تنفيذها... ومن واجباتك الحفاظ على الملكية العامة، وعدم المساس بها، ومن واجباتك أن تمارس الحرية بما لا يسيئ إلى حرية الآخرين وأن تحافظ على كرامتك ولكن ليس على حساب كرامة الآخرين، فتمنى لجارك وأخيك ما تقبل به لنفسك... من واجباتك أن تتعلم لترتفع بنفسك بالعلم ويرتفع وطنك بعلمك ومعرفتك... وأن تعمل بجد لتكون عنصراً فعالاً منتجاً مساعداً لوطنك ولدخله الوطني... وانتقاد الخطأ والعمل على تصحيحه وتصويب المسار نحو الأفضل... وأن تحافظ على الأمن لتعيش بأمان وأن لا تضر بأمن غيرك وبالأمن العام... ومعارضة الشواذ والعمل على إحقاق الحق و القضاء والعدالة... والحفاظ على المؤسسات التي تشكل دعائم الوطن ومن واجباتك الحفاظ على ثروات الوطن الطبيعية والتراثية وغيرها... وأن تسعى لتحصل على مكانتك في المجتمع لترتفع به ونرتفع بك. من واجباتك أن تساعد على قدرة الدولة في الاستقرار وتقديم المساعدات الاجتماعية لذوي الحاجات الخاصة والعائلات الفقيرة والمنكوبة... من واجباتك المحافظة على السكن الذي أنت فيه كالمحافظة على النظافة والهدوء وعدم التعدي على حرية الجار... من واجباتك أن تحافظ على الكهرباء بدفع فاتورتك في موعدها وتخفف من استهلاكك للطاقة حيث لا مبرر لها... من واجباتك الحفاظ على المياه ومنع تلوثها وتلوث الينابيع والآبار الجوفية ومجاري الأنهار... من واجباتك الحفاظ على الشجر والحجر ليبقى مكان في هذه الدنيا للبشر... من واجباتك رفع الصوت عالياً مطالباً الدولة ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الاجتماعية على إرشاد الناس للتخلص من النفايات بإيجاد معامل خاصة لتكريرها وتخفيف انبعاث الروائح والأدخنة منها لمنع تلوث البيئة... ومن واجباتك المحافظة على المدرسة التي تتعلم فيها كما المحافظة على البناء والطاقم التعليمي والطلاب لإنشاء جيل جيد هو عماد الوطن. وأخيراً الحفاظ على البحر وثورته السمكية، وهي مسؤولية وواجب والحفاظ على الشواطئ ونظافتها عبر ورشة كبيرة من الإرشاد والممارسة والمطالبة وقيام لجان دعم الشواطئ وثروات البحر آملين أن يسمع هذا الصوت. ولنا في كل عدد حلقة حول أحد هذه المواضيع الكبيرة لنشر وعي جديد يمكننا من التعلم بأن نكون مواطنين صالحين في وطن سليم ومعافى، نرفع رأسنا به عالياً ونجاهر بحبنا له ليكون وطننا نموذجاً يحتذى به.