يخشى العديد من مهنيي القطاع السياحي من يؤثر الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة مراكش على الواقع السياحي بمدينة طنجة، الذي يعرف منذ مدة تراجعا في مؤشراته، وتحدث احدهم بلغة حزينة من كون العديد من الأفواج التي تأتي من إسبانيا ألغت العديد من الرحلات كانت مبرمجة في الأيام المقبلة، لكن مصادر أخرى قللت من حادث مراكش و أكدت أنه حادث عرضي وان البلاد تعرف استقرارا أمنيا متماسكا في جل أقاليم المملكة، وهو ما جعل من المغرب بقولهم حالة استثنائية بالمنطقة المغاربية والعربية، معللة أن إلغاء بعض الرحلات السياحية مرده إلى أسباب تقنية وعلى رأسها الاضطرابات البحرية و ليس تخوف السياح الأجانب إلى من الأحداث الإرهابية، واستدلت بكون الأجهزة الأمنية بطنجة مشهود لها بالكفاءة و المهنية و اليقظة، ولم يسجل فيها أي حادث مرتبط بالإرهاب، وعن الواقع السياحي بالمدينة سبق لمندوب وزارة السياحة بطنجة قد صرح لبعض وسائل الإعلام بالقول أن منطقة طنجة تحتل المرتبة الخامسة ضمن الخريطة السياحية الوطنية بالنسبة لعدد المبيتات والسياح المتوافدين، ما يعني برأيه أنها مازالت في حاجة إلى بذل المزيد من المجهودات من أجل تحقيق النتائج المرجوة. فالمدينة حسب المعني بالأمر تتميز بمؤهلات طبيعية واقتصادية وجغرافية جد مهمة، منها على وجه الخصوص موقعها القريب جدا إلى أهم الأسواق المنعشة لقطاع السياحة بالمغرب، وتوفرها على معالم تاريخية متميزة، واحتضانها لمؤسسات سياحية ذات قيمة عالية، كالمعهد العالي الدولي للسياحة.. والمدرسة الفندقية، ومسلك" الماستر" في السياحة بجامعة عبد المالك السعدي، لكن للأسف الشديد، بقوله أن كل هذه المؤهلات لم يتم استثمارها على الوجه الأمثل، نظرا لغياب مخطط توجيهي قائم على تثمين مختلف المؤهلات المذكورة، وبالتالي ضمان جاذبية أكثر للمنتوج السياحي المحلي، وأكد في هذا السياق إلى كون أغلبية وكالات الأسفار العاملة بطنجة لا يهمها سوى بيع التذاكر، فيما تظل مسألة الترويج والتعريف بالمنتوج السياحي الجهوي بعيدة عن اهتماماتها، والأمر ذاته ينطبق على الوحدات السياحية، لكن العديد من المتتبعين رؤوا أن السلطات الوصية على القطاع السياحي ومعها وزارة الثقافة لم تلتزم بمشروعها المتجسد بإعادة هيكلة السياحية بالمدينة العتيقة الذي قيل أنه سيكون جاهزا في متم سنة 2010 ، والحال أننا في سنة 2011 و لم يتحقق أي شيء بالمدينة العتيقة ، التي مازالت المآثر التاريخية و الوحدات السياحية فيها تعرف أنماطا شاذة تشوه الواقع السياحي بها ، حيث لخصها أحد العارفين في "المخدرات ، البحر، الشمس والجنس" ، المهم في هذا كله أن واقعة مقهى أركان بمراكش جاءت لتسلط الضوء عن واقع السياحة بطنجة والمنتوج السياحي بها، خصوصا وأن أي كلام عن التداعيات السلبية لحادث مراكش الإرهابي عن السياحة بطنجة يبقى سابق لأوانه، مادام أن القطاع ذاته بالمدينة يبقى تحت رحمة "مافيا البزرات" ووكالات الأسفار وأشياء أخرى مرتبطة أساسا بهشاشة البنيات التحتية ، وعدم جدية السلطات المعنية و المسؤولة في تقنين الممارسة المهنية للقطاع.