البكاء آية من آيات الله، قال تعالى في سورة النجم..''وأنه هو أضحك وأبكى'' وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على البكاء في مواضع عدة، منها عند قراءة القرآن، فقال صلى الله عليه وسلم : (اقرؤوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا ) تجمع غالبية الدراسات على أن للمجتمع دوره في تشكيل شخصية الرجل والمرأة على حد سواء لدرجة إملاء رد الفعل إزاء مواقف يصدر عنهما حسب الدور الاجتماعي لكل منهما فالرجل مثلا لا يحب أن يبكي لأنه (رجل قوي) ويلقن الطفل الصغير بهذا ويبدأ في كبت مشاعره و انفعالاته لأنه يجب أن يكون رجلا..في حين يطلق المجتمع العنان للطفلة الصغيرة تبكي و تصرخ و تعبر كما تشاء عن مشاعرها, لأنها ستصبح فيما بعد امرأة.. إن نظرية تحريم البكاء هذه كلفت الرجل صحته بعد ما أظهرت الأبحاث العلمية أهمية البكاء للتنفيس عن المشاعر الدفينة و لوقاية الجسم من الأمراض النفسية و العصبية بل والعضوية أيضا.ومن بين الأمراض النفسية التي تصيب الرجال بسبب عدم البكاء وإخفاء المشاعر مرض اسمه “الكسيثيما“ و المريض به لا يتعرف على انفعالاته الداخلية، و غالبا ما يعاني من آلام المعدة، وصداع مزمن، لأنه غير قادر على إخراج مشاعره السلبية و التعبير عن شعوره بالحزن والشقا، فيصاب بحالة توتر هائلة، ويضطرب سلوكه فيبدأ في الإفراط في الطعام أو العنف تجاه نفسه والمجتمع.. وهكذا فإجبار الرجل على كبت مشاعره الحقيقية و تجاهلها وإظهار ما لا يشعر به ولد فجوة عميقة بين الواقع وبين ما يبديه، وبالتالي سبّب هذا المرض، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أنواع البكاء عند حديثه عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في البكاء فقال ..والبكاء أنواع أحدها: بكاء الرحمة والرقة الثاني: بكاء الخوف والخشية الثالث: بكاء المحبة والشوق الرابع: بكاء الفرح والسرور الخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله السادس: بكاء الحزن السابع: بكاء الخور والضعف الثامن: بكاء النفاق وهو أن تدمع العين والقلب قاسٍ، فيظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلباً التاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة العاشر: بكاء الموافقة وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون اللهم أني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعوة لا يستجاب لها .. اللهم آمين.. [email protected]