وتقول واشنطن بوست التي أوردت التقرير إن الكثير من المترجمين الفوريين العاملين مع الجيش الأميركي والشركات الغربية في العراق يفعلون كل ما في وسعهم لتجنب اكتشاف شخصياتهم. وكشفت أن 300 مترجم عراقي قتلوا منذ الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 بيد مسلحين. وتروي الصحيفة قصص الرعب الذي يشعر به المترجمون، وذكرت أن مترجما عسكريا رمزت لاسمه بحرفي إي وجي (36 عاما) قال "إن المترجم هو المطلوب رقم واحد أكثر من الأميركيين ومن أي شخص آخر". وقال إنه تفاجأ عندما تم طرده لأنه كان يلبس قناعا، مضيفا أنهم منحوه ساعة لمغادرة المعسكر الأميركي الواقع في الرستمية شرق بغداد، وأشار إلى أن المترجمين يبذلون جهودا كبيرة لإخفاء نشاطاتهم ونوع العمل الذين يقومون به حتى عن أسرهم. من جهته أوضح مترجم ثان يدعى ماكسيموس (28 عاما) وقد بدا وجهه ملطخا بعدد من الألوان "لا يمكننا العمل لصالح جيش الولاياتالمتحدة إلا إذا كنا نستخدم القناع"، وقال إن المسلحين إذا ما اكتشفوا شخصياتهم فإنهم سيقتلونهم هم وأقرباءهم. لكن الجيش الأميركي -حسب تقرير الصحيفة- الذي قرر منع القناع، بدأ يرى منذ سبتمبر/أيلول الماضي أن القناع لن يخفي الشخصية. ويقول الجيش إن الجماعات المتطرفة الكبيرة قد ضعفت بشكل ملحوظ، وإن الأوضاع الأمنية تحسنت في العراق خلال الأشهر الأخيرة. ويرى مسؤولون أميركيون أن منع القناع ليس واقعيا، فبغداد -على حد وصفهم- ما زالت خطرة جدا. وفي السياق اعتبر المسؤول الأميركي كيرك دبليو جونسون الذي عمل بالعراق في الوكالة الأميركية للتنمية أن منع القناع ليس عمليا. وذكر جونسون للصحيفة أن مئات من المترجمين العراقيين يتصلون به في الأشهر الأخيرة معربين له عن قلقهم إزاء حظر القناع، وقال إن معظمهم فروا.