منحت هيئات حكومية اسبانية جائزة دولية لحقوق الانسان للناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، ما يجعل الأخيرة بمثابة التحدي الجديد الذي سيكون على الحكومة المغربية مواجهته دبلوماسيا وحقوقيا في المستقبل. وستتسلم حيدر اليوم الاثنين في مدينة بالما بجزر الباليار الإسبانية (شرق البلاد) جائزة 'خوبيانوس للمقاومة والحرية'. وسيسلم لها الجائزة كل من رئيس حكومة الحكم الذاتي في إقليم أستورياس (شمال البلاد) فيسنتي ألفاريس وفرانسيس أنتيش عن حكومة جزر الباليار. يذكر أن الحكومتين المحليتين تشتركان في منح هذه الجائزة التي سيجري تسليمها للمرة الأولى، وتبلغ قيمتها المالية 40 ألف يورو (53 ألف دولار). وجاء في البيان الإخباري حول أسباب هذا الاختيار أن التركيز على أميناتو حيدر هو نتيجة 'للشجاعة التي أبانت عنها خلال سنوات في الدفاع عن حقوق الصحراويين'. واعتبر البيان هذه الناشطة 'نموذجا في الدفاع عن الشعوب الخاضعة للاحتلال'. وترأس لجنة التحكيم التي اختارت حيدر صاحب جائزة نوبل للآداب، البرتغالي خوسي ساراماغو، أحد أكبر المدافعين عن جبهة البوليزاريو في المنتديات الدولية. كما يوجد في عضويتها فدريكو مايور ساراغوسا، المدير السابق لليونيسكو علاوة على الكاتب بيدرو دي سيلفا ضمن آخرين. وكانت حيدر قد جرى اعتقالها سنة 1987، وبقيت لمدة أربع سنوات معتقلة بدون محاكمة وأفرج عنها سنة 1991. ثم جرى اعتقالها سنة 2005 والحكم عليها بسبعة أشهر سجنا. ولكنها استقطبت الرأي العام الدولي بعدما منعها المغرب يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من دخول مطار مدينة العيون، أكبر حواضر الصحراء، بسبب عدم اعترافها بالجنسية المغربية. وإثر ذلك أُعيدت حيدر الى جزر الخالدات حيث بدأت إضرابا عن الطعام دام أكثر من شهر، واضطرت حكومة الرباط إلى الترخيص بعودتها، لكن العاهل المغربي محمد السادس قام لاحقا بإعفاء وزير الداخلية، شكيب بنموسى، من مهامه بسبب عدم مرونته في هذا الملف والتسبب للمغرب في حرج كبير أمام الرأي العام الدولي وخاصة الأوروبي. وكان من نتائج إضراب حيدر عن الطعام ان اشترط الاتحاد الأوروبي على المغرب احترام حقوق الصحراويين لقاء منحه صفة الشريك المتقدم. وكان هذا الشرط قد جرى التأكيد عليه في القمة المغربية - الأوروبية التي احتضنتها مدينة غرناطة الأندلسية يوم 7 آذار/مارس الماضي. وبدأت أميناتو حيدر تشكل تحديا حقيقيا للسلطات المغربية، فالرباط أكدت أنها سمحت لها بالعودة للمغرب بعدما اعترفت بالجنسية المغربية، لكن حيدر تؤكد في مختلف المنتديات والمحاضرات أنها لا تعترف بأية سيادة للمغرب في الصحراء المغربية المتنازع عليها. بل وقادت احدى أكبر التظاهرات في اسبانيا يوم 7 آذار/مارس الماضي إبان القمة المغربية-الأوروبية. القدس العربي