دعا المشاركون في مهرجان «اللمة»، بمناسبة دورته الرابعة، إلى تقديم جميع الأنشطة الثقافية المقبلة في المغرب، على شكل أوراش مفتوحة في وجه الشباب، وذلك من أجل التربية على قيم الإبداع والتواصل والحرية وحقوق الإنسان. وأوضح البلاغ الختامي للتظاهرة أن من شأن مثل هذه الأوراش أن تفسح المجال أمام جيل المستقبل، من أجل مواصلة التراكم الثقافي والإبداعي في المغرب، مع جيل جديد يفترض فيه أن يتسلم مهمة الدفاع عن الثقافة المغربية واستمرارها. نظمت جمعية «المهرون للتنمية والتواصل» بمدينة المضيق فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «اللمة»، الذي انعقد مؤخرا بمدينتي المضيق والفنيدق، وبمشاركة خبراء وباحثين ومبدعين مغاربة. التظاهرة جاءت في صيغة أوراش مفتوحة في وجه شباب «المضيق» و»الفنيدق»، مع الانفتاح على باقي شباب الجهة ليصل عدد المستفيدين من أوراش اللمة الرابعة إلى ما يزيد عن مائة مستفيد، شاركوا في أوراش «الشباب والتواصل» و«الشباب وحقوق الإنسان» و«الشباب والإبداع» و«الشباب والكتابة الأدبية» و«الشباب والكتابة الصحافية» أطرها خبراء ومهتمون مغاربة. وقد اهتم المحور الأول، أو الورش الأول، ب»الشباب والتواصل» في إعطاء دينامية للحوار بين مجموعة المستفيدين من هذه الأوراش، استنادا إلى قيم التواصل والحوار في ما بينهم، ما مكنهم من المشاركة في بناء وإنجاح باقي أوراش اللمة الرابعة. وهذا هو الغرض من جعل هذه الدورة عبارة عن «أوراش مفتوحة في وجه الشباب»، يقول عبد الإله البقالي، رئيس الجمعية، معتبرا أن «الرهان على فئة الشباب في هذه التظاهرة يأتي انطلاقا من الوعي بأن هذه الفئة هي القادرة على حمل المشعل، وتمثيلنا مستقبلا في مختلف مجالات الحياة»، ولذلك، يضيف البقالي، فإن «الرهان على الشباب هو رهان على مستقبل بكامله». وعلى أساس أن «ما يمكن أن نقدمه للشباب اليوم هو، على الأقل، ذلك الذي لم نستطع نحن تحقيقه في حياتنا»، وذلك حتى نساهم بطريقة أخرى في إنجاز طموحاتنا من خلال الشباب»، في نوع من «تدارك الأمر». ومن هذا المنطلق دائما، يوضح رئيس جمعية «المهرون» أن تظاهرة «اللمة» التي نظمت بدعم من مؤسسة «أكسور» الدولية» تراهن في الدورات المقبلة على «تفعيل فتح أوراش أخرى في وجه شباب الجهة، مع مواصلة الاشتغال والعمل من داخل أوراش هذه السنة التي اتفقنا على تركها مفتوحة في وجه المستقبل وفي وجه الشباب». من جانبها، أكدت القاصة والكاتبة المغربية لطيفة لبصير، التي أطرت ورشة «الشباب والكتابة الأدبية» على أن الورشة كانت حقلا لاكتشاف قدرات وطاقات ظلت كامنة لدى الشباب، وتبين أن فتح مثل هذه الأوراش كفيل بتفعيل وتحويل تلك القدرات الكامنة إلى تجليات وإبداعات حقيقية». ودعت لطيفة لبصير إلى «ضرورة أن نجعل من مجال الإبداع ورشا مفتوحا في المغرب، وورشا كبيرا من أجل أن نضمن حصتنا من الجمال والخيال في المستقبل». وهو ما ذهب إليه يوسف سعدون، مؤطر ورشة «الشباب والإبداع الفني»، وهو يجرب قدرات الشباب على استعمال أدوات الصناعة التشكيلية بطرق إبداعية جديدة، تنطلق من مبدأ المغامرة والمغايرة والاختلاف، معلنا أن ل«الشباب المغربي علاقة مغايرة مع الأشكال والألوان والظلال، ومن شأن مثل هذه الأوراش أن تقدم لنا منجزا تشكيليا مغربيا آخر في مغرب آخر». وإذا كانت ورشة «حقوق الإنسان» قد أطلعت المشاركين على مجموع قيم ومبادئ حقوق الإنسان الكونية، فإن ورشة «الكتابة الصحافية»، التي ختمت سلسلة هذه الورشات، قد أطلعت المستفيدين على قواعد الكتابة الصحافية المهنية، وعلى القيم والحقوق الإنسانية التي تؤطر «الكتابة الصحافية»، من الحق في التعبير إلى الحق في الوصول إلى المعلومة. وهي الورشة التي توجت بإعداد جريدة في النهاية، حملت اسم «المهرون»، أنجزها المشاركون في الورشة في ظرف ساعتين، ضمت تغطية لمجموع أنشطة هذه التظاهرة، واستجوابا مع لطيفة لبصير «ضيفة العدد»، وربورطاجات وتقارير اختار أغلبها الاشتغال على فضاء قريب من المضيق الفنيدق، وهو فضاء مدينة سبتة ومحنة الشباب والنساء مع نشاط تهريب السلع والبضائع ومواضيع أخرى. البيان الختامي للمهرجان أكد أن «مدينة الفنيدق التي شهدت إعلان الملك محمد السادس عن إطلاق أول مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حرصت اليوم على إطلاق ورش مفتوح للتربية على الإبداع والتفكير الخلاق، والتربية على قيم المواطنة والحرية، من أجل استمرار المغرب أفقا للتفكير والإبداع».