رحل واحدا ممن رسموا بالدمع و حفروا بالأظافر صورة مغرب اليوم ، رحل واحدا من صناع الحلم و ممن شردهم عشق هذا الوطن ، حزن القلب و تحسر الوجدان وتألمت الروح بدون إستئذان على سقوط ورقة أخرى من أوراق شجرة النضال والكرامة ، برحيل عاشق من عشاق الحياة و الوطن ،الذي كان رحيله كأنه تواطؤ مع القدر ، رحيل و كأن القدر لم يشأ للمرحوم حسن الدردابي أن يرى حبيبته يراهن عليها السماسرة و الأقزام في سوق السياسة ، رحل و الوطن الأم في عسر مخاضه ، و ما من أجله تعذب، اعتقل و ناضل على وشك الولادة أذكرك يا حسن كما يذكرك كل شرفاء مدينتك المضيق الذين شاركوك و قاسموك عذابات سجنك وبرودة و وحشة زنزانتك ، رحلت أخي حسن ولم ترحل ، لأنك أوغلت في تراب مدينة المضيق زرعا لمفاهيم الوطنية و الحرية ، علمت البسطاء من أبناء مدينتك معاني الكرامة و الشرف وإنكار الذات ، علمتهم أن لا شيء يهون في حب الإنسان و الوطن ، فليرحمك الله يا حسن يا بن مدينتي البسيطة المناضلة ، كل القلوب الشريفة حزينة بفراقك وكل من عرفك و من لم يعرفك يدعو لك بالرحمة و المغفرة و نعيم الجنان ، و يا ليت كل من قضى بعدك من البشر ترك في القلوب ما تركت أنت من حب واحترام و مبادئ رحمك الله يا حسن الدردابي وتغمدك بواسع رحمته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان ، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى وإنا لله وإنا إليه راجعون.