تم، أول أمس الإثنين، إطلاق مدرسة-ورشة موجهة لتكوين الشباب العاطلين عن العمل في مجال البستنة، حيث سيتم في غضون بضعة أشهر إعادة تهيئة الحدائق الأندلسية لمدينة شفشاون، والتي تشكل مصدر فخر لهاته المدينة الجبلية. وستوفر هاته المدرسة، طيلة عشرة أشهر، دروسا نظرية وتطبيقية لشباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و26 سنة (ذكورا وإناثا)، والذين سيتفيدون من منح لهذا الغرض. وقد تم تجسيد هذه المبادرة على أرض الواقع بفضل تعاون بين البرنامج الدولي "آرت غولد"، وجمعية التنمية المحلية، والصندوق الأندلسي للبلديات والتعاون الدولي، والمجلس الإقليمي لمدينة قرطبة، والمجلس البلدي لمدينة شفشاون. وستشرف على تكوين هؤلاء الشباب أطر مغربية وإسبانية، كما ستتم مواكبتهم تقنيا من طرف المجلس الإقليمي لقرطبة. وأكد رئيس المجلس البلدي السيد محمد السفياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تندرج في إطار الجهود الرامية إلى إدماج الشباب غير الحاصلين على شواهد في سوق الشغل، لا سيما في مجال الحرف. وقد مكنت أول مدرسة-ورشة تم تنظيمها في سنة 2002 من إعادة تجديد بعض المنازل بالمدينة القديمة، تلتها تجارب مماثلة موجهة لمهن النجارة والحدادة. وحسب السيدة السفياني، فإن اختيار موضوع هذه السنة تبرره ضرورة رد الاعتبار للحدائق الأندلسية بالمدينة، والتي حازت في سنة 1957 على الجائزة الوطنية الأولى، وكذا لإبراز مجدها السابق. ويشكل برنامج "آرت غولد المغرب" جزء من مبادرة "آرت" لدعم الشبكات الترابية والموضوعاتية للتنمية البشرية، والتي أطلقت في شهر نونبر من سنة 2004 من طرف برنامج الأممالمتحدة الإنمائي واليونيسكو ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفام) ومكتب الأممالمتحدة لمصالح دعم المشاريع، والتي شهدت مؤخرا انضمام كل من منظمة العمل الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز لتعددية جديدة في إطار يمكن منظومة الأممالمتحدة من مواصلة تعاونها مع الحكومات، مع الحرص على مشاركة فعالة للجماعات المحلية والفاعلين الاجتماعيين بدول الجنوب والشمال.