أثار خبر انتحار شاب مغربي اليوم الثلاثاء في أحد سجون كورسيكا، عشية ترحيله الى المغرب بسبب إقامته غير الشرعية بفرنسا، غضب واستياء الحركات المدافعة عن حقوق الإنسان والجمعيات المناهضة للعنصرية التي عزت هذا التصرف المعبر عن اليأس الى سياسة الهجرة المعمول بها بالبلاد . وكان المسمى قيد حياته محمد عدي (30 سنة) يعيش في هذه الجزيرة الفرنسية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، منذ حوالي عشر سنوات بدون أوراق . وقد تمت إدانته بشهرين حبسا وتم إيداعه بالسجن بعد أن رفض نقله بالقوة على متن الطائرة التي كانت ستعيده إلى المغرب. وقد قام الشاب المغربي بشنق نفسه داخل زنزانته بعد ساعات من إبلاغه اليوم الثلاثاء، بأن طرده من جديد قد حدد يوم 18 نونبر. وأكد المدعي العام للجمهورية بمدينة باستيا جون جاك فاغن، في تصريح للصحافة، أنه "حسب العناصر الأولية للتحقيق، فإن دوافع هذا التصرف اليائس تتعلق بالفعل على ما يبدو بمسألة ترحيله". وقد أدانت رابطة حقوق الإنسان (فرع كورسيكا) "سياسة الهجرة المريضة بالأرقام وبتحقيق النتائج بأي ثمن، وبالقمع اليومي وكره الأجانب"، والتي أدت إلى مثل هذا التصرف اليائس. وقد فرضت الحكومة الفرنسية التي انتهجت سياسة صارمة حيال الهجرة ، حصة سنوية لطرد وإبعاد الأجانب من ترابها. وتم في سنة 2008 طرد ما يقارب 30 ألف أجنبي، وهو رقم أعلى بكثير من النسبة التي حددتها الحكومة والتي تقدر ب26 ألف شخص. وأكدت السيدة كريستين باكو المسؤولة عن رابطة حقوق الإنسان (كورسيكا)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الذي قتل هذا الشاب هي سياسة الهجرة لفرنسا، والقوانين التي ما فتئت تزداد صرامة "، معبرة عن "غضب" و"حزن" الرابطة وباقي الحركات المناهضة للعنصرية. كما عبر تحالف مناهضة العنصرية بكورسيكا "أفا باستا" عن رفضه للسياسة الحالية بشأن الهجرة في فرنسا، والتي خلقت "شعورا بالعار في أوساط المواطنين الذين تشبعوا بالمبادئ التي جاء بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ". ومن المنتظر أن يتم، غدا الأربعاء بباستيا، تنظيم تجمع حاشد ترحما على الشاب المغربي ، وكذا للاحتجاج على السبب الذي أدى إلى مثل هذا التصرف اليائس، وذلك بدعوة من شبكة الدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين في فرنسا.