النقل الحضري واحد من النقط الأساسية في تحقيق التنمية و الإهتمام بالنقل يساوي الإهتمام بالمواطن. فليس من باب المبالغة في شيء الجزم أن النقل و التنقل يعدان مسألة ذات أهمية قصوى داخل النسيج الحضري للمدن. بالنظر إلى دوره الأساسي كقوة إقتصادية فاعلة و منتجة للتنمية, كذلك في تنقلات الشرائح الإجتماعية الضعيفة و المتوسطة اقتصاديا و اجتماعيا و فك العزلة عن المناطق و دمجها بأثمان مشجعة . و أي تدهور نلمسه على مستوى أداء الخدمات العمومية فهو يمس المواطن بالدرجة الأولى, و لا يخفى عليكم أهمية قطاع النقل الحضري في الحياة اليومية للمواطن, و المشاكل التي يتخبط فيها القطاع منذ سنوات, و التي تواجه دائما بحلول ترقيعية لا تعود إلا بنتائج فاشلة. من جملة هذه المشاكل نذكر: عدم صلاحية أسطول الحافلات بسبب الإهتراء و التقادم و كذا سوء الحالة الميكانيكية للحافلات بسبب التقاعس في إصلاحها, و يتجلى ذلك في: كثرة الأعطاب, قوة الإرتجاج الذي تحدثه المحركات, تسربات مياه الأمطار و التيار الهوائي بين ثنايا النوافذ و الأبواب, بالإضافة إلى إنبعاث الأذخنة و الضجيج و ما تسببه من تلوث بيئي. قلة عدد الحافلات الإحتياطية, مما يترتب عنه صعوبة التعويض الآني في حالة وقوع أعطاب والمساهمة في إلحاق الضرر بمصالح المواطن. نقص في المخابئ و محطات الوقوف و ما ينتج عنه من عرقلة لحركة السير بسب التوقف العشوائي للحافلات. التخلي عن بعض الخطوط و ما يترتب عن ذلك من تداعيات مادية و معنوية على المواطن. كما أن المشكل يمتد إلى الحرم الجامعي باعتبارأن الطلبة هم أنفسهم فئة متضررة بشكل كبير من طول ساعات الإنتظار بسبب عدم إحترام الشركة للتوقيت علما أن التأخير غير مبرر في أغلب الأحيان. هنا نكتشف أن الشركة لا تحترم الإتفاقيات المبرمة مع السلطات و لا يهمها سوى الدفاع عن مصالحها على حساب حقوق العمال و المواطنين بالإجهاز على حقهم في نقل جيد. مدينةمرتيل خلال الفترة الأخيرة عرفت مجموعة من التعديلات و الإصلاحات على مختلف الأصعدة بفضل العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أياده, و ذلك إنطلاقا من التقسيم الترابي الجديد من خلال إلحاق جماعة مرتيل الحضرية بعمالة المضيق الفنيدق, وصولا إلى الأوراش الكبرى التي فتحت من خلال شق مجموعة من الطرق بهدف فك العزلة و تخفيف حركة السير و الجولان و المساهمة في تحسين الصورة الجمالية للمدينة. لهذا نرجوا أن يكون بداية عهد جديد لتحسين مستوى خدمات القطاعات العمومية من بينها النقل الحضري بعمالة المضيق الفنيدق الذي يحتاج إلى نقلة نوعية ليواكب النمو الديمغرافي و العمراني للمنطقة, من خلال : وضع برنماج متكامل يتجاوب مع مطالب السكان و حاجياتهم المرتبطة بخدمات النقل الحضري يشمل التجديد الكامل لأسطول النقل يستجيب للموصفات الجمالية من حيث الشكل و يتجاوب مع جميع شرائح المجتمع بما في ذلك ذوي الإحتياجات الخاصة. كما أن الحافلات يجب أن تتوفر على محركات تستجيب للمعايير التقنية التي تخفف من نسبة انبعاث الغازات السامة و الصداع بهدف حماية و إحترام البيئة. خلق خطوط جديدة تستجيب لحاجيات السكان بسبب تزايد مستوى الطلب الناتج عن التوسع العمراني و تزايد السكاني بالمنطقة. إنشاء مخابئ مخصصة لمستعملي الحافلات تتماشى مع مظهر المدينة. بقلم قمر شقور مستشارة بالجماعة الحضرية لمرتيل