في أحد أيام الأسبوع المنصرم وبينما أنا و أحد أبنائي في مدخل الزنقة التي اسكنها إذ برجل في سن السبعينات سوف يشرع بالتبول على الجدار قرب باب بيتي ، و بدون شعور قلت للرجل : أليس هذا عيبا ؟ ألا تعلم أن رائحة البول تتسرب لبيتي ،ابتعد حيث لا توجد أبواب منازل الناس ثم افعل ما تريده ، فما كان منه إلاّ أن اعتذر و حبس بوله و ابتعد بعض الشيء ثم قضى حاجته . ثم دخلنا البيت فإذا بابني قال لي : لما عاتبت الرجل ؟ ألم تراه رجلا مسنا ؟ ، ربما يكون من مرضى السكري الذين لا يستطيعون حبس البول طويلا ، أو المسكين من المسافرين ولم يجد أين يقضي حاجته ؟ وجدت كلام ابني في صميم الصواب ، وندمت على فعلي و تمنيت لو لم أكن تكلمت مع الرجل و تركته يقضي ما كان يريد . في نفس اللحظة تذكرت مقالا قرأته على أحد مواقع الجرائد الإلكترونية المحلية منذ أكثر من عامين ، يقول المقال ما معناه " أن مكتب الجماعة الحضرية لتطوان يدرس مشروعا لإقامة مراحيض متحركة بالمدينة حتى يتمكن المواطن و السائح على وجه الخصوص من إيجاد مكان آمن و مخصص لقضاء الحاجة " ها قد مرت مدة لا بأس بها ولم يجد هذا المشروع خروجه إلى الواقع ، فهل تخلت عنه الجماعة ، أم ما زال في مكتب الدراسات منذ 2014 م أو ربما قبل ؟ لهذا الغرض أبين بعض الأماكن التي يمكن أن يقام بها مراحيض متحركة أو ثابتة بالمدينة لتفادي ما يجري بها من التبول على الجدران و في زوايا الدروب من طرف الذكور ، أما الإناث لا يمكن لهن التبول في الشوارع كالذكور فأين إذن سيقضين حاجتهن عند الضرورة ؟ الأماكن التي يمكن أن يكون بها مراحيض ثابتة أو حتى متحركة هي : المتسع بباب العقلة قرب قصر الزهور، المتسع فوق الشلال ، المتسع بخندق المرس ،المتسع قرب ساحة العدالة ، المتسع قرب الفدان الجديد بشارع الجزائر ، المتسع بساحة الجلاء، المتسع أمام الباب الخلفي للسوق المركزي " البلاصا " ، في المتسعات بشارع الجيش الملكي ، بمتسعات الولاية ، وغيرها من الأماكن التي يراها مكتب الجماعة صالحة لهذا الأمر المهم و الضروري، فهو أدرى و أعلم بمصلحة المدينة و سكانها و زوارها و بيئتها . و أختم كلامي بهذا السؤال وأتمنى أن أجد جوابا عليه في الأيام المقبلة ، ألا ترون يا سيادة رئيس الجماعة و أعضاء المكتب المسير لشؤون المدينة كما جميع الأعضاء المنتخبين بمجلس تطوان أن من أولويات الإصلاح هو إيجاد ما يحتاجه سكان و زوار المدينة ثم المحافظة على بيئتها و رونقها ؟ أتمنى أن يستوعب أعضاء مجلس الجماعة هذا الأمر فهو ضرورة ملحة ، فالنساء والشيوخ و الأطفال و المرضى و كذا السياح، بل كل المتواجدين بالمدينة في أمس الحاجة لأماكن الراحة.