صاحب المقال مع السياح والابتسامة تعلوا وجوههم لا حديث في تطوان إلا عن صاحب البازار (الدهقان الأعظم) الذي يحتكر السياحة في تطوان وجميع القوافل السياحية الآتية من طنجة والمركب السياحي الفرنسي المتواجد في تطوان وقبل انتهاء الموسم السياحي الفرنسي لهذه السنة بشهر ونصف تقريبا تسبب هذا الدهقان في مشكلة تتعلق في (قضية رشوة) وإذا كنا نعلم ويعلم الجميع بأن (المشرع) يعاقب في قضية الرشوة الذي يأخذها والذي يعطيها، فإن ما وقع في تطوان الصيف الماضي أمر يحير العقل ولا يقبله القانون، ذلك أن هذا الدهقان الذي طغى وتجبر وهدد كل من يقف في طريقه ادعى أنه منح خمسة ملايين فرنك للمسؤول عن الرحلات في المؤسسة السياحية مقابل أن يرسل له إلى بازاره القوافل السياحية والحصيلة أن عدد هذه القوافل كان شحيحا فاشتكى صاحب البازار أمره إلى مدير المؤسسة الذي بدوره رفع هذه الشكاية إلى الإدارة الكبرى فعاقبت هذه الإدارة المسؤول عن الرحلات بأن طردته من عمله واعتبرت ما فعله مسؤول الرحلات خيانة للأمانة فلا يجوز له أن يأخذ الرشوة فلو وضع ذلك المبلغ من المال في صندوق المؤسسة لكان في حل من هذه المشكلة ولكنه وضعها في جيبه فتبثث عليه التهمة. وهنا نطرح سؤالا، هل يعد المبلغ الذي أخذه مسؤول الرحلات في المركب السياحي وهو (خمسة ملايين فرنك) رشوة؟ أم اكرامية؟ أم معاملة تجارية؟ هذا لا يعد اكرامية ولا معاملة تجارية، هذا يعد خيانة للأمانة ورشوة لهذا السبب طرد من عمله فالمؤسسة السياحية التي أمضى فيها 25 سنة من العمل كلها ضاعت وما كان لها أن تضيع لو فكر في مصلحة المؤسسة ووضع ذلك المبلغ في (صندوق) المؤسسة. وإذا كان صاحب البازار يرى بأن عدد القوافل التي زارت بازاره كان عددا شحيحا إذا ما قورن بالسنوات الماضية فهذا يرجع إلى أن بعض السياح سبق لهم أن زاروا مدينة تطوان ويفضلون زيارة المدن الأخرى كطنجة وشفشاون ولنرجع إلى قضية الرشوة التي سألت فيها أكثر من عشر محامين فقالوا بالإجماع إن قضية الرشوة يعاقب فيها الذي يأخذها والذي يعطيها ولكن ما حصل هو أن الذي أعطاها لم يحصل على أية عقوبة وأن الذي أخذها طرد من عمله وضاعت منه 25 سنة من العمل التي قضاها مع هذه المؤسسة الفرنسية السياحية، وكلمة (دهقان) كلمة فارسية تعني الإقطاعي المحتكر وإذا كان المغرب يصدر (الفوسفاط) إلى روسيا فإن هذا الدهقان يصدر (الفوڭيد) إلى الدارالبيضاء التي يملك فيها متجران واحد (للتوابل) والآخر (للزرابي) وتزوره القوافل التي تأتي بها البواخر العابرة وفي طنجة زارته في هذا الأسبوع باخرة تحمل 4000 (أربعة آلاف) سائح سبعة قوافل منها جاءته إلى تطوان التي يملك فيها متجران أيضا للتوابل وللزرابي وإذا كان البعض يلقبه (بالدهقان الأعظم) فالبعض الآخر يلقبه يلقبه بإمام الرشوة فهو يستعمل المال لحرق أعدائه ويشغل الفوكيد ويحلل ما هو حرام في مهنة الإرشاد السياحي وقد بلغت منه الوقاحة بأن هددني وقال لي : لن تشتغل مع المؤسسة السياحية في الموسم المقبل لأنه اكتسب صداقته مع بعض المسؤولين في هذه المؤسسة التي أشتغل فيها أنا أكثر من 35 سنة، وإلى هذا الدهقان أهدي هذه الأبيات : وللعرينة ريح ليس يقربها ***** بنو الثعالب غاب الأسد أم حضروا وللزرازير جبن وهي طائرة ***** وللبزاة شموخ وهي تحتضر (وأقول له أعلى ما في خيلك اركبه) محمد العربي الفتوح ماذا جرى للسياحة في تطوان ؟ ما سر هذه الفوضى ؟ ولماذا ابتعد أهل تطوان من تجارة البازارات ؟ ان أصحاب هذه البازارات يستعجلون الزمن للحصول على الثراء ولو على شرفهم، دلوني على صاحب بازار بتطوان واحد مستقيم، لا تقل لي بازار الحوزي، فهذا الرجل لا يأكل من السياحة سوى الفتات والباقي يبتلعه دهاقنة السياحة الذين جاؤوا من مدن أخرى ليستوطنوا في تطوان لا ليحدثوا فيها رواجا بل ليعيثوا فيها خرابا وفسادا ويبيعوا فيها الزربية بثمن (المرسيدس) وزيت أركان المغشوش الذي ما هو في الواقع إلا (زيت كريسطال) إذن لا بد من مراقبة صارمة لهذه السلع التي تباع للسياح كما أنه ينبغي أن يخصص وقت كاف لزيارة المعالم التراثية والمتاحف التاريخية فالسائح يأتي مدفوعا بحب الاستطلاع يريد معرفة تراثنا وحضارتنا، ولكن الدهقان الأعظم يفرض على المرشد السياحي أن يقضي السائح الوقت الطويل في بازاره ..وبعد هذه الإطلالة المؤسفة التي تسيء إلى مدينة تطوان نتساءل، ترى ما شأن هذه المدينة المعروضة في متحف البؤس والشقاء؟ أما الجماعة الحضرية فلا تملك هي الأخرى ثقافة سياحية، إنها تستعجل الزمن للحصول على الثراء فلا تهمها مصالح المدينة. انقذوا السياحة في تطوان من جبروت دهاقنة البازارات. وإلى اللقاء يا معشر الأصدقاء. محمد العربي الفتوح