لماذا تعيش المستشفيات في المغرب على ايقاع التوثر والاحتجاجات ؟ ولماذا يخرج الطلبة الاطباء الى الشارع منددين بقرارات وزير الصحة معتبرين ان ايجاد حل ازمة الصحة بالمغرب لن تكون على حسابهم فرغم الخصاص المهول قي الاطباء والممرضين يقابل هذا بطالة واسعة لهذه الاطر . ان قطاع الصحة عاش كثيرا من التحولات فمن يتحمل مسؤولية تردي الخدمات الصحية بالمغرب . لا احد ينكر ان اشياء كثيرة تغيرت لكن عدة امور اخرى ظلت على حالها بل ازدادت اكثر من السابق فأمام ازدياد كثا الكثافة السكانيةلم يواكبها ازدياد او تحسن في الخدمات الطبية في كثير من المستشفيات مما جعل المغرب يحتل رتبا متدنية مع الدول التى تقدم خدمات صحية لمواطنيها . ان الوضع الحالي والواقع الصحي الاسود يحتاج الى وقفة لما يقع اليوم , فبعد الوعود المتكررة لتمكين المغاربة من العلاج والتطبيب المجاني لا زال الواقع يحمل واقعا اخر يتمثل في اضطرار الكثيرين الى الانتظار امام ابواب المستشفيات العمومية لانهم لا يتوفرون على ثمن العلاج وان معدات الكشف نعطلة وما الارقام الذى قدمها مؤخرا السيد الوردي وزير الصحة وامام البرلمان واعطي صورة قاتمة عن اوضاع قطاع الصحة بالمغرب حيث كشف عن وجود مركز صحي لكل 42 الف مواطن وأقل من سرير واحد لألف مغربي وطبيب لكل 1630 نسمة فضلا عن ارقام اخرى صادمة تتعلق بمجال السياسة الصحية في البلاد , كل هذا يجعل قطاع عريض من المغاربة يفقدون ثقتهم في هذا القطاع الحيوي حيث تبقى هزالة الميزانية المالية المرصدة ضعيفة اذ ان هذا القطاع يستفيد من 5 بالمائة تقريبا من ميزانية الدولة يالاضافة الى الخصاص المهول في الموارد البشرية العاملة في القطاع وسوء التوزيع الجغرافي للخدمات الطبية في مجالين الحضري والقروي اذ يوجد 52 بالمائة من العيادات في المدن الكبرى كما ان 45 بالمائةمن الاطر الطبية تتمركز في جهتي الرباطالدارالبيضاء فقط وكان الصحة تقتصر فقط على الرباط التى تتوفر على 3000 سرير ويوجد بها مستشفى ابن سيناء ومستشفى الشيخ زايد والمستشفى العسكري . والتخوف الان ان ترمى هذه الحكومة بصحة المغاربة نحو كماشة الخوصصة لانها تعتبر هذا القطاع غير منتج ويشكل عبئا على ميزانية الدولة رغم ان العناية بصحة المواطن هو حق له لننا سوف ننتج مواطنا عليلا غير قادر على النهوض باعباء التنمية فاذا كان المغرب يصرف في المجال الصحي 230 دولار للفرد فان الجزائر تصرف 400 دولار للفرد و تونس 500دولار للفرد ان الوضع الذى الصعب الذي تعيشه جل المستشفيات ببلادنا والضغط الكبير الذى تعرفه والذى قد يؤدي لافلاس هذا القطاع يفرض على المسؤولين ان ينظروا بجدية للحلول رغم ان البعض منها في متناولهم كان في البداية ينشؤون مستشفيات ميدانية بتعاون مع الجهاز العسكري وما يظم من كفاءات مشهود لها وكذلك الشبه العسكرية ودعم وتحفيز العاملين بالقطاع الصحي على العمل في المناطق النائية نتمنى ان لا يكون قطاع الصحة ناقوس خطر اجتماعي يحدق ببلادنا .