« في بيتنا نحتاج لثلاثة أجهزة تلفاز، والشهادة لمواطن مغربي استقتها جريدة « الباييس » الإسبانية في تقرير لها، ويضيف المغربي للجريدة، الجدوى من ثلاث أجهزة تلفزية، وحدة للوالدة لتشاهد المسلسلات المكسيكية والتركية، وواحدة للأب لمشاهدة الأخبار وواحدة للأبناء لمشاهدة القنوات الاجنبية! إن مسلسل « سيلفي » الذي تبثه قناة « إم.بي.سي »السعودية والمسلسلات المكسيكية، أكثر ما يشاهده المغاربة، يؤكد مقال « الباييس »، ثم يضيف، ففي شهر رمضان الاخير وهو الشهر الذي يشاهد فيه المسلمون القنوات التلفزية بشكل أكبر، قياسا مع باقي شهور السنة، وإذا كان المنطق يقول أن يشاهد المغاربة القنوات المغرببة، لكن يبدو ان القناتين الاولى والثانية المغربيتان بطابعهما جد رسمي، ينفران المغاربة ويحولون انظارهم نحو القنوات الاجنببة! ولعل أكبر نكتة تداولها المغاربة في الشهور الاخيرة، تعلق جريدة « الباييس »، أن سعر » الحامض » ارتفع ثمنه بشكل مهول، لأن القنوات المغربية احتكرت واستولت على كل » الحموضة » الممكنة ! ويضيف مقال « الباييس » أن الطبقات الميسورة والمتوسطة لا تشاهد القنوات المغربية، بل منهم من يعتقد ان رداءة البرامج، مقصود بغاية عدم تثقيف المشاهد المغربي البسيط، وعدم دعوته للتفكير وطرح الاسئلة. ويعتبر المغاربة القناة الاولى غارقة في الطابع الرسمي، أما القناة الثانية التي تعتمد على البرامج الترفيهية والكوميدية أساسا، فقد لقيت احتجاجا غير مسبوق خاصة من طرف وزير الاتصال وحزب العدالة الاسلامي، اثر بث سهرة للفنانة العالمية جنيفر لوبيز، بل وصل الاحتجاج اعلى مستوى، حينما اعتبر رئيس الحكومة المغربية، أن الأمر غير مقبول، وراسل » الهاكا » مطالبا بمعاقبة المسؤولين عن بث السهرة. وعلى بعد اسابيع من الانتخابات القنوات المغربية، تبدو وكأنها غير مهتمة بالموضوع، ولا حديث عن المرشحين والبرامج، فقط المسلسلات التركية والمكسيكية هي المستحوذة على البرمجة، ويتم ترجمتها الى الدارجة المغربية، لأنه بكل بساطة، يضيف مقال « البايس »، الغالبية العظمى للمغاربة لا يتحدثون ولا يفهمون اللغة العربية الفصحى. وقد اعتاد المغاربة المثقفون على مشاهدة القنوات الفرنسية والقنوات الاخبارية العربية، لكن جدير بالذكر ان قناة الجزيرة، التي اتضحت خدمتها للاجندة الرسمية لقطر، لم تعد تستقطب المغاربة.