ميناء طنجة المتوسط يكسر حاجز 10 ملايين حاوية في سنة واحدة    عامل إقليم الجديدة يستقبل رئيس وأعضاء المجلس الإقليمي للسياحة    ورزازات.. توقيف شخصين متهمين بالنصب والاحتيال على الراغبين في الهجرة    ريال مدريد يُسطر انتصارا كاسحا بخماسية في شباك سالزبورج    شباب الريف الحسيمي يتعاقد رسميا مع المدرب محمد لشهابي    حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    في الحاجة إلى ثورة ثقافية تقوم على حب الوطن وخدمته    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    رفض تأجيل مناقشة "قانون الإضراب"    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    جهود استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد بإقليم العرائش    "جبهة" تنقل شكر المقاومة الفلسطينية للمغاربة وتدعو لمواصلة الإسناد ومناهضة التطبيع    وزارة الداخلية تكشف عن إحباط أزيد من 78 ألف محاولة للهجرة غير السرية خلال سنة 2024    نحن وترامب: (2) تبادل التاريخ ووثائق اعتماد …المستقبل    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    رغم محاولات الإنقاذ المستمرة.. مصير 3 بحّارة مفقودين قرب الداخلة يظل مجهولًا    رسميا.. مسرح محمد الخامس يحتضن قرعة الكان 2025    توقيع اتفاقية مغربية-يابانية لتطوير قرية الصيادين بالصويرية القديمة    دولة بنما تقدم شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات ترامب لها    القضاء يبرء طلبة كلية الطب من التهم المنسوبة اليهم    منتخب "U17" يواجه غينيا بيساو وديا    القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف بحق بشار الأسد    هلال يدين تواطؤ الانفصال والإرهاب    الشيخات داخل قبة البرلمان    غموض يكتنف عيد الأضحى وسط تحركات لاستيراد المواشي    اعتقال المؤثرين .. الأزمة بين فرنسا والجزائر تتأجج من جديد    المحكمة الدستورية تجرد بودريقة من مقعده البرلماني    بنعلي: المغرب يرفع نسبة الطاقات المتجددة إلى 45.3% من إجمالي إنتاج الكهرباء    طلبة المعهد الوطني للإحصاء يفضحون ضعف إجراءات السلامة بالإقامة الداخلية    الغموض يلف العثور على جثة رضيعة بتاهلة    وهبي يعرض مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد    أيوب الحومي يعود بقوة ويغني للصحراء في مهرجان الطفل    120 وفاة و25 ألف إصابة.. مسؤول: الحصبة في المغرب أصبحت وباء    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    حضور جماهيري مميز وتكريم عدد من الرياضيين ببطولة الناظور للملاكمة    محكمة الحسيمة تدين متهماً بالتشهير بالسجن والغرامة    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    عادل هالا    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أقوال أهل السنة في جواز عمل المولد النبوي الشريف
نشر في تطوان بلوس يوم 29 - 10 - 2020

سم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
بعدَ أن كثرت الفتاوى بتحريم فعل المولد و الاحتفال بذكرى النبي المصطفى عليه الصلاة و السلام و قولهم أنه بدعة منكرة محرمة، مع أن هذا الحكم الذي يفتون به و الله المستعان ما سبقهم اليه احد من أئمة العلم من الحفاظ والمحدثين والفقهاء ممن تقدّم، كما سيأتي إن شاء الله. وما يُقام ولله الحمد من الاحتفال بذكرى مولد خير البرية في شتى بقاع الارض خير دليل على أن المسلمين لا يلتفتون الى مثل هذه الفتاوى بل ينبذونها و يمقتونها
فعمل المولد هو من الفرح بيوم ولادة سيد المرسلين الذي جاء بالتوحيد و نبذ الشرك و عبادة غير الواحد الاحد فهو الماحي كما ورد في الاثر، و حقيقة المولد المُتكلّم عنه ليس إلا:
1. الاجتماع على ذكر لله،
2. مدح وثناءٍ وصلاةٍ وسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
3. قراءةٌ لقصة مولده الشريف
4. إطعام الطعام
5. إظهار البهجة و السرور.
وكل من هذه المذكورات يندرج تحت أصول عامة في الشريعة:
من طلب الإكثار من ذكر الله، والحث على الصلاة والتسليم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والحض على العلم الذي يندرج تحته قراءة قصة مولده الشريف،
وأما مدحه والثناء عليه فمما أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم من المادحين له من الشعراء وغيرهم في عهده صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على أحد..
فنسرد بعون الله ما قاله العلماء المعتبَرين في تعريف البدعة أولا و من قال منهم أن منها الحسن و المذموم، ثم أمثلة لبعض ما أحدث من امور حسنة، وبعده ذكر من استحسن فعل المولد الشريف…
تعريف البدعة لغة
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم و الحكم ما نصه:
والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة
قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح البخاري ما نصه:
المحدثات بفتح الدال جمع محدثة والمراد بها ما أحدث، وليس له أصل في الشرع ويسمى في عرف الشرع بدعة وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما
قال الراغب الاصبهاني في مفردات القرءان ما نصه:
الإبداع : إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، وإذا استعمل في حق الله تعالى فهو: إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان وليس ذلك إلا لله. اه أي هي ابتداع شيء على غير سابق مثال
قال الإمام أبو شامة عبدالرحمن بن إسماعيل المقدسي وهو من شيوخ الامام النووي في كتابه الباعث على إنكار البدع ما نصه:
أصل هذه الكلمة من الاختراع وهو الشيء يَحدث من غير أصل سبق،ولا مثال احتذى، ولا أُلّف مثله
قال ابن العربي المالكي:
ليست البدعة و المُحدث مذمومين للفظ بدعة و مُحدث و لا معنييهما، وإنّما يُذم من المُحدثاث ما دعا الى الضلالة
أقسام البدعة شرعا
روى الامام البيهقي بإسناده في: مناقب الشافعي ج1 ص469، عن الامام الشافعي رضي الله عنه قال:
المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء، وهذه محدثة غير مذمومة
وقال أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني في: فتح الباري ج13ص253 ما نصه:
قال الشافعي: البدعة بدعتان محمودة ومذمومة , فما وافق السنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم، أخرجه أبو نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عن الشافعي، وجاء عن الشافعي أيضا ما أخرجه البيهقي في مناقبه قال: المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة. انتهى
وقال ابن حجر ايضا في الفتح: والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق , وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة , والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة وإن كان مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة
قال الامام النووي في: تهذيب الاسماء و اللغات ج3 ص22:
بدع: البِدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي منقسمة إلى: حسنة وقبيحة
وقال الامام النووي أيضا:
قال الشيخ الإمام المُجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في آخر كتاب: القواعد: البدعة منقسمة إلى: واجبة، ومحرمة، ومندوبة، ومكروهة، ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فمحرمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة. اه كلام النووي
قال الإمام أبو شامة عبدالرحمن بن إسماعيل المقدسي في الباعث على إنكار البدع:
ثم الحوادث منقسمة الى بدع مستحسنة والى بدع مستقبحة قال حرملة ابن يحيى سمعت الشافعي رحمه الله تعالى يقول البدعة بدعتان بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم
قال الكرماني في شرحه على صحيح البخاري:
البدعة كل شيء عُمل على غير مثال سابق، وهي خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. وحديث:كل بدعة ضلالة، من العام المخصوص
قال الإمام الغزالي في كلامه عن تنقيط القرآن وتجزيئه :
ولا يمنع من ذلك كونه مُحدثاً، فكم من محدَث حسن. كما قيل في إقامة الجماعات في التراويح: إنها من محدثات عمر رضي الله عنه، وإنها بدعة حسنة. إنما البدعة المذمومة ما يصادم السنة القديمة أو يكاد يفضي إلى تغييرها
قال الحافظ ابن العربي المالكي في: شرحه على سنن الترمذي:
اعلموا علمكم الله أن المحدثات على قسمين: مُحدث ليس له أصل إلا الشهوة والعمل بمقتضى الإرادة، فهذا باطل قطعاً. ومُحدث بحمل النظير على النظير، فهذه سنة الخلفاء، والأئمة الفضلاء. وليس المحدث والبدعة مذموماً للفظ محدث وبدعة ولا لمعناها، فقد قال تعالى: ما يأتيهم من ذِكر مِن ربهم مُحدَثٍ، وقال عمر:نعمت البدعة هذه، وإنما يُذم من البدعة ما خالف السنة، ويذم من المحدثات ما دعا إلى ضلالة
قال العلامة ابن الأثير الجزري في كتابه: النهاية في غريب الحديث:
البدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلالة، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب الله إليه وحض الله عليه أو رسوله فهو في حيز المدح. وما لم يكن له مثال موجود كنوع من السخاء والجود وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثواباً فقال: من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها، وقال ضده: من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إلى أن قال ابن الاثير: وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر:وكل محدثة بدعة، يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة
قال الإمام الزرقاني في شرحه على موطأ الإمام مالك عند قول عمر:نعمت البدعة هذه،
وصفها ب: نعمت، لأن أصل ما فعله سنة، وإنما البدعة الممنوعة خلاف السنة
وقال ابن عمر في صلاة الضحى: نعمت البدعة
وقال تعالى: ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله
وأما ابتداع الأشياء في عمل الدنيا فمباح
قال السبكي:
البدعة في الشرع إنما يراد بها الأمر الحادث الذي لا أصل له في الشرع، وقد يطلق مقيداً، فيقال: بدعة هدى، وبدعة ضلالة. انتهى
قال ابن عابدين الفقيه الحنفي في رد المحتار على الدّر المختار ج1 ص376 ما نصه:
فقد تكون البدعة:
واجبة كنصب الادلة للرد على اهل الفرق الضالة و تعلم النحو المُفهم للكتاب والسنة،
ومندوبة كإحداث نحو رباط و مدرسة و كل إحسان لم يكن في الصدر الاول
ومكروهة كزخرفة المساجد
ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب
شرح بعض الاحاديث
روى الامام مسلم في الصحيح كتاب الجمعة حديثا للنبي صلى الله عليه و سلم قال فيه:
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
قال الامام النووي في شرحه للحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم : وكل بدعة ضلالة هذا عام مخصوص، والمراد غالب البدع
قال أهل اللغة: هي كل شيء عُمل على غير مثال سابق.
قال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة، ومندوبة، ومحرمة، ومكروهة، ومباحة. فمن الواجبة: نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك. ومن المندوبة: تصنيف كتب العلم وبناء المدارس والربط وغير ذلك. ومن المباح: التبسط في ألوان الأطعمة وغير ذلك. والحرام والمكروه ظاهران. وقد أوضحت المسألة بأدلتها المبسوطة في تهذيب الأسماء واللغات.
فإذا عُرف ما ذكرته عُلم أن الحديث من العام المخصوص، وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التراويح: نعمت البدعة.
ولا يمنع من كون الحديث عاما مخصوصا قوله: كل بدعة، مؤكدا: بكل، بل يدخله التخصيص مع ذلك، كقوله تعالى: تدمر كل شيء. اه
وروى مسلم أيضا في الصحيح، كتاب الزكاة حديثا طويلا عن رسول الله وفيه
من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
قال النووي في شرحه للحديث ما نصه:
وفي هذا الحديث تخصيص قوله صلى الله عليه وسلم : كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
وأن المراد به: المحدثات الباطلة والبدع المذمومة، وقد سبق بيان هذا في كتاب صلاة الجمعة، وذكرنا هناك أن البدع خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة
بعض ما أ ُحدث من الامور في زمن النبي وبعد وفاته صلى الله عليه و سلم
زيادة الامام عثمان بن عفان رضي الله عنه أذانا ثانيا يوم الجماعة
أخرج البخاري وابن ماجه والترمذي عن السائب بن يزيد قال: كان النداء يوم الجمعة أولُه إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمررضي الله عنهما، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزّوراء. (والزوراء مكان بالمدينة) قال الإمام النووي: إنما جُعل ثالثاً لأن الإقامة أيضاً تسمى أذاناً. انتهى
زيادة الصحابي قول ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه بعد قول سمع الله لمن حمده
روى البخاري في الصحيح، كتاب الاذان من رواية رفاعة بن رافع الزُّرَقي قال:كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول
قال ابن حجر في شرحه للحديث: واستُدِل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور
سن الصحابي خبيب ركتين عند القتل
روى البخاري في الصحيح، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع و رعل و ذكوان، من رواية أبي هريرة رضي الله عنه حديثا طويلا و فيه: فخرجوا به (أي خبيب رضي الله عنه) من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين ثم انصرف إليهم فقال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنّ الركعتين عند القتل هو (أي خبيب) ثم قال: اللهم أحصهم عددا
سبب زيادة عبارة: الصلاة خير من النوم في آذان الصبح
روى ابن ماجة في سننه بإسنادٍ رجاله ثقات عن سعيد بن المسيب أن بلالاً أتى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم. فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك.ورواه الطبراني في الأوسط عن عائشة، والبيهقي عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن مرسلاً، بإسناد حسن. ولا شك أن الذي أقر بلالاً هو النبي صلى الله عليه وءاله وسلم. بل روى الطبراني في الكبير عن حفص بن عمر عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم يؤذنه بالصبح، فوجده راقدًا فقال: الصلاة خير من النوم، مرتين فقال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ما أحسن هذا اجعله في أذانك
سنّ معاذ بن جبل قضاء ما فات المأموم بعد فراغ الامام من الصلاة
قال الطبراني ثنا أبو زرعة المشقي ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا فليح بن سليمان عن زيد بن أبي سليمان عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة الجملي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: كنا نأتي الصلاة، إذا جاء رجل وقد سبق بشيء من الصلاة أشار إليه الذي يليه: قد سبقت بكذا وكذا فيقضي قال: فكنا بين راكع وساجد وقائم وقاعد فجئت وقد سبقت ببعض الصلاة، وأشير اليّ بالذي سبقت به، فكنت لا أجده على حال إلا كنت عليها فكنت بحالهم التي وجدتهم عليها، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم قمت فصليت، واستقبل رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم الناس وقال: من القائل كذا وكذا؟ قالوا معاذ بن جبل، فقال: قد سنّ لكم معاذ فاقتدوا به إذا جاء أحدكم وقد سبق بشيء من الصلاة فليصلّ مع الإمام بصلاته، فإذا فرغ الإمام فليقض ما سبقه به. إسناد صحيح، وهو يدل على جواز إحداث أمر في العبادة صلاة أو غيرها إذا كان موافقًا لأدلة الشرع، وأنّ النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يعنّف معاذا ولا قال له: لم أقدمت على أمر في الصلاة قبل أن تسألني عنه. بل أقره وقال: "سنّ لكم معاذ فاصنعوا كما صنع" لأن ما صنعه يوافق قاعدة الإتمام، واتباع المأموم لإمامه، بحيث لا يقضي ما فاته حتى يتم الإمام صلاته
تنقيط يحيى بن يعمر المصاحف
روى ابن ابي داود السجستاني في كتاب المصاحف ص158 عن هارون بن موسى قال: أول من نقّط المصاحف يحيى بن يعمر
آية فيها مدح الرهبانية التي ابتدعها أتباع النبي عيسى عليه السلام من المسلمين
روى الطبراني في الأوسط عن أبي امامة رضي الله عنه قال: إنّ الله فرض عليكم صوم رمضان، ولم يفرض عليكم قيامه، وإنما قيامه شيء أحدثتموه، فدوموا عليه، فإن أناسًا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعا فعابهم الله بتركها فقال:ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حقّ رعايتها.. سورة الحديد
تعدد صلاة الجمعة في المدينة الواحدة
ذكر الحافظ الخطيب في تاريخ بغداد: أن أول جمعة أحدثت في الإسلام في بلد، مع قيام الجمعة القديمة، في أيام المعتضد في دار الخلافة. يعني بغداد، من غير بناء مسجد لإقامة الجمعة، وسبب ذلك، خشية الخلفاء على أنفسهم. وذلك في سنة ثمانين ومائتين، ثم بني في أيام المكتفي، مسجد فجمعوا فيه
قراءة القرءان جماعة في المسجد
قال الحافظ حرب الكرماني تلميذ الإمام أحمد: رأيت أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرءان بعد صلاة الصبح ولكن أهل الشام يقرأون القرءان كلهم جماعة من سورة واحدة بأصوات عالية، وأهل البصرة وأهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر ءايات، والناس ينصتون، ثم يقرأ ءاخر عشر ءايات حتى فرغوا،قال حرب: وكل ذلك حسن جميل
أما ما قيل في عمل المولد الشريف
ففي الباعث على إنكار البدع للعلامة ابي شامة المقدسي أحد شيوخ النووي ج1 صفحة 23
ومن أحسن ما ابتُدع في زماننا من هذا القبيل ما كان يُفعل بمدينة اربل جبرها الله تعالى كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف واظهار الزينة والسرور فان ذلك مع ما فيه من الاحسان الى الفقراء مُشعر بمحبة النبي صلى الله عليه و سلم وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله وشكرا لله تعالى على ما منّ به من ايجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه و سلم وعلى جميع المرسلين وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين
كتاب البداية والنهاية لابن كثير الجزء 13 صفحة 136
ترجمة الملك المظفر أبو سعيد كُوكَبري
ابن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الاجواد والسادات الكبراء والملوك الامجاد له آثار حسنة وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون وكان قدهم بسياقه الماء إليه من ماء بذيرة فمنعه المعظم من ذلك واعتل بأنه قد يمر على مقابر المسلمين بالسفوح وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الاول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دُحية له مجلدا في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير فأجازه على ذلك بألف دينار وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة قال السبط حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف راس مشوى وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى
كتاب البداية والنهاية الجزء 13 صفحة 144
في ترجمة الحافظ شيخ الديار المصرية في الحديث ابن دحية الكلبي
قال ابن خلكان: وكان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء متقنا لعلم الحديث وما يتعلق به عارفا بالنحو واللغة وأيام العرب واشعارها، اشتغل ببلاد المغرب ثم رحل إلى الشام ثم إلى العراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مُظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب: التنوير في مولد السراج المنير، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار،قال وقد سمعناه على الملك المعظم في ستة مجالس في سنة ست وعشرين وستمائة قلت وقد وقفت على هذا الكتاب وكتبت منه أشياء حسنة مفيدة …الخ
قال الحافظ السيوطي في: حسن المقصد في عمل المولد:
فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟
والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو: اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف
وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون
وقال الحافظ السيوطي ايضا: وقد استخرج له إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا
وأجاب الحافظ السخاوي في فتاويه في الاجوبة المرضية ج3 ص 1116 عن عمل المولد فقال
لم ينقل عن احد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار و المدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه و سلم و شرف و كرم يعملون الولائم البديعة المشتملة على الامور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، و يزيدون في المبرات بل يعتنون بقراءة مولده الكريم، وتظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم بحيث كان مما جُرب قاله الامام شمس الدين ابن الجزري
وقال الحافظ:وكان للملك المظفر صاحب إربل كذلك فيها اتم عناية و اهتماما بشأنه جاوز الغاية، اثنى عليه به العلامة أبو شامة أحد شيوخ النووي الفائق في الاستقامة في كتاب الباعث على إنكار البدع و الحوادث وقال: مثل هذا الحسن يتقرّب إليه و يُشكر فاعله و يُثنى عليه
ثم قال الحافظ: قلت: بل خرّج شيخنا شيخ مشايخ الاسلام خاتمة الائمة الاعلام فِعله على أصل ثابت و هو ما ثبت في الصحيحين من انه صلى الله عليه و سلم دخل المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم اغرق الله سبحانه و تعالى فيه فرعون و نجّى موسى عليه السلام، فنحن نصومه شكرا لله عز وجل، فقال صلى الله عليه و سلم: فأنا أحق بموسى عليه السلام منكم، فصامه و امر بصيامه، وقال: إن عشت إلى قابل…. الحديث. قال شيخنا: فيُستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما مَنّ به في يوم معيّن من إسداء نعمة أو دفع نقمة، و يُعاذ ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة. والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادة: كالسجود و الصيام و التلاوة، وأيّ نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك اليوم. وعلى هذا ينبغي ان يُقتصر فيه على ما يُفهم الشكر لله تعالى من نحو ما ذُكر. أمّا ما يتبعه من السماع و اللهو وغيرهما فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يُعين السرور بذلك اليوم فلا بأس بإلحاقه و مهما كان حراما او مكروها فيُمنع و كذا ما كان خلاف الاولى. اه
وقال أيضا: ولمّا كان الزاهد القدوة المعمر أبو اسحاق إبراهيم بن عبدالرحمن ابن إبراهيم بن جماعة بالمدينة المنورة، كان يعمل طعاما في المولد النبويّ ويُطعم الناس و يقول: لو تمكنت عملت بطول الشهر كل يوم مولدا. اه
الخلاصة
فعمل المولد من البدع الحسنة، وما يقام فيه ليس مخالفا لكتاب الله ولا سنة رسوله بلا شك ولا ريب، و ليس مُنكرا مُحرما يستحق فاعله النار كما يزعم بعضهم اليوم، واما قولهم بإدخال بعضهم فيه منكرات، فهذه المنكرات هي المذمومة بنص الشرع لكن لا تقدح في هذا العمل المبارك، ولم يقل أحد بهدم المساجد ومنع الناس من دخولها بدعوى ان بعض القوم يفعلون افعالا شنيعة في بيوت الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.