برنامج " العرائش مبادرة " هو برنامج لتشغيل الشباب و منحهم فرصة " أخذ المبادرة " ، لكن هذا البرنامج يُسائل المكلفين به و على رأسهم الشبح الفاعل الحقيقي أحد قدماء اليساريين الذين التحقوا بالبرجوازية الكومبرادورية حول نشر قائمة المستفيدين ، و عن ضعف الرقابة لاسترجاع الأموال ، بل و أكثر من ذلك هو تحول هذا البرنامج إلى وسيلة لتبذير المال العام و توزيعه على الأحباب و الأقارب في تحد للتوجهات العامة للدولة و في تصميم غريب لتأكيد التأكيد للشعب و للشباب أن الفساد هو الخيار الوحيد و الأوحد لنخب فرضت نفسها على المدينة و الاقليم بمنطق برغماتي صِرف تجاوز منطق تبذير المال العام إلى نهبه و الاثراء بلا سبب عبر تفريغ برامج و توجهات الدولة من محتواها مع الحفاظ على الشكليات و تجاهل المضمون الذي خُلقت لبلوغه ألا و هو : رفع التهميش و الاقصاء الذي طال شبيبة هذه المدينة و الاقليم من ذوي الحقوق و المعينين بهذه البرامج ، فإذا كانت الدولة اليوم تسعى إلى اجتيتات منابع التطرف و الفقر فان هؤلاء بأفعالهم يدفعون ثروة الوطن الحقيقية دفعا إلى أحضان الكُفر بالوطن و تكفير الدولة بكل مؤسساتها فهل هذه السلوكيات تُعبر حقا عن " أصالتنا " ؟ و هل المسؤولين عن هذا البرنامج لا يستطعون " معاصرتنا و اشتراكنا و تجميعنا " إلا من خلال تبخيس كل ما تحاول الدولة و قواها الحيه القيام به و رمي كل الأثاث الحداثي و التقدم في مزبلة التاريخ ! أم أنها كما عهد سكان هذه المدينة خاصة و الاقليم عامة وزيعة سياسية تخضع لمنطق الحزب و القبيلة و المريدين بل أبشع من ذلك فالأمر اصبح قِوادة مكشوفة قوامها الابتزاز و منطقها من يدفع أكثر ؟ فهل فعلا هؤلاء ينصتون لما يقول رأس الدولة مرارا و تكرارا أن هذا الوطن لن تقوم له قائمة إلا بإحقاق الحق عبر ربط المسؤولية بالمحاسبة و الضرب بيد من حديد على كل من سوّلت له نفسه أن يتلاعب بمستقبل و أحلام الوطن ، و اعطائه لأصحابه بعيدا عن خوريزميات الريع و الحسابات الانتخابوية الضيقة و النزوات المنحرفة للبعض خصوصا أننا على ابواب انتخابات تتميز بأنها جاءت في ظرفية صعبة مسبوقة بأزمة ثقة بل أفولها بين (النخب) سواء بمؤسسات الدولة و الفاعلين السياسيين و بين المواطنين بالتالي لها تبعات اقتصادية و اجتماعية على البلد ، و هو الامر الذي سيترتب عنه حتما انعكاسات أمنية و سياسية قد لا تحمد عقباها ، فهذه الافعال وسابقاتها تغذي الاحتقان الاجتماعي الذي يعيشه الاقليم على امتداد جغرافيته و تناقضاته المجالية و التنموية منذ سنوات من استيلاء هؤلاء ( أشباه النخب) على كل المقدرَات منذ ما يناهز ثلاثة عقود و نيف .