صدر بعون الله تعالى عن دار النشر (سليكي أخوين) بطنجة، هذا الكتاب الذي يقع في 170 صفحة. ويعتبر هذا الكتاب ترجمة موسّعة للعالم المغربي، المفسّر الكبير عبد الوهاب بن محمد لوقش الأندلسي التطواني ثمّ الطنجي، المتوفّى سنة 1341ه. فقد ظلّ هذا العالم فترة كبيرة لم يكتب عنه بالشّكل المطلوب، فكان هذا من الأسباب الرئيسة لاختياره. وقد قمنا في هذا المؤلّف باستقصاء أخباره قدر المستطاع، معرّفين بالدرجة الأولى بأسرته، وتاريخ امتدادها، وأوّل من دخل تطوان من أسلافه، ثمّ عرّجنا على اسمه ونسبه وولادته، وتوقّفنا أيضاً عند نشأته، وكيف كان المتجمع التّطواني في ذلك العهد، لنستمدّ من ذلك ظروف عيشيه، وطريقة تفكيره، ثمّ خلصنا إلى طلبه للعلم، وتوقّفنا في المرحلة الأولى للطلب ببلدته، والرحلة إلى فاس للغرض نفسه، وكذا تلاميذه، وخصّصنا مبحثاً عن مراسلاته -حسبما وقفنا عليه-، وذكرنا أيضاً خصوماته مع أهل عصره، وعرجنا على الأسباب التي تقف وراء هذه الخصومات –حسب رأينا-، ولم نغفل تخصيص مبحث عن انتمائه السياسي وولائه للدولة العثمانية، وما يتعلّق بهذا الأمر. ثمّ تحدّثنا في الفصل الثاني عن آثاره العلمية، وخصصنا كلّ مؤلف بمبحث حسب ما استطعنا الوصول إليه، وختمنا الكتاب بوفاته، وذرياته. وبهذه المباحث نكون قد أعطينا صورة متكاملة عن هذه الشخصية المغربية الفذّة، التي لم تلق عناية كبيرة للتعريف بها، وبذلك أيضاً يضاف للمكتبة المغربية ترجمة لعالم كبير من أعلام مغربنا الحبيب.