الزعيم الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي اختارت المجلة الإسبانية المتخصصة في دراسات التاريخ "مغامرة التاريخ" كل من معركة أنوال ومعركة العقاب التي تواجه فيها المغرب واسبانيا ضمن المعارك العشر الأكثر تأثيرا في تاريخ اسبانيا والتي شكلت منعطفات في تاريخ هذا البلد الأوروبي الى جانب ثمانية معارك أخرى أبرزها معركة غيبرو خلال الحرب الأهلية. وخصصت هذه المجلة الشهرية ذات المستوى الأكاديمي الرفيع والموجهة لشريحة واسعة من القراء وخاصة نخبة المجتمع في عددها الأخير الصادر هذا الشهر دراسة عشر معارك وحروب تغييرات جوهرية ورسمت الصورة التي توجد عليها اسبانيا في وقتنا الراهن. معركة العقاب وبداية تشكل وعي جنيني لكيان سيصبح اسبانيا وتبدأ الدراسة الموسعة بأول معركة يتم تصنيفها بالحاسمة وهي معركة العقاب التي جرت في يوليو 1212 بين اسبانيا التي كان يحكمها ألفونسو الثامن من قشتالة في مواجهة السلطان المغربي الموحدي محمد الناصر الذي كان يحكم الإمبراطورية المغربية. وشن ملك اسبانيا هذه المعركة كرد على هزيمته النكراء في معركة أخرى وهي الأرك التي وقعت سنة 1195. وتبرز الدراسة أن المؤرخين الإسبان يعتبرون معركة العقاب بمثابة الحدث التاريخي الذي وضع الأسس الحقيقية للدولة الإسبانية التي كانت مقسمة بين المسيحيين في الشمال والمسلمين في الجنوب، وتعتبر المنعطف البارز في البداية العملية والفعلية لحروب الاسترداد ضد المسلمين التي ستنتهي بسقوط غرناطة في يناير 1492. ويقدم التأريخ الإسباني معركة العقاب بالأهم في تاريخ اسبانيا على الإطلاق لأنها خلقت شعورا وطنيا جديدا قائما على الشعور الديني المسيحي في مواجهة الآخر الذي هو المسلم. لوحة تشكيلية لمعركة العقاب ومن ضمن الجوانب في هذه المعركة التي لم يوليها التأريخ المغربي اهتماما كبيرا هو أن بابا الفاتيكان إينوسينسيو الثالث أعلن ضرورة دعم الملك ألفونسو الثامن وصنف الإعداد لمعركة العقاب كحرب صليبية يجب على المسيحيين الإنخراط فيها، وكان انخراط الإيطاليين والفرنسيين وجنسيات أوروبية أخرى حاسمة في هزم الموحدين. معركة أنوال وارتباطا بالمغرب، فالمعركة الثانية ضمن العشر الأكثر أهمية في تاريخ اسبانيا وهي معركة أنوال التي وقعت في يوليو 1921 بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي. والأسباب التي تدفع التأريخ الإسباني الى اعتبار هذه المعركة الأهم ضمن المعارك العشرة في تاريخ هذا البلد الأوروبي انعكاساتها الكبيرة الممتدة حتى يومنا هذا. في هذا الصدد، تؤكد المجلة ما جاء في كتب التاريخ بأن معركة أنوال تعتبر أكبر هزيمة في التاريخ العسكري الإسباني على الإطلاق، وتبرز ما ترتب عنها لاحقا من انقلاب عسكري سنة 1923 قاده الجنرال بريكو دي ريفييرا، ثم استمرار تاثير هذه الحرب حتى وقوع الحرب الأهلية التي عاشتها البلاد سنة 1936 الى غاية 1939 وانتهت بنهاية الديمقراطية وإرساء دكتاتورية فرانكو التي دامت حتى 1975. المعارك الأخرى وهي: والمعارك الثمانية الأخرى الأكثر أهمية في تاريخ اسبانيا هي وفق الدراسة الواردة في هذه المجلة كذلك بإجماع أغلب المؤرخين هي: معكرة فيسبيراس سيسيلياناس التي انتهت باحتلال اسبانيا لصقلية سنة 1282 وبداية توسيعها في البحر الأبيض المتوسط، وحدث ذلك في وقت لم تكن قد سقطت فيه الأندلس بعد. والثانية هي سقوط توميستلان في المكسيك سنة 1526 حيث بدأ الإسبان في غزو جنوب القارة الأمريكية. ثم معركة ألمانسا سنة 1707 حيث تم القضاء على محاولة انفصال مملكة فالنسيا عن التاج الإسباني، والمعركة الأخرى هي راماليس التي وقعت في شمال اسبانيا بين "كارليستاس" التقليديين والليبراليين، وكانت حربا أهلية. كما اختارت المجلة معركة سانتياغو دي كوبا المعروفة باسم "كارثة 1898" والتي أنهت التواجد الإسباني في أمريكا اللاتينية عندما خسرت كوبا لصالح الولاياتالمتحدة. والمعركة الأخيرة هي معركة إيبرو التي كانت متقطعة وجرت ما بين يونيو ونوفمبر 1938 وشكلت بداية نهاية الحرب الأهلية وانتصار قوات الجنرال فرانكو وإقامة الدكتاتورية., ألف بوست