أحييت السوبرانو المغربية سميرة القادري، بمرافقة المايسترو نبيل أقبيب والعازف يونس الفخار، وعلى البيانو محمد ياسين عبد الوهاب، بينما عزف الإيقاع محمد المكناسي، وسط حضور جماهيري من الشعراء والكتاب والمثقفين من بلدان عربية وأجنبية حفل اختتام المعرض الدولي للكتاب بتونس في طبعته الواحدة والثلاثين بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد بتونس، من خلال الوصلات الفنية التي أدتها القادري في حفلها المهيب، لعدد من القصائد الصوفية الألخامية التي تؤصل لتاريخ الأقلية المسلمة الموريسكية المضطهدة، ثم مقطوعتين خاصين، الأولى قصيدة للشاعر العربي الفلسطيني محمد حلمي الريشة، والثانية من كلماتها، وقد أهدتهما إلى ضحايا متحف باردو. كما قامت بتأدية قصائد باللغة الألخامية للشاعر الصوفي محمد ربضان، وذلك بتلحينها وتوزيع نبيل أقبيب، وصاحب هذه القصائد هو شاعر موريسكي أراغوني كان كتب القصائد المحمدية في سنة 1603، والذي اشتهر بركوبه البحر خروجاً من فلنسيا إلى تونس ليزور الزاوية الشاذلية حيث كتب قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولعل غناءها لهذا الشاعر الصوفي بتونس الذي لم يتناوله أحد سابقاً موسيقياً والمعروف بنفيه من طرف القساوية إلى تونس، إلى أن توفي بمنطقة تستور، كان من خلال تلحين يضم تلوينات أندلسية صوفية بمسحة غريغورية، بعد البحث الذي قامت به القادري من خلال مخطوط عن الشاعر بمكتبة الاسكوريال، فأخرجت إبداعه موسيقياً، وقد فوقف الجمهور التونسي وغيره من زوار المعرض الدولي تقديراً بتصفيق كبير. تعتبر السوبرانو القادري من بين أشهر الفنانات المغربيات اللواتي لهن صيت عالمي من خلال فوزها بعدد من الجوائز العالمية الرفيعة وغنائها في كثير من بلدان العالم، وعلاقتها بالشعر علاقة جوهرية وأساسية في كافة أعمالها الفنية، حيث غنت للعديد من الشعراء العرب مثل سعيد عقل، وغارسيا لوركا، وكان آخرهم الشاعر محمد حلمي الريشة، رئيس بيت الشعر الفلسطيني، واعتبر بيت الشعر في المغرب حضورها ومكانتها الفنية "ليس في الساحة الفنية المغربية فحسب، بل والعالمية كذلك، لكونها سعت، عبر الموسيقى والغناء، إلى إيصال رسائل إنسانية هدفها ردّ الاعتبار للحضارة الإنسانية التي رأت النور بالجزيرة الإيبيرية". وقد نالت القادري بفضل مسارها في الغناء والبحث عدة جوائز وطنية وعالمية لما قدمته للساحة الفنية المغربية والمتوسطية من إنجازات إبداعية تشهد لكفاءتها وحضورها المتميز، نذكر منها جائزة الفارابي للموسيقى العريقة من المجلس الوطني للموسيقى التابع لليونسكو، والميدالية الفضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس، وجائزة ناجي نعمان للثقافة بلبنان، وجائزة المهاجر بأستراليا، التي نالها الشاعر الريشة في حينها أيضاً، كما اختيرت من قبل الشركة الوطنية المغربية للإذاعة والتلفزة المغربية كأفضل فنانة لسنة 2013 ضمن ستة فنانين آخرين .