حدثنا المواطن بن المناضل في سبيل الوطن و لقمة الخبز قائلا : إن زمان الانتخابات هو زمن "الزرود" و الحفلات ، زمن الرشاوي والإغراءات ، و المرشح في الانتخابات ضميره مات ، "وتراه كاستدعاء عبوس ، أفعاله شيطانية كالعتروس ، و عقله صغير كالناموس " ، و يشتري كرامة المواطن الذي يتغذى بالطعام المسوس بالحرام من الفلوس ، و يمارس عليه سياسة التحقير و كل أنواع و أشكال التزوير ، ليصبح مستشارا أو رئيسا لجماعة .... كي يساهم في تعميق المجاعة ، و ينهب الأموال ، ليعزف على وتر المواطن أحل موال ... في الانتخابات يصبح الإنسان أخا للشيطان ، و يصاحبه في كل مكان ، و ينادى العضو في الجماعة "بالحاج بدون حج ، و تأتيه الهدايا من كل فج" ، و يركب أغلى سيارة ، و أبناؤه موظفون بكل وزارة .... في الانتخابات تذبل الورود و الأشجار و السنابل و أغصان الزيتون ، و تعمى العيون ، و تخسر الجرارات و السيارات و الجمال السباق ، و يغيب التفاح عن الأسواق ، و تنطفئ الشموع و مصابيح الإنارة ، و تهوي المباني من بيوت و عمارة ، و يخسر الفارس و سيفه المبارزة ، و يصبح النحل في إجازة ، و تعجز الفراشة و الحمامة عن الطيران ، و يصبح الصياد ماهرا في اصطياد الغزلان ، و الصنبور يكون خاويا من المياه ، و الميزان لا يزن الأشياء بميزانها ، و تغرق المراكب "بالحراكين" وسط البحار ، و تصير السباع غير قادرة عن مواجهة الأخطار ، و يصبح المفتاح عاجزا عن فتح أي باب ، و لا يشتري المواطن أي كتاب ، و لا يكب البراد المثقوب قطرة من شاي ، و لا يعلن الهلال عن ميلاد شهر شتنبر ... و ماي ... بسبب الانتخابات تسفك الدماء ، و تضيع حقوق الضعفاء ، و تصير الديمقراطية و الشورى تعلب في الميدان مثل الكرة ، و تقتل الأرواح ليصبح فلان مرتاح ... و يختم المواطن كلامه قائلا : الأمة في الانتخابات تجتاز أو تغرق في الأزمات ، تتقدم أو تتخلف على مستوى الجماعات ، إما أن تقع في طريق ملئ بالمعيقات ، أو تسير في طريق النجاة لتحقق التنمية على صعيد الأقاليم و الجهات .