في إطار أنشطته العلمية نظم المجلس العلمي المحلي بطنجة بتنسيق وتعاون مع جمعية " تراث " للمحافظة على التراث المغربي الإسلامي الدورة الثامنة من برنامج " علماء في ضيافة المجلس " التي استضافت فضيلة الشيخ العلامة سيدي مصطفى البوحياوي . بعد تلاوة مباركة من كتاب الله عز وجل ، افتتح هذا الحفل الديني الذي تزامن مع ذكرى مولد الرسول سيد الكائنات بكلمة ترحيبية لرئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة الدكتور محمد كنون الحسني، تركزت حول تقديم شخصية الفقيه العلامة سيدي مصطفى البوحياوي الغني عن التعريف في جوانبها العلمية و الفقهية وتسليط الضوء على مؤهلاته وإمكانياته العلمية الخارقة ودوره في الحياة الدعوية عمليا ونظريا ، وتوالت المداخلات تلو المداخلات للبوح ببعض من مناقب العلامة الجليل سيدي مصطفى البوحياوي و بعض خصاله الشخصية الحميدة الشريفة ، مما جعل كل من يجلس إليه يتعلق به ويعشق محضره . ويندرج هذا الحفل التكريمي في سياق برنامج " علماء في ضيافة المجلس " الذي دأب على تكريم ثلة من العلماء والاعتراف بفضلهم وعطائهم والتعريف بسيرتهم العطرة لتكون درسا وعبرة للأجيال الصاعدة للسير على نهجهم وخطاهم في الطريق نحو النهج القويم والصراط المستقيم . يذكر أن هذا اللقاء حضره لفيف من العلماء والفقهاء والفضلاء من أعيان المدينة ووجهائها ، بالإضافة إلى جمهور غفير من المواطنين والمهتمين بالشأن الديني . هذه نبذة مقتضبة عن سيرة العلامة الفقيه سيدي مصطفى البوحياوي : ولد حفظه الله في مراكش في مطلع الخمسينات وحفظ القرآن الكريم في صغره على يد والده بروايتي قالون وورش وأخذ عنه مبادئ العلوم من عربية وفقه وتفسير وأداء. وكان والده إماما وخطيبا وصاحب مقرأة قرآنية وكان الشيخ يشرف عليها وعند وفاة والده جلس مجلسه للإقرار فيها وفي الوقت نفسه كان يُدرّس في المدرسة القرآنية في مراكش. نشأ الشيخ في بيت علم وبيئة تحتفي بالعلم والعلماء إذ كان بيت والده بمثابة منتدى يتردد عليه ثلة من العلماء والقراء وطلاب العلم فتهيأ للشيخ بفضل ذالك مجالسة كبار علماء مراكش والأخذ عنهم ومناقشتهم والاستفادة من مناظراتهم العلمية والأدبية وحضور دروسهم الخاصة والعامة. ومن أولئك الأعلام الذين أخذ عنهم الشيخ وتأثر بهم في مرحلة الطلب الأول على سبيل الذكر لا الحصر: فضيلة الشيخ الفقيه السباعي الكنتاوي قرأ عليه الفقه المالكي وفضيلة الشيخ المقرئ محمد بن إسماعيل قرأ عليه مبادئ علم التجويد ودرس عليه الجزرية ونظم ابن بري في مقرأ الإمام نافع، وفضيلة الشيخ اسميج الضرير قرأ عليه المنطق والعقيدة وفضيلة العلامة اللغوي الفاورقي الرحالي حضر له مجالس الجامع الصحيح إلى كتاب المغازي وقد إرتبط الشيخ به وتأثر كثيراً بأسلوبه ومنهجه كما درس على الشيخ عبد السلام المسفيوي السيرة وعلى الشيخ أحمد أملاح النحو والعربية وأبوابا من حاشية الشيخ خليل في الفقه المالكي في زاوية ابي العباس السبتي بمراكش. ودرس التفسير على العلامة المفسر الحاج الهاشمي المراكشي السرغيني والذي تأثر الشيخ به كثيرا وكان يذكر من مناقبه أنه كان قواما لليل مواظبا على إمامة التراويح على كبره كما درس العاصمية في الفقه المالكي على الفقيه وقاضي القضاة في الجنوب الشيخ عبد العزيز الزمراني كما درس أيضا السيرة النبوية على الشيخ الكنسوسي وحضر أبوابا من كتاب إحياء علوم الدين على الشيخ بن حليمة المراكشي الذي كان يحفظ الإحياء وكان ينعته الشيخ حينما يذكره في مجالسه بعاشق الإحياء كما درس على الشيخ بلخير الفقيه علم التفسير ومناهج المفسرين ومما يذكر الشيخ من مناقبه أنه كان لا ينقطع عن ذكر الله عز وجل. ودرس على الشيخ اللغوي أحمد الشرقاوي اللغة والأدب وبعض المعاجم اللغوية وحضر مجالس سرد البخاري للفقيه الورزازي وغيرهم من العلماء الأفاضل الذين تأثر بهم الشيخ في شبابه وبداية الطلب في مراكش وأسهموا في إبراز نبوغه وتفوقه على أقرانه.