باعتبار منطقة تافيلالت أو ما كان يسمى بسجلماسة إحدى المراكز الأساسية التي ساهمت في بناء الحضارة المغربية من جهة، وباعتبارها كانت تمثل صلة وصل بين مختلف المراكز التجارية والعلمية الإسلامية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا من جهة ثانية، وباعتبارها منطلق ومهد الدولة العلوية الشريفة، فقد عرفت المنطقة نهضة علمية وثقافية يشهد على ذلك بشكل خاص وجود عدة خزانات ومكتبات غنية بالمخطوطات والوثائق النادرة، كما تتركز بها أكثر من اثني عشر زاوية، والمدرسة السجلماسية، وأيضا نجبت أو عاشت فيها نخبة من العلماء والفقهاء الذين تجاوز صيتهم المنطقة ليصل إلى مختلف الأرجاء. أولا: تمهيد عن جذور الحركة العلمية بتافيلالت اعتبرت منطقة تافيلالت عبر تاريخها من المراكز الحضارية المهمة والتي استقطبت رجالات العلم والفكر والآداب كما استقطبت أرباب التجارة والصنائع، وساهمت بشكل فعال في النهضة المغربية العلمية والدينية بواسطة مفكريها الذين لم يدخروا جهدا في نشر الإسلام ومحاربة البدع الضالة وتنوير العقول وترشيد البحث العلمي. وما الثقل الحضاري الذي عرفته المنطقة إلا نتاج عدة عوامل منها ما يرتبط بتفاعل الساكنة المتنوعة الأجناس واللغة والعادات، ومنها ما هو نتيجة تأثير العوامل الطبيعية ومنها ما يتعلق بانفتاح المنطقة على مختلف التيارات الفكرية والمذهبية، إذ تمازجت فيها جميع المعتقدات كالخارجية [نسبة إلى الخوارج] والسنية [المالكية] والشيعية [الفاطمية] والصوفية [الشاذلية والدرقاوية والقادرية...] واليهودية. ولعل ما تزخر به المنطقة من كثرة المدارس والمكتبات والزوايا ومن شهرة علمائها، خير ما يعبر عن المستوى العلمي الرفيع الذي وصلت إليه المنطقة في العهود السالفة. فقد عرفت تافيلالت الاستقرار البشري منذ ما قبل التاريخ ويدل على ذلك وجود عدة نقوش صخرية ومواقع أثرية تعود إلى هذه الفترة الغابرة. وأصبحت تافيلالت بعد بناء عاصمتها سجلماسة حوالي سنة 140 ه/ 757 م من طرف خوارج مكناسة الصفرية "بني مدرار"، قطب الرحى في تجارة القوافل الصحراوية ومركز تجمع حيوي لساكنة مختلطة التي كانت بمثابة القاعدة البشرية النشيطة للتطور الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي بالمنطقة. بل ويمكن الجزم أن هذه المنطقة كانت منطلق معظم الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ابتداءًَ من المرابطين ووصولا إلى العلويين. وكانت المنطقة بشكل خاص محط عناية من طرف السلاطين العلويين، حيث قاموا بإحياء أمجادها وبتشييد وترميم عديد من معالمها وبتشجيع علمائها. ويمكن ذكر على سبيل المثال لا الحصر البنايات التي لا تعد ولا تحصى والمنتمية لهذا العصر وخاصة القصبة السجلماسية التي درس فيها وتخرج منها الكثير من الدارسين والعلماء أمثال العلامة مولاي عبد الله الدقاق الذي عاصر فترة السلطان مولاي إسماعيل. وكانت المدرسة السجلماسية في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله يدرس فيها حوالي خمسمائة طالب على نفقة الدولة[1]. ثانيا: خزانات المخطوطات بتافيلالت تزخر منطقة تافيلالت بعدة خزانات ومكتبات كانت عامرة بالمخطوطات والوثائق. هذه الخزانات وإن تعرض معظمها للنهب والاندثار؛ فإن المتبقي منها ظل يحتفظ بكنوز في مختلف العلوم من القرآن والتفسير، ومن الفقه وأصول الدين، ومن اللغة العربية وآدابها، ومن الزهد والتصوف ومن السيرة والتاريخ وغيرها. هذه الخزانات يمكن تصنيفها إلى نوعين: الأول يهم الخزانات "الخاصة" التي غالبا ما يكون صاحبها من العلماء الممتهنين لوظيفة العدل [قضاة أو عدول] حيث أن وضعيتهم الاجتماعية والوظيفية كانت تسمح لهم باقتناء نوادر المؤلفات أو على الأقل بنسخ بعضها، بل والأكثر العناية بهذه المخطوطات وضمان حفظها في مكان متميز قصد الاطلاع عليها والرجوع إليها عند الحاجة وكلما سنح الوقت بذلك. من أقدم وأهم هذا النوع من الخزانات، يمكن ذكر خزانة أسرة ابن طاهر السجلماسي الحسني "لقد تسلسل العلم في شرفاء آل ابن طاهر الحسنيين أجيالا عديدة ولما انتقلوا في عصر السعديين من سجلماسة إلى مدغرة جددوا بها مراسم العلم وأسسوا مكتبة اشتملت بالخصوص على أمهات كتب التفسير والحديث"[2]. وكان من أشهر علماء الأسرة الطاهرية عبد الله بن علي بن طاهر المتوفى سنة 1045 ه/ 1636 م وكان من المفسرين والمحدثين الكبار، ومن أهم مؤلفاته "الدر الأزهر المستخرج من بحر الاسم الأطهر" وفيه جمع حوالي اثنين وسبعين علما من علوم القرآن، متبعا في ذلك منهج السيوطي في كتاب الإتقان. ومن الخزانات الخاصة التي لا تزال تصارع الزمن وعبث الإنسان أذكر مكتبة آل الفضيلي التي تقع بقصبة مولاي عبد الكريم بالقرب من ضريح مولاي علي الشريف. وتتألف هذه المكتبة من عدة مخطوطات وكتب مرقنة وتهم مختلف العلوم. وقد تعاقب على إثراء وحفظ هذه الخزانة عدة فقهاء من أسرة الشرفاء الفضيليين، وكان آخرهم العالم والقاضي المشهور مولاي الغالي العلوي الفضيلي. كما يمكن الإشارة إلى خزانة أسرة الشريف العلوي مولاي عبد السلام سلامي الواقعة بقصر أخنوس إلى الغرب من ضريح مولاي علي الشريف. إلا أن هذه الخزانة لم يكتب لها الاستمرار والإشعاع كسابقتيها، إذ تعرضت محتوياتها للاندثار. وهناك العديد من المكتبات الخاصة الأخرى بتافيلالت، غير أن معظمها نهبت بشكل أو بآخر ولم يعد يحتفظ منها إلا بالإسم. النوع الثاني من الخزانات يتركز داخل نطاق الزوايا التي لعبت دورا علميا وروحيا متميزا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، من حيث حلقات الذكر والأمداح ومن حيث التأليف والنسخ. من هذه الخزانات يمكن ذكر: 1. خزانة الزاوية الغازية وهي خزانة حائطية كانت تضم العديد من المخطوطات والوثائق ذات الطابع الصوفي، منها ما كتبه شيوخ الزاوية، وخاصة منهم سيدي الغازي أبو القاسم وسيدي الغازي بن العربي، ومنها ما نسخه هؤلاء أو اقتنوه من جهات أخرى وخاصة الزاوية الناصرية بتمكروت. إلا أن معظم الذخائر قد نهبت ولم يبق منها غير النزر القليل. 2. خزانة الزاوية الحفيانية وهي من أغنى الخزانات المتبقية بتافيلالت، بحيث لم تتعرض كغيرها للنهب ويرجع الفضل في ذلك إلى أولياء هذه الزاوية الذين عملوا على تحبيس هذه الكنوز ومنعوا من إخراجها أو بيعها بالرغم من الإغراءات والضغوطات المختلفة. وتوثيقا لهذه المخطوطات قصد تسهيل عملية الاطلاع عليها والاستفادة منها، عملت على جردها وفهرستها وتصنيفها وبالتالي إخراجها من رفوف النسيان والضياع إلى يد المهتمين. 3. خزانة زاوية الماطي تأسست هذه الخزانة والزاوية نفسها على يد العلامة أبي العباس أحمد الحبيب بن محمد الصديقي الغماري السجلماسي المتوفى في ثالث محرم عام 1165 ه/1751 م ودفن بضريحه الواقع داخل قصر الماطي. وعليه تخرج عدة علماء وخاصة منهم أحمد بن عبد العزيز الهلالي، كما ترك بزاويته ذخائر مهمة من المخطوطات تهم جميع العلوم الدينية، إلا أن هذه الذخائر نهبت عن آخرها ولم يبق منها أي شيء يذكر. 4. خزانة زاوية سيدي علي ابن أبو زينة كانت زاوية سيدي علي بن أبو زينة خلال القرنين 18 و19 الميلاديين تقوم بدورها الروحي والعلمي من حيث تدريس القرآن الكريم والفقه والحديث فضلا عن الأذكار والأمداح الصوفية، ومن حيث توفرها على خزانة مهمة للمخطوطات تضم خاصة مؤلفات العالم أحمد بن عبد العزيز الهلالي في تفسير القرآن والقراءات؛ فإن هذه الزاوية توقفت أنشطتها منذ بداية القرن العشرين الميلادي. إذا كانت الزوايا الفيلالية الكبرى قد استطاعت أن تتغلب على المعوقات الطبيعية والمادية وربما حتى السياسية، وبالتالي حافظت على استمراريتها إلى اليوم مثل الزاوية الغازية على الخصوص؛ فإن معظم الزوايا الأخرى قد تعرضت للانكماش مع بداية القرن العشرين بفعل عدة عوامل منها ما يرتبط بالسيطرة الاستعمارية، ومنها ما له علاقة بالظروف الطبيعية [كالتصحر والفيضانات المدمرة] ومنها ما يتعلق بالتطورات الاقتصادية والدينية التي عرفها المجتمع المغربي. ثالثا: علماء من تافيلالت لقد أنجبت منطقة تافيلالت نخبة من العلماء والمفكرين العظام الذين داع صيتهم في كل ربوع المغرب، بل وتجاوزها إلى بلاد الكنانة والحجاز والشام وربما أبعد من ذلك. هؤلاء العلماء منهم من فضل الاستقرار بالمنطقة فكون بها مدرسته الخاصة في تلقين العلوم الشرعية واللغوية أمثال مولاي علي الشريف، أحمد بن عبد العزيز الهلالي، أحمد الحبيب، سيدي الغازي، مولاي عبد الله الدقاق...، ومنهم من هاجر إلى المدن المغربية الكبرى حيث المستوى العلمي أكبر كثافة وتقدما، ومنهم من غادر إلى بلاد بعيدة ففرضوا منهجيتهم هنالك. وكل واحد من هؤلاء العلماء عبر عن طاقته الإبداعية في التأليف والتلقين وذلك بواسطة اعتماد أحد المنحيين: يتمثل أولهما في تأسيس نواة علمية يجتمع فيها الطلبة والرواد، سواء على شكل مدرسة حقيقية أو على شكل زاوية متنوعة الوظائف. المنحى الثاني يسم بطابع فردي وينم عن مجهود شخصي لبعض العلماء الذين وهبهم الله ملكة الإطلاع وغزارة العلم، فقاموا بنسخ كل ما يسقط بين أيديهم من مؤلفات نفيسة ومخطوطات نادرة. كما لم يتوانوا في إبراز عبقريتهم في التأليف، حيث تركوا لنا عدة مؤلفات قيمة تهم جميع العلوم الدينية والتي احتفظ بها وحبست في مكتبات خاصة حتى لا تتعرض للنهب والضياع. • إبراهيم بن عبد الرحمن الملاحفي (توفي سنة 1130 ه/1707 م): فقيه، أخذ العلم بفاس عن كبار علمائها أمثال محمد بن عبد القادر الفاسي وأحمد بن الحاج والعربي بردكة ومحمد القسنطيني وكلهم أجازوه. • أحمد بن الحبيب بت علي بن عبد الواحد العلوي (توفي عام 1305 ه/1887 م) وهو من ذرية آل طاهر المشهورة بالعلم، كان عالما كبيرا درس على يد القاضي مولاي محمد العلوي، سكن بمدينة مراكش، وأخذ العلم بفاس، وتولى نيابة القضاء بمدغرة. • أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي (توفي عام 1175 ه/1761 م) ودفن بزاوية سيدي علي بن أبو زينة، أخذ العلم عن عدة علماء مشهورين أمثال سيدي أحمد الحبيب اللمطي، وكان فقيها مشاركا وأديبا ناثرا وكاتبا بلاغيا. تولى خطبة الكتبية بمراكش، وله دراية في معرفة الأنساب والتاريخ والأخبار والمغازي والسير وفهم السياسة وطبائع الملوك. ألف عدة كتب منها: تفسير القرآن الكريم ويوجد بالمكتبة الوطنية تحت رقم 1057، وفي تفسير مختصر خليل وفي اللغة، ويشتهر خاصة في تافيلالت بقصيدته "أسماء الله الحسنى" التي يقول في مطلعها: بدأت باسم الله في أول السطر فأسماؤه حصن منيع من الضر وصليت في الثاني على خير خلقه محمد المبعوث بالفتح والنصر إلى أن يقول في آخرها: وللناظم اغفر يا إلهي وأهله وأحبابه واسترهم دائم الستر وقارئها والمسلمين جميعهم ولله رب دائم الحمد والشكر • أحمد بن العربي التنغراسي (توفي عام 1319 ه/1901 م) ودفن بجوار محمد المعطي خارج باب الدباغ بالقرب من القبة بمراكش. وهو من الشرفاء الأدارسة، فيلالي الأصل، ومراكشيالدار والقرار. كان زاهدا ومتصوفا له معرفة بالشعر وعارفا بالتوحيد، درس بفاس حيث التقى بأحمد الزويتن، وأخذ عنه الطريقة الدرقاوية، ولازمه مدة طويلة. • أحمد بن المبارك السجلماسي (توفي عام 1156 ه/1743 م) كان من العلماء المشهورين حيث أخذ عنه جيل من الفقهاء، واختص في القراءات، وفيها ألف ثلاث رسائل توجد بالخزانة الملكية تحت رقم 1052 وهي: "أسئلة وأجوبة في ثواب قارئ القرآن"، "الجواب الكافي والنصح الشافي عند قوله صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" و "حكم قراءة سورة الإخلاص عند ختم القرآن". • أحمد الحبيب بن محمد الصديقي السجلماسي الغماري اللمطي المصري الأصل (توفي عام 1165 ه/1751 م) وكان علامة عصره زاهد كثيرا، أخذ العلم والتصوف عن عدة علماء مغاربة، ومن تلامذته العالم أحمد بن عبد العزيز الهلالي. كما درس على يده العديد من الفقهاء، ويحظى بتقدير وذكر من طرف سكان تافيلالت. وترك مؤلفات كثيرة بقلم يديه، إلا أنها مع الأسف نهبت عن آخرها. • التهامي بن أحمد المدغري المسعودي (توفي عام 1273 ه/1856 م) ودفن بضريح سيدي أبي نافع بفاس، كان أديبا ماهرا فصيحا وبليغا، برع في نظم قصائد الملحون. فقد ألف قصائد شعرية كثيرة وفي مختلف البحور، ويتميز شعره بالإشارة إلى القضايا المطروحة بالتلميح والتصريح. وأزجاله لا تعد ولا تحصى ويتنافس في حفظها وإنشادها شيوخ الملحون الذين يعتبرونه أستاذهم وشيخهم الأول. • الحبيب بن عبد الهادي العلوي (توفي عام 1257 ه/1841 م) ودفن بضريح مولاي علي الشريف بمراكش، كان فقيها بارزا وعالما خطيبا، تولى الخلافة بفاس والخطابة بجامع القرويين. صاهره السلطان مولاي سليمان بابنته لالة أسماء، وسكن في آخر حياته بتافيلالت قبل أن ينتقل إلى مراكش. • الحسن الفيلالي المراكشي (توفي عام 1280 ه/1863 م) ولد بتافيلالت، وفيها درس ثم انتقل إلى مراكش حيث كان شيخ الجماعة في علم النحو بها. كان ينتسب إلى الزاوية الدرقاوية وله فيها عدة مؤلفات، كما عمل على شرح الحزب الكبير، ومقدمة ابن أجروم "الجرومية"، والصلاة المشيشية "نسبة إلى مولاي عبد السلام بن مشيش"، وشارك في عدة علوم أخرى. وعنه أخذ جماعة من علماء مراكش كالفقيه عبد الله بن وقاص والفقيه مبارك الجرني. • الشريف بن عبد الهادي بن أحمد بن محرز بن علي السجلماسي العلوي (توفي عام 1281 ه/1864 م) كان فقيها صالحا كثير الصيام والقيام، مجودا لكتاب الله عز وجل، قيما على التجهد به. قرأ القرآن الكريم بالروايات السبع على أستاذه المعطي بن أحمد السرغيني المراكشي. حج بيت الله الحرام مرتين وتوفي بالمدينة المنورة. • عبد الرحمن الفيلالي الدويري (توفي عام 1280 ه/1863 م) الشريف العالم، قرأ على يد ابن عبد الواحد الدويري، استوطن مراكش وقصرت عليه الأحكام. تزوج من لالة مريم بنت السلطان مولاي عبد الرحمن، لكنه لم يعقب. • عمر بن عبد الواحد السجلماسي الدويري (توفي في بداية القرن 14 هجري/20 ميلادي) كان مفتي مراكش، وصنو قاضيها ومدرسها بمسجد سيدي غانم بزاوية أبي العباس السبتي. وكان من المفتين في قضية إمضاء الاتفاقية الموقعة سنة 1286 ه / 1869 م. • الغازي بن العربي (توفي في بداية القرن 14 هجري/20 ميلادي) ودفن بضريحه الواقع غرب الزاوية المعروفة باسمه بقصر تبوبكرت بمشيخة السفالات. فهو المؤسس الحقيقي للزاوية الغازية، أخذ العلم عن بعض شيوخ تافيلالت وعن شيوخ الزاوية الناصرية بتمكروت. وعلى يده درس عدة علماء مثل التهامي المدغري الذي تعلم عنه فن الملحون الصوفي. ترك عدة مؤلفات ك "ذخيرة الكنوز الذهبية"، كتاب "الرسائل والفوائد"، "شرح منظومة ابن عاشر"... وغيرها. • الصادق الفيلالي المراكشي (توفي عام 1279 ه/1862 م) كان قاضي الجماعة بتافيلالت، وشيخ السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن الذي كان يحضر مجلسه في الحديث. له باع طويل في التفسير والحديث. • الطاهر بن أحمد البلغيتي العلوي (توفي عام 1317 ه/1899 م) من ذرية عبد المؤمن بن محمد بن أبي الغيث بن يوسف بن علي الشريف. كان فقيها وأديبا بارعا، ألف عدة قصائد شعرية ذكر منها صاحب أعلام مراكش بعض الأبيات في الجزء الثالث [ص: 265- 267]. • محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الجليل السجلماسي الفيلالي (توفي عام 1296 ه/1878 م) ودفن بزاوية سيدي علي المصالي بالرباط، اشتهر بالعلم والاجتهاد وكان زاهدا ناسكا قنوعا. أحضره السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن إلى الرباط ليدرس العلم بها، أخذ عنه عدة علماء من الرباط أمثال أبي عبد الله محمد الضعيف، والفقيه المكي بناني. وكان يدرس كتاب الفتوحات الإلهية لسيدي محمد بن عبد الله، ودلائل الخيرات. • محمد بن أحمد التنغراسي الشادلي (توفي في بداية القرن 14 هجري/20 ميلادي) ودفن بدرب سبعة رجال بالموقف بمراكش. كان صوفيا عارفا محققا، أخذ العلم عن الشيخ سيدي الغازي بن العربي الشاذلي دفين الزاوية الغازية. من تآليفه كتاب "أسرار النقطة وعلومها" ومنها "شرح الفتوحات القدسية لقول ابن عربي الحاتمي من عرف استعداده" ومنها "شرح قصيدة ملحونة للملياني"، وكتب على الفتوحات المكية ووضح بعض مشكلاتها ومسائلها الغامضة. • محمد بن عبد الرحمن بن قاسم العلوي المدغري (توفي عام 1299 ه/1880 م) ودفن بزاوية الصقليين بداخل باب الجيسة بفاس، من درية آل طاهر، درس بقصر أمسيفي في مشيخة الغرفة بتافيلالت. أخذ العلم عن قاضي سجلماسة الصادق العلوي، والقاضي عبد الهادي بن عبد الله العلوي، ومحمد بن عبد الرحمن الحجرتي الفيلالي وغيرهم. ورد على السلطان مولاي عبد الرحمن بمراكش حيث علم أولاده مبادئ العلوم، ودرس بجامع ابن يوسف التفسير والحديث والفقه. تولى خطبة القضاء بفاس عام 1274 هجرية وحج إلى الديار المقدسة سنة 1282 هجرية، وحضر بالقاهرة دروسا كثيرة في الفقه المالكي على يد شيخ المالكية بمصر محمد عليش. أخذ عنه عدة علماء منهم علي بن طاهر الوتري الحنفي وجعفر الكتاني ومحمد القادري. • محمد بن عبد الواحد الدويري السجلماسي (توفي عام 1302 ه/1884 م) ودفن بزاوية سيدي الملاحفي بفاس. كان فقيها عالما، وقاضي مراكش ومفتيها، أخذ العلم عن شيخ الجماعة محمد بن عبد الرحمن الفيلالي الحجرتي، وعن القاضي عبد الهادي بن عبد الله العلوي وغيرهما. درس على يديه عدة علماء منهم جعفر الكتاني بالخصوص، تولى القضاء بمراكش على عهدي السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام، وابنه سيدي محمد كما تولى بعد سنة 1289 هجرية / 1872 ميلادية القضاء بأسفي قبل أن يعفى منه ويرجع إلى فاس حيث مكث إلى أن تغمده الله برحمته. • محمد بن الطاهر العلوي المدغري (توفي عام 1248 ه/1832 م) ودفن بضريح مولاي علي الشريف بمراكش، وكان عالما محدثا حافظا، أخذ مبادئ العربية عن علماء تافيلالت، ثم انتقل إلى فاس واستوطنها، وأخذ عن حمدون بن الحاج وطبقته وعن التاودي ابن سودة وغيرهم، وله مشاركة فعالة في جميع العلوم والفنون من تفسير وحديث وآداب، وأخذ عنه عدة علماء منهم الطالب بن الحاج، مولاي الحبيب العلوي...إلخ • محمد بن محمد التافيلالتي (توفي عام 1191 ه/1782 م) مفتي القدس، له كتاب "حسن التبيان في معنى مدلول القرآن" ويوجد بالمكتبة الخالدية بالقدس الشريف. • محمد الطيب السجلماسي المراكشي (توفي عام 1281 ه/1864 م) كان فقيها صالحا، وصواما قواما، جوادا لكتاب الله، قيما على التجهد به، حج بيت الله الحرام مرتين، قرأ القرآن بالروايات السبعة على يد شيخه المعطي بن أحمد السرغيني المراكشي. • مسعود بن محمد جموع الفاسي السجلماسي (توفي عام 1119 ه/1707 م) درس بتافيلالت، واستقر بفاس، له مؤلف بعنوان "مناهج رسم القرآن في شرح مورد الضمان" ويوجد بالخزانة الملكية تحت رقم 1358. • هاشم بن الصديق بن قاسم المدغري (توفي في أواسط القرن 13 هجري/19 ميلادي) من ذرية آل طاهر، كان عالما فاضلا كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، دخل مراكش في عهد السلطان مولاي عبد الرحمن، وأجازه بدر الدين الحمومي والكَومي وغيرهما، وكان من مقدمي الطائفة الصادقية. خلاصة القول، إن تافيلالت كانت تعد بحق من الحواضر العلمية التي يعود لها الفضل في بروز نخبة من العلماء والفقهاء الذين لم يبق عطاؤهم العلمي حبيس منطقتهم الأصلية، بل شاع في كل ربوع المغرب وغيرها من البلاد الإسلامية. فقد أخذوا وشاركوا وأعطوا كل ما في جعبتهم، وما النماذج السالفة الذكر لا حصرا إلا خير دليل على ذلك، مع العلم أننا اقتصرنا على فترة زمنية معينة وعلى ما ورد بالمؤلفات التالية: - الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام لمؤلفه العباس بن إبراهيم؛ - أعلام المغرب العربي لعبد الوهاب بن منصور؛ - تاريخ الضعيف لأبي عبد الله محمد الضعيف؛ - الاستقصا لمؤلفه أبي العباس خالد الناصري؛ - الأنيس المطرب لصاحبه علي بن أبي زرع الفاسي؛ رابعا: نماذج من المخطوطات والوثائق الفيلالية المحلية 1- خزانة مولاي الغالي الفضيلي بقصبة مولاي عبد الكريم أ) القرآن والتفسير الاسم المؤلف الأجزاء التاريخ مصحف مخطوط [من سورة يس إلى آخر سورة الانشقاق] مولاي مصطفى بن عبد الرحمن حفيظي 1 1269 ه فتح الملك المجيد المؤلف لنفع العبيد [مخطوط يشتمل على نوادر وأسرار الآيات القرآنية، وبهامشه كتاب مجريات للشيخ السنوسي] أحمد الديرني 1 مبتور حاشية على تفسير الجلالين [مطبوع] أحمد الطاوي المالكي 3 أجزاء القاهرة، المطبعة العامرة الشرقية 1318 ه ب) الفقه والحديث وأصول الدين الاسم المؤلف الأجزاء التاريخ الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديثا النووية، وبهامشه كتاب المجالس الستة في الكلام لأحمد بن الشيخ حجازي الكشني إبراهيم بن مرعي عطية الشبرخيتي المالكي 1 طيع بالقاهرة، المطبعة الميمنية 1307 هجرية شرح لمختصر خليل [مخطوط] ابن الغازي 1 مبتور البهجة في شرح التحفة على الأرجوزة المسماة بتحفة الحكم لأبي بكر محمد بن محمد بن عاصم الأندلسي الغرناطي وبهامشها شرح أبي عبد الله محمد التاودي "جلي المعاصم لبنت فكر ابن عاصم" [مطبوع] أبو الحسن علي بن عبد السلام التسولي الجزء 1 الجزء 2 القاهرة، مطبعة البهية محمد أفندي مصطفى 20 جمادى الأولى 1304 هجرية اتحاف المقنع بالقليل فيه شرح مختصر خليل مع حاشية الشيخ محمد بن محمد بن عبد السلام كنون على نظم محمد بن عبد القادر ابن علي بن يوسف الفاسي أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي 1 طبعة حجرية، رجب الفرد 1303 ه التصريح بمضمون التوضيح [مخطوط] أبو القاسم بن زاكور الفاسي