خلافا للمبادئ التي جاء بها ظهير 65 (AMO) قام السيد المدير العام للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) والتعاضديات المكونة له , بتحويل الحق في الرعاية الصحية لغاية غير ملزمة و الاقتطاعات المالية للمنخرطين لواجب. هذا ما يستفاد من إجابات السيد المدير العام لفائدة جريدة (L'économiste ) عدد 4098. فبدون سابق إعلان تم توقيف العمل بصيغة الثلث المؤدى (Tiers-payant) بالنسبة للتحاليل البيولوجية التي يتمتع بها المرضى و دوي الحقوق مند سنة 2007. يفهم من تصريح السيد المدير أن مبررات القرار جاءت نتيجة ظهور بوادر الغش و التلاعب بفواتير ملفات المرض و التحملات الطبية .لكن الجميع يعلم أن اكبر مشاكل الصندوق تتمثل في تدفقات ملفات المرضAfflux) ) إضافة تورم الأجهزة, فبدل اعتماد الشفافية والحكامة في تسيير دواليب الصندوق كي يلعب دوره الحقيقي الذي ينتظره منه المرضى يتمكنوا من ولوج كل الخدمات الصحية بكرامة والتي هم ملزمون بتسديد اشتراكاتهم إجباريا لفائدة نظام التأمين الإجباري AMO)),أوحى السيد المدير العام لنفسه بمعاقبة المرضى ودوي الحقوق بقراره الذي لا يفسر إلا ب (شي يسرق أ شي يخلص), في الوقت الذي بدأ فيه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي CNSS)) بتوقيع اتفاقيات Conventionnement)) مع الصيادة , مما يعني أن نظام التغطية الصحية الإجبارية يسير بسرعتين ببلادنا. بكل تأكيد , هناك من الأشخاص من يلجئون للغش بفواتير الاتفاقيات و التحملات لكن مسؤوليات هذا الغش تقع على عاتق منتجي العلاجات و الوكالات المدبرة AMO) ) ,هذا هو الجانب الخفي للعملة !!!. فالعنصر الذي صام عن ذكره السيد مدير الصندوق و التعاضديات المكونة له, يتمثل في العدد الكبير من المنخرطين بنظام التغطية الإجبارية الذين لا يستطيعون الوصول للرعاية و الاستفادة من خدماتها الصحية التي تبقى حقا من حقوقهم طبقا لظهير 65, نتيجة : - أ : انعدام التواصل و الشح في المعلومة. - ب: لكثرة التعقيدات التي توضع في طريق المنخرط, نتيجة الهيكلة المتشابكة و المعقدة التي يدبر بها الصندوق سياسته المنغلقة , سياسة فقد معها العديد من المنخرطين فكرة الحق في الاستفادة من الخدمات الصحية , مما خلق حساسية كبيرة اتجاه الصندوق و التعاضديات بحيث تحول المرضى الدين لا إمكانية لهم في رفع شكاويهم و تظلماتهم إلى مؤمنون محجوبون Invisibles assurés)) . عدم الإنفاق على الرعاية الصحية تدمير للثروات إن سياسة عدم الإنفاق المرتبطة بتوقيف الخدمات الصحية قد تخدع البعض على أنها تصب في تنمية المدخرات المالية للصندوق لكن أصحابها تغاضوا عمدا عما ستخلفه من تنامي في المضاعفات الصحية و في مصاريفها الكارثية على النظام الصحي ككل. إن "معلمة " الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPS)) رغم ترميمها بظهير 65 لازالت مصابة بمرض الشيخوخة المتقدمة و الدليل يظهر جليا من خلال وظيفتها. هندسة جديدة للمسؤوليات مطروحة باستعجال داخل الصندوق , تضع ضمن أولوياتها التنزيل السليم لمفهوم التامين الصحي الإجباري عن المرض كما هو متعارف عليه بالمواثيق الدولية, وهذه هي الضمانة الوحيدة لحماية الغش وتمكن كل المرضى و دوي الحقوق من ولوج الرعاية الصحية بشكل عادل و بخدمات مسايرة لما يهدف إليه ظهير 65 . نجيب الخريشي و حميد دو فؤاد.