كثيرٌ هُمْ الذين لا يعرفون عن مرض التصلب اللويحي المتعدد شيئا، ولا يحسون بالمعاناة اليومية مع الألم التي يعيشها المرضى به، ولا بالآثار الاجتماعية الخطيرة التي يخلفها هذا المرض، وذلك راجع إلى غياب الحملات التحسيسية والبرامج المتكفلة بهذا المرض من لدن الوزارة الوصية من جهة، وإلى انعدام الدعم المادي والمعنوي للإطارات الجمعوية الحديثة المهتمة بهؤلاء المرضى. وإلى غياب دور الإعلام في التعريف بهذا المرض المزمن. ومدينة تطوان تعرف قرابة مائة حالة أو تزيد مصابة بهذا المرض، الذي يشل فاعلية المريض عن أداء دوره في المجتمع، فهناك من هو مقعد على السرير لا يتحرك و أعضاؤه متصلبة تستدعي العلاج الباهض الثمن، وهناك من يتحرك لكن مع فقدان التوازن الطبيعي، وهناك من لا يستطيع الكلام إلا بتلعثم، وهناك من يفقد بصره إذا لم يأخذ الدواء وهناك وهناك...حالات مرضية تعج بها مستشفى سانية الرمل يوميا لمن أراد الوقوف على المعاناة بنفسه. وإذا عدنا إلى تكلفة العلاج من هذا المرض المزمن نجدها باهضة الثمن تصل إلى 14000 درهم شهريا، يتوجب على المريض اقتناؤه إذا ما أراد أن يعود جسده إلى أداء وظيفته. فحسب حالات المرض المبكرة يتعالج هؤلاء المرضى بإبرة (SOLU-MEDROL) وتكلفته العلاجية تصل إلى (8 إبرات في اليوم لمدة 3 أيام –حسب الحالات-ثمن الإبرة الواحدة 65 درهم) والحالات المتقدمة تعالج بإبرة (Interferon) يصل ثمنه إلى عشرة آلاف وثلاثمائة دره10300م. ومؤخرا عقب الحملة التحسيسية التي نظمتها الجمعية المغربية لمرضى التصلب اللوائحي (AMMASEP) الكائن مقرها بالرباط يوم السبت 16 مارس 2013 بمدرج زينب غرود بمعهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بتطوان تم الإعلان عن عقد اللجنة التحضيرية لجمعية شمال المغرب للتصلب اللويحي المتعدد بمدينة تطوان لجمعها العام الأول يوم السبت 6 أبريل 2013م. والجمعية اليوم تضع على عاتقها مساعدة هؤلاء المرضى ماديا ومعنويا ونفسيا، وتطلب يد العون من المسؤولين عن قطاع الصحة بتطوان ومن الجمعيات ذات الأهداف المشتركة ومن المجتمع المدني ككل بمدينة تطوان ، أن يعمل إلى جانبها على رفع الألم والمعاناة عن مرضى التصلب اللويحي المتعدد. يوسف الحزيمري