مرض التصلب اللويحي المتعدد هو مرض مزمن ومرض معقد حسب المختصين، ليس قاتلا، لكن آثاره النفسية والاجتماعية والمالية تجتمع على المصابين به فتخلق من المعاناة ما الله وحده به عليم. إن هذا المرض يوقف دور وفاعلية صاحبه باعتباره شخصا نشيطا في المجتمع، إذا لم يتوفر له العلاج، لكون الفئة العمرية التي تصاب به غالبا بين 20 و 40 سنة، وهي فترة الشباب والعطاء، وإذا علمنا أن نسبة الإصابة في أوساط النساء هي الغالبة، فسنعلم حجم المعاناة والآثار النفسية والاجتماعية المترتبة عن ذلك، فإذا كانت المرأة المصابة زوجة وأما وأختا وبنتا وكانت تعاني من هذا المرض فيعني أن الزوجة تتوقف عن أداء دورها كزوجة فينعكس ذلك سلبا على الرجل، إذ آثار هذا المرض أشد من آثار الطلاق، وإذا كانت أما فالأطفال هم من يعانون في هذه الحالة، فتصوروا عجز الأم عن ممارسة أمومتها ووضعيتها النفسية إزاء هذا الموقف، وإذا كانت أختا أو بنتا فإن الأهل هم من يقاسون الأمرين. إن ما يخفف من هذه المعاناة بالنسبة لمرضى التصلب اللويحي المتعدد مع مساندة الأهل، هو توفر العلاج والمتابعة الطبية، وهنا حجر الزاوية والقشة التي تكسر ظهر البعير، فأدوية العلاج باهضة الثمن تصل إلى 14000 درهم شهريا، يتوجب على المريض اقتناؤه إذا ما أراد أن يعود جسده إلى أداء وظيفته. فحسب حالات المرض المبكرة يتعالج هؤلاء المرضى بإبرة (SOLU-MEDROL) وتكلفته العلاجية تصل إلى (8 إبرات في اليوم لمدة 3 أيام –حسب الحالات-ثمن الإبرة الواحدة 65 درهم) والحالات المتقدمة تعالج بإبرة (Interferon) يصل ثمنه إلى عشرة آلاف وثلاثمائة دره10300م، وقد تم تخفيض ثمنه في التخفيضات التي عرفتها بعض الأدوية. بالنسبة للدواء الأول توفره وزارة الصحة في المستشفيات العمومية، لكن يعرف نقصا مجحفا في التوريد الأمر الذي يشتكي منه المرضى-أكتب هذا من معاناة شخصية- دائما حين لا يجدونه بالمستشفى مما يضطرون معه إلى شرائه من الخارج نظرا لحالاتهم التي لا تتطلب الانتظار. وبالنسبة للدواء الثاني فلا يحصل عليه إلا من يتوفر على التغطية الصحية وبصعوبة، فمرضى تطوان مثلا يضطرون شهريا إلى الذهاب لمدينة الرباط قصد توريد الدواء، أما المرضى الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية فلا حول ولا قوة إلا بالله. إذا كان هذا المرض مزمنا وآثاره وحجم معاناته أكبر من مرض السكري فعلى الوزارة الوصية أن توفر الدواء للجميع في جميع مستشفياتها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تكاثف الجهود والالتفات إلى هؤلاء المرضى الذين غيبتهم صفحات النسيان من البرامج الصحية لوزارة الصحة. وأخيرا فهذا المرض يحدث نتيجة حدوث خلل فى الجهاز المناعى للجسم والذى يقوم بمهاجمة الجهاز العصبى وتكسير أغشية الأعصاب (Demyelination) مما ينتج عنه حدوث خلل فى ورود وصدور الإشارات العصبية من وإلى المخ فيعانى المريض من أعراض مختلفة حسب المنطقة المصابة من الجهاز العصبي المركزي، وقد تشمل: النمنمة – الخدران – ثقل اللسان و تلعثم الكلام – عدم وضوح الرؤية – ازدواجية الرؤية – ضعف العضلات – ضعف التنسيق بين الحركات – ضعف الأطراف السفلية والعلوية – إرهاق غير معتاد – تشنج عضلي و تيبس – أحيانا الشلل النصفي أو الكامل – صعوبة التحكم بالتبول – أو مشاكل في المثانة أو الأمعاء – المشاكل الجنسية – صعوبة التفكير و قد تؤثر على الذاكرة والشعور بعدم التركيز والنسيان – تغيرات في المزاج و الكآبة. فتصور أيها القارئ الكريم الشخص المصاب بهذه الأعراض وتخيل شعور وحجم معاناته واسأل الله العفو والعافية.