رجوع الشيخ الداعية محمد الفزازي لمنبر الخطابة أصبح أمرا مؤكدا من خلال خطبة يومه الجمعة ، التي ألقاها بمسجد طارق ابن زياد المعروف بمسجد السعودي بكسبراطا أمام ما يناهز 2000 مصلي ومصلية . وجاءت خطبته هذه لتضع له حدا لقطيعة مع منبر الخطابة التي امتدت لحوالي عشر سنوات ، على خلفية سيناريو محاكمته التي اقترنت بموضوع تفجيرات الدارالبيضاء لعام 2003 ، وانتهت هذه المحاكمة بإصدار حكم معلوم يقضي بثلاثين سنة نافذة قضى منها الشيخ الفبزازي ثماني سنوات ليبارح بعدها أسوار السجن في شهر أبريل من سنة 2011 ، ومنذ ذلك الحين وشيخنا يحاول عبر اتصالات متكررة وملحة بهدف العودة لمزاولة الخطابة من جديد ، وقد تسنى له ذلك بعدما أن استجابت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لطلبه ، وهو الخبر الذي وردت تفاصيله على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي . خطبة الفيزازي أتت بصيغة عادية تمحورت حول ليلة القدر وأحكامها على ضوء الأيام العشر الأواخر من رمضان ، بنص خطابي اتسم بالإعتدال والوضوح ، بعيدا عن أي غموض أو إشارات مبهمة ، حيث أجمع جميع المصلين على أن خطبة الفيزازي في يوم الجمعة كانت خطبة عادية ، باستثناء خرجة واحدة هاجم من خلالها الشيعة ، مصعدا لهجته ضد من وصفهم بالفجرة الكفرة . وبعد إمامته لصلاة الجمعة تقدم فلول من المصلين للسلام عليه مستبشرين خيرا بعودته ، حيث استقبل الفيزازي في لحظة مغادرته المسجد استقبال الأبطال ميزه العناق الحار والتهاني القلبية الصادقة بجميل العودة ، مما يوضح بجلاء بأن الشيخ الفيزازي مازال يتمتع بنفس الشعبية وبقاعدة جماهيريه واسعة جدا هتفت باسمه في هذا اللقاء الحميمي بعد طلاق عمر لحوالي عشر سنوات . وفي كلمة مقتضبة عبر الشيخ الفيزازي للجريدة أنه مرتاح لهذه الخطوة التي جمعته من جديد بأحبائه في الله وأحباب رسول الله ، وبالنسبة إليه كانت هذه المبادرة فرصة للقيام بنشاطه في التبليغ الديني ، وتوضيح رسالته نحو إخوانه من المسلمين من أجل تعلم الهدى ودين الحق ، وأعلن الفيزازي بأن القرار الأخير يشمل أيضا السماح له باعتلاء كرسي الوعظ والإرشاد التي ستقام بالمسجد المذكور والتي سيتم تحديد مواعيدها في وقت لاحق . القندوسي محمد