توج أربعة مغاربة بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الثامنة عشرة، إلى جانب فائزين من مصر وتونس وسوريا والعراق. بينما ستوزع الجوائز في احتفال خاص يقام في مدينة الدارالبيضاء المغربية، وتستضيفه وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، منتصف شهر فبراير المقبل، ضمن الفعاليات الكبرى للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدارالبيضاء. كما يشهد الاحتفال تنظيم ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، بمشاركة المتوجين بالجائزة وأعضاء لجنة التحكيم، إلى جانب نخبة من الدارسين. وأعلن "المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق"، أمس الثلاثاء، في أبو ظبي ولندن، عن نتائج الدورة الحالية، حيث توج الكاتب والروائي المغربي أحمد المديني بالجائزة في صنف الرحلة المعاصرة "سندباد الجديد"، عن كتابه "مغربي في فلسطين.. أشواق الرحلة المغربية"، بينما هيمن المغاربة على الجائزة في صنف الدراسات، حيث آلت إلى كل من أيوب بن مسعود عن دراسته حول "تداخل الأجناس في أدب الرحلة" ومحمد حاتمي، الذي قدم دراسة أخرى عن "المعرفي والأدبي في الرحلات المغربية". في فرع "اليوميات"، كانت الجائزة من نصيب العراقي فاروق يوسف، عن كتابه "شاعر عربي في نيويورك.. على خطى فدريكو غارسيا لوركا في مانهاتن". أما جائزة فرع الترجمة فعادت للكاتب السوري أمارجي، عن ترجمة كتاب "نحو مهد العالم.. رسائل من الهند" لجويدو غوتسانو. وفي صنف "النصوص الرحلية المحققة"، ومن أصل 53 مخطوطا، نال الجائزة الباحث المصري محمد فتحي الأعصر، عن تحقيق كتاب "النحلة النصرية في الرحلة المصرية، لمصطفى البكري الصديقي، والباحث التونسي محمد الزاهي، عن تحقيق كتاب "رحلة محمد أفندي إلى فرنسا"، المعروف ب"يكرمي سيكيز". وتشكلت لجنة التحكيم من الأساتذة الدكتور خلدون الشمعة والدكتور عبد النبي ذاكر والدكتور عبد الرحمن بسيسو والدكتور أحمد برقاوي والأستاذ مفيد نجم أعضاءً، والدكتور عواد علي مقررا. وهي اللجنة التي نوهت بأعمال أخرى تتبنى الجائزة نشرها خلال العام 2020. ففي صنف الدراسات، نوهت اللجنة بكتاب "رحلة محمد الصفار نموذجا" لأحمد المريني. أما في صنف الترجمة فنوهت اللجنة بترجمة أميمة قاسم وسماح جعفر لكتاب "قمم غير موطوءة وأودية غير مطروقة" لإيمليا إدواردز. وفي أدب اليوميات، كانت التنويه من نصيب كتاب "يوم واحد بين دمشقونيويورك" لأكرم قطريب. وفي صنف الرحلة المعاصرة، فنوهت اللجنة بكتاب ""أنفاس الجغرافيا" لمحمد شوكية، و"بلاد حكت لي أسرارها.. مغامرة تسع نساء في حضارة الإنكا" لمنى الوزان. وتواصل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة عنايتها بالأدب الجغرافي، منذ دورتها الأولى التي انطلقت مطلع سنة 2003، ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والإلكترونية تحت مظلة "دارة السويدي الثقافية". بينما يشرف على الجائزة مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي الشاعر نوري الجراح. عن دورة هذه السنة، أكد الشاعر نوري الجراح، مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي والمشرف على الجائزة، في تصريح خاص، أن هذه الدورة قد "تميزت باتساع المشاركات في حقل دراسات أدب الرحلة، على العكس مما حدث في الدورة السابقة حيث حجبت جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة". وأضاف نوري الجراح أن الجائزة قد "عبرت هذا العام، كما في اعوامها السابقة عن استمرارها في الكشف عن الجديد في باب اليوميات والرحلة المعاصرة، لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جدداً، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة. وأشار إلى أن الرحلتين المحققتين هذا العام تعودان إلى النصوص التي كتبت في القرن الثامن عشر؛ رحلة منهما في ديار المشرق العربي، ورحلة في اتجاه أوروبا". كما نبه المتحدث إلى أن الدارسين المغاربة كان لهم الحضور الأبرز هذا العام في الجائزة، حيث "عاد المغرب ليتصدر من خلالهم موقع الصدارة في جوائز هذا العام"، على حد تعبيره. تصدر الأعمال الفائزة عن "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة "سندباد الجديد"، والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع "دار المتوسط" في ميلانو الإيطالية.