استقبل فضاء المتوسّط بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الخامسة والعشرين، مساء الأحد بالدار البيضاء، حفل تقديم جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها السابعة عشرة برسم سنة 2019. ويرى محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، أن حفل تقديم جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة صار "من أقوى وأرقى اللحظات الثقافية، التي تقام في المعرض الدولي العريق، الذي يحتفي بالكتاب ومختلف المتدخّلين في صناعته"، مهنّئا في نصّ كلمته الفائزين الذين "برعوا فأجادوا في مواصلة العناية بأدب الرّحلة". وذكّر الأعرج بأنّ المغرب كان ولا يزال مهدا لأهم الرّحلات قبل ابن بطّوطة وبعده. وزاد قائلا إن "البلد كان أكبر معهد تخرّج منه الرّحالة الإنسانيون منذ عصر الأدارسة الأوّل وحتى اليوم، من رحلات حجّيّة مكّيّة أو حجازية نحو المشرق، ورحلات سفرية ديبلوماسية، والرحلات إلى أوروبا، مثلما ظلّ المغرب وجهة ومقصدا لرحلات أجنبية استكشافية واستطلاعيّة وسفاريّة أيضا"، معتزّا بتأسيس ابن بطّوطة "عولمةَ الثقافة". وذكر نوري الجرّاح، المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي، أن "المؤلّفات الفائزة هذا العام تؤكّد، مجدّدا، تزايد الاهتمام بأدب الرّحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب، وإقبال الكتّاب الجدد على تدوين يوميّاتهم في السّفر"، وهو ما يؤكّد، حسبه، "الدور المتعاظم للجائزة في تشجيع الأدباء والدارسين العرب، وحضّهم على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار". وعرفت الجائزة هذه السنة، حسب خلدون شمعة، عن لجنة تحكيمها، وفرة في نصوص الرحلة المكتوبة من رحّالة معاصرين كتبوا رحلات تِجوالهم في بلادهم وجوارها القريب، مضيفا أن هذا "يغني الخزانة المعاصرة، ويعطي صورة عن قدرة الثقافة العربية على التواصل مع الآخر دون نقص". وتقصد جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، حسب شمعة، إعطاء صورة عن قدرة الثقافة العربية على التواصل مع الآخر دون نقص، وهو ما يظهر في الرحلات "التي تعكس جدارة مغامرة السفر في الأرض". وفاز في صنف "النصوص الرّحليّة المحقّقة" تحقيق هيثم سرحان ل"نشوة الشَّمول في السفر إلى إسلامبول"، وتحقيق أسامة بن سليمان الفليّح ل"أسفار فتح الله الحلبي 1842-1830". وفاز في فرع "الرحلة المعاصرة - سندباد الجديد" المصري مهدي مبارك عن عمله "مرح الآلهة: 40 يوما في الهند"، والسوداني عثمان أحمد حسن عن عمله "أسفار استوائية: رحلات في قارة إفريقيا"، والمصري مختار سعد شحاتة عن عمله "في بلاد السامبا: يوميات عربي في البرازيل". وظفرت بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في صنف "اليوميات" السورية خلود شرف عن "رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلّ الحرب". وظفر السوري خيري الذهبي بالجائزة نفسها عن عمله "300 يوم في الأسر الإسرائيلي"، فيما فاز بالجائزة عن صنف الترجمة السعودي عائض محمد آل ربيع عن ترجمته عملَ "وراء الشمس: يوميات كاتب أهوازي في زنازين إيران السرية" للكاتب الإيراني يوسف عزيزي، وترجمة السوري كاميران حوج ل"فاس: الطواف سبعا" الذي كتبه الألماني شتيفان فايدنر. وتسلّم الظّافرون جوائزهم شخصيّا أو عبر من ينوب عنهم، بحضور وزير الثقافة والاتصال المغربي، والمدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي، وممثل لجنة تحكيم الجائزة خلدون الشمعة. وقد بلغ عدد المخطوطات المشاركة في المسابقة 51 مخطوطا من 12 بلدا عربيا، حسب كُتَيِّب الجائزة، وتناولت مواضيع الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحقّقة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وبلغ عدد المخطوطات في التّصفية الثانية 21 مخطوطا. وتقدَّم جائزة ابن بطوطة سنويا "لأفضل الأعمال المحقّقة والمكتوبة في أدب الرحلة"، وانطَلَقت دورتها الأولى سنة 2003. وتمّ الإعلان عن الأعمال الفائزة بالجائزة برسم هذه السنة في أبو ظبي ولندن. ويمنح هذه الجائزة "المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق"، ويرعاها الشاعر أحمد السويدي، ويشرف عليها الشاعر نوري الجرّاح.