تغوص الفنانة التشكيلية المغربية سعاد علوي غزوي ، إلى أبعد من المعاني الظاهرة للقصص وحكايات الماضي والمستقبل ، وتستخرج من نسيجها وإحساسها لوحات تبث فيها حياة جديدة مفعمة بالحب والسعادة ، يخترقها اللون الأزرق الفاتح ، تدعها تروي الأحداث ، وكما في لوحاتها الحب والجمال ، كذلك هي طريقة تعبير عن حبها للحياة ولفنها ، لكونها فنانة مغربية تعشق كل ما هو جميل . في كل لوحة ، تكشف سعاد علوي تراكيب أحلامها ، قصصا مستوحاة من الحياة المغربية وثقافتها وتاريخها ، فتخلق الفنانة من خلالها معنى جديدا تبث فيه روحا من الحب والجمال لإغراء المتتبع وجعله يغوص في بحر الألوان الزاهية ، بعيدا عن مشاكل الحياة وضوضائها.
جمال فنها ومهاراتها المميزة في صنع حكايات من الطبيعة في غاية الروعة ، توضح بأن مصادر إلهامها هي أمور يبحث عنها كل محب للجمال والطبيعة الخلابة ، وكل ما يعجبنا في الحياة اليومية.
تقول سعاد علوي غزوي : أعمالي مستوحاة جزئيا من الفن الأصيل ، فأنا أرسم بقلبي وإحساسي قبل ريشتي ، كما أعتمد على الصباعة الزيتية و لاكريليك ، و أوزع إحساسي كاملا على أرضية لوحتي لتظهر في أحسن حلة كالعروس في ليلة زفافها .
وعن بداياتها في مسيرة الفن التشكيلي تضيف سعاد علوي : بدأ مساري الفني بفن البورتريه أو ما أسميه رسم الوجوه تعبيرا عن عالم يجعل الابتسامة التشكيلية رمزا لروعة الخالق ، اشتدت مساراتي و تعددت هواياتي ، و ارتاح إحساسي للتعبير التجريدي بعد أن مررت بعدة مدارس مختلفة ، لأن دراستي كانت فرنسية أكثر من عربية ، أحببت شكل وجمالية الخط العربي من خلال القرآن الكريم ، وقررت الاجتهاد فيه و أدخلته على لوحاتي التجريدية فزادها راحة وجمالا.
هكذا تعلمت التشكيلية سعاد علوي الرسم ، من خلال واقعها المعاش ، و احتكاكها بجمال و روعة هذا الكون ، فكل شيء جميل تهواه نفسها و تحس به وتخرجه بطريقتها الخاصة و المتواضعة ، كي تتقاسمه مع محبيها ومتتبعيها .
سعاد لم تتح لها الفرصة لمتابعة دراستها الجامعية في معهد الفن التشكيلي ، لكن حبها و فطرتها لهذا الفن الراقي ، دفعها لتبحث وتجتهد لتكون عصامية في مجال أحبته بجوارحها وقلبها وأعطت فيه الشيء الكثير .
درست سعاد فن الموسيقى في معاهد بالدار البيضاء و الرباط ، لكن بقي الرسم و الريشة والألوان هي عوالمها التي لا تنتهي ، شاركت في العديد من المعارض التشكيلية الوطنية والدولية ، وملتقيات ومهرجانات خاصة بالخط العربي ، كما حازت على مجموعة من الجوائز والشواهد التقديرية ، اعترافا بعملها المتميز وتقديرا لمجهودها الذي لا يقدر بثمن .
التشكيلية سعاد علوي غزوي صادفت تحديات عديدة ، لكن من دون هذه التحديات لن تتذوق طعم النجاح ، وتعتقد الفنانة أن المثابرة وحب العمل والإخلاص له ، تفتح أبوابا كثيرة للنجاح ، ولعل ما سهل الطريق أمامها لتحقيق طموحاتها ، كون المرأة المغربية عموما محظوظة لوجود بيئة تدعمها وتمكنها في المجتمع لتبدع ، فتدفعها إلى المزيد من النجاحات ، كما أن المرأة المغربية في المقابل قادرة على بلوغ كل الأهداف التي تطمح إليها ، إذا كان عندها الدافع والشغف لإنجازها.
تقول سعاد علوي : أشعر بالفخر لأنني تمكنت من المشاركة في كل هذه المعارض الوطنية والدولية ، وسعيدة جدا بما حققته إلى الآن ، طبعا لن أتخلى عن ريشتي ، فأنا أعتبر لوحاتي كأطفالي من وقت لآخر أحب الإطمئنان عليهم والنظر إليهم .