لا يكاد يمر أسبوع بإقليمي شفشاون حتى تهتز أحد الأحياء السكنية، أو إحدى القرى بالاقليم، على وقع حوادث انتحار تجري بوتيرة متسارعة ومقلقة، يروح ضحيتها أشخاص من فئات عمرية وجنسية واجتماعية مختلفة، فيما تبقى الأسباب تافهة أحيانا، وفي الغالب مجهولة، كما أنها تصل، في بعض الفترات حالتين أو ثلاثة في يوم واحد . وفي الوقت الذي يتمكن أغلب محاولي الانتحار من وضع حد لحياتهم بطرق متنوعة، تنتهي باقي المحاولات بالفشل نتيجة تدخّل أفراد الأسرة أو متطوعين لإزالة الوسيلة المستعملة في العملية، أو الإسراع في نقل الضحية إلى المستشفى لإخضاعه للإسعافات الأولية والمركّزة، فيما تبقى حالات أخرى مجرّد تهديدات بالانتحار، قد تنتهي بعضها بإقدام أصاحبها على تنفيذ تهديداتهم. وقد وصلت حالات الانتحار في الاقليم لحد الساعة 24 حالة، من مختلف الفئات العمرية حتى أصبحت المدينة تسمى عاصمة الانتحار، ورغم النداءات المتكررة من فعاليات المجتمع المدني ، ووصول الظاهرة الى قبة البرلمان بسبب تنامي ظاهرة الانتحار في الاقليم لم يتم الوصول الى الاسباب الحقيقية وراء ذلك، الشيء الذي جعل التدخل السلطات المحلية على الخط ،حيث قام عامل الاقليم بزيارة ميدانية للمستشفى الامراض النفسية بالمدينة، للوقوف على بعض الحالات المتشابهة. ومع ذلك تبقى ظاهرة الانتحار صعبة الدراسة نظرا لتنوع الاسباب الاجتماعية ونفسية واقتصادية وغيرها و وتنوّع الوسائل ما بين تسمّم، أو شنق بالأسلحة النّاريّة، أو قفز من المرتفعات، وغيرها، ويكون دافعه الأساسي اليأس والاضطرابات النفسية.